ضمن تصريحات سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل عن أهداف القمة الإسلامية الاستثنائية الطارئة التي سوف تعقد في مكةالمكرمة يومي 7 - 8 ديسمبر القادم: «فإن القمة القادمة ستكون قمة فاصلة في تاريخ العالم الإسلامي حيث تتناول الهوية والمصالح الإسلامية وتسعى إلى تغيير الصورة المظلمة عن الإسلام بسبب العمليات الإرهابية التي نفذت باسم الدين وكذلك اتخاذ موقف واضح وصريح لمكافحة الإرهاب والتطرف ووضع تشريعات تحرم هذه التصرفات». ثم في موقع آخر يذكر الخبر: «شدد سمو وزير الخارجية على دور الإسلام في المساهمة في تنوير العالم حول معالجة الأمراض والجهل وتلوث البيئة والفقر وقد ساهم الإسلام في تنوير الأمة في السابق وهو قادر على أن يقوم بذلك في الحاضر». ليس فينا من يختلف مع هذه الأفكار والآمال والتطلعات، بل إننا نستغرب كيف عجزت المنظمات والمؤسسات الإسلامية عن التوغل في المجتمعات الإسلامية.. وكيف في سباقات التأثير استطاع فكر التكفير على وضوح ضلاله وخطورة أهدافه الوصول إلى قناعات بعض الشباب وتحريضهم كي يتحولوا إلى قنابل موقوتة، إلى سلاح قاتل وليس مجرد حاملي سلاح.. بينما نجد أن بعض الجهود الدينية من قبل البعض لم تتوجه مباشرة إلى التنوير وهزيمة المعتقد الفاسد لدى التكفيريين ولكنها أصبحت - وأعني البعض فقط - تستهدف من تسميهم بالعلمانيين أو الليبراليين ممن لم يحملوا سلاحاً ضد أحد أو يتحول واحد منهم إلى وسيلة قتل.. وهم مسلمون بطبيعة الحال.. الجريمة البشعة التي حدثت بالأردن في ليلة واحدة وقتلت في ثلاثة فنادق مجموعاً كبيراً من الأغلبية الإسلامية لم تجد الطرح الكافي في خطب المساجد أو مناسبات الترشيد كبرهان ثابت على أن عدوان التكفير يفتك بالمسلم قبل أي كائن آخر.. لا أتصور أن المطلوب من هذه القمة هو فقط التوجه إلى العالم الدولي بمحاولات شرح سماحة الإسلام وعدالته فذلك أمر يجب أن يترك لثقافة المجتمعات الإسلامية من خلال نموذجيات سلوكها وبالتالي يجب الاتجاه في هذه المجتمعات لإعادة النظر في أهلية القوى المؤثرة على وعيها وتفكيرها ثم بالتالي سلوكياتها.. هذه القمة هي مبادرة إيجابية بالغة الأهمية لتصحيح أوضاع الثقافة والرأي العام في دولنا لأن الانغلاق لم يعمل على إقصاء الطرف الآخر وهو المسيحي الموجود في عالمنا الإسلامي أو المرتبط بأعمال معنا لكنه عمل على إقصاء الانفتاح الإسلامي بما سمي علمانية أو ليبرالية.