لا يخالجني أدنى شك ان كل من يقرأ هذا العنوان من الشباب تسايره إجابة تسرد من غير سؤال بل من جملة إنشائية غرضها التعجب فقط لا غير.. يقولون كيف ذلك؟ ونحن أسياد الرومانسية؟ كيف لا ونحن نطرب للألحان الشجية؟ كيف وأجهزتنا المحمولة تزج بالكلمات الوردية (الكاذبة) و(المزيفة) إلى آخره... في الواقع... الأم المسكينة تنادي أطراف الفجر على الأبناء يحنون... القلب يتفطر بلا مجيب أو حتى بصيص لأمل قادم... نسبة السكر في دمها ترتفع والبنسلين يوشك على الإنتهاء/انتهى وهم يتقاذفون المسؤولية فيما بينهم.. وكل يعتمد على الآخر دون أي إحساس.. والمسكينة تتوق إليهم أكثر وأكثر مع كل بارقة جحود وهم لا يشعرون، يفجعها صوت سيارة إنقاذ وتتألم وتئن بصمت خائفة وجلة مما تسمع من حوادث مميتة تحدث في شوارعنا ولكن ذلك كله لا يزيدهم إلا بعداً عنها وعقوقاً لها... فأين هي الرومانسية؟ قلوب الزوجات مكسورة طوال الليل تنوح وتنوح بصمت يقابل ذلك أزواج في ملاجئهم الثانية/ الأولى يتبادلون أوراق الكوتشينة بفرح حتى مطلع الفجر لا يأبهون بالقلوب الصابرة المصبرة.. أحاسيسهم معدومة لا تتوهج إلا أمام القنوات التلفزيونية وفي مكالمات الهاتف الفضائية التي يبذلون لها الغالي والنفيس بكرم وبذخ غير مسبوقين.. وكل نساء الأرض جميلات إلا من في البيوت صابرات وعلى العكس تماماً من هذا الكرم والبذخ والمشاعر الجياشة تحترق أعصابهم وتظهر عصبيتهم إن أرادت الزوجة طلباً ضرورياً ويمطرونها بوابل من الكلمات.. أنت لا تقدرين المسؤولية.. أنت مسرفة.. أنت لست واعية إلى آخره وأوله من عبارات الزجر والتهديد والويل إن أعادت ذلك الطلب مرة أخرى.. فأين هي الرومانسية؟ إنني لا أعمم في كلامي ولا أشن حرباً بلا أسلحة.. ولكنني فقط أتساءل.. كيف لعقول وأجساد تتمايل طرباً على ضفاف نشرات الأخبار التي ما فتئت تنقل لنا المآسي والجراحات وسقوط الشهداء.. كيف يطيب لهم الفرح وإخوانهم من بلاد إسلامية أخرى تتكسر أعظامهم بأعقاب ببنادق المحتلين الغاشمين.. بريدة