تفقد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أمس الأول عدداً من المواقع التراثية والأثرية وأعمال المسوحات والتنقيبات عن الآثار في منطقة تبوك. متحف تبوك جوهرة حقيقية وسيكون من أكبر متاحف المملكة واستهل سمو رئيس الهيئة يرافقه عدد من المسؤولين الزيارة بلقاء مع أمير منطقة تبوك رئيس مجلس التنمية السياحية بالمنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز استعرض فيه مع سموه المشروعات السياحية والتراثية الجاري تنفيذها في منطقة تبوك وفي مقدمتها متحف تبوك الإقليمي الذي يتم انشاؤه حالياً ويضم تسع قاعات حيث سيتم الانتهاء من الأعمال الإنشائية لكامل المشروع خلال ستة أشهر، فيما يجري العمل على تجهيز العروض المسرحية والمعروضات ليكون تحفة جاذبة ونافذة مهمة يطل منها أبناء منطقة تبوك وزائروها على تاريخ وطنهم المجيد ونهضته الشامخة وإنسانه الأصيل. عقب ذلك تفقد موقع عينونة بالقرب من بلدة الخريبة على ساحل البحر الأحمر، وهي واد كبير ويعد من مواقع الاستيطان البشري القديمة شمال غرب المملكة وبه آثار ترجع إلى العصر النبطي وإلى الفترة الإسلامية، ويقع فيه ميناء الأنباط الشهير لوكي كومي، كما أن الموقع من منازل طريق الحج المصري الساحلي، واستمع من الفريق السعودي - البولندي القائم بأعمال المسوحات والاستكشافات إلى شرح واف عن التنقيب عن الوحدات المعمارية والتراصف الطبقي والمواد الأثرية المكتشفة والتقسيمات الداخلية للمباني وعناصرها المعمارية والوظيفية، وأكد الفريق العملي أنه تم الكشف عن غرف كانت مستودعات للتخزين وعملات معدنية ومجموعة من الأفران داخل الغرف وبقايا صهر بعض الخامات المعدنية، كما تفقد موقع قرية وهي مستوطنة في منطقة تبوك ويقوم الموقع بين سلاسل جبلية قليلة الارتفاع ويعد من اكبر المواقع الأثرية شمال غربي المملكة وأكثرها أهمية، ويضم أسوارا وأفرانا ومنشآت وقنوات مائية وأراضي زراعية وأدوات فخارية، واستمع سموه من الفريق العلمي السعودي - النمساوي عن خارطة العمل وطريقة التنقيب وما تم استكشافه وحصره حتى الآن ، والمرحلة المتبقية من أعمال فريق التنقيب، كما ناقش سموه مع الفريق التوصيات المطروحة وطريقة النهوض بالمكان وارتباطاته التاريخية والإنسانية . وفي وقت لاحق التقى سموه بفريق علمي بحثي سعودي - ياباني مشترك يجري عمليات تتبع للأنماط الرعوية القديمة في وادي شرما، ويرأس الفريق البروفيسور سوميو فوجي من جامعة كانازاوا اليابانية، ويمتد الموقع على مساحة 70 كيلو متراً من حرة عويرض ويصب في البحر الأحمر، ويعود تاريخه إلى ما قبل العصر الحجري الحديث ويعتبر أول موقع يتم التنقيب فيه بشكل مختلف ومكثف مقارنة بالمواقع الأخرى في تبوك والثمامة بمنطقة الرياض، ثم زار سموه منتجع جولدن توليب في شرما والذي يعد أحدث المشروعات السياحية في شرما والذي يضم أجنحة وغرفا ومطاعم وبحيرات مائية وأحواض سباحة ويطل على البحر الأحمر مباشرة. وفي نهاية الزيارة أكد أن تواجده في تبوك وفي بقية مناطق المملكة هو ما يحرص عليه دائماً خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مبينا أن هدف زيارته للمنطقة هو الالتقاء بصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك الذي ناقش معه الكثير من الأمور التي أراد سموه أن يُبدأ فيها والاستماع للأمور التي تحتاجها تبوك.وقال سموه:" أهل تبوك دائماً مرحبون وسمو أمير المنطقة يقود تنمية كبيرة في المنطقة ، واليوم زرت بعض المشروعات التي تقوم بها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة تبوك والتي سيتم افتتاحها قريباً وعلى رأسها متحف تبوك الذي يعدّ من أكبر المتاحف في المملكة ، بالإضافة إلى زيارتي لثلاثة مواقع أثرية في المنطقة وهي موقع قرية في العيينة وفحيمان وموقع عينونه والمشروع السياحي بشرما". وأشار إلى أن منطقة تبوك ومحيطها الجغرافي الذي نحن منه من أهم المناطق التاريخية على مستوى العالم، لافتا إلى أن الهيئة تركز من خلال البعثات والفرق سواء السعودية والجامعية والمراكز العلمية العالمية التي تعمل في هذه المواقع على ترابط الجانب التاريخي ومعرفة المكنوز الحضاري لهذه المنطقة. وأكد أن منطقة تبوك مقبلة على خير كثير ونحن نرى ما فيها من مشروعات سواء لهيئة السياحة أو غيرها من الجهات الحكومية سواء البلديات أو الطرق أو الكهرباء والمياه والمشروعات الأخرى وكلها تبشر بالخير. وعن مشروع شرما السياحي الذي تم الانتهاء من تنفيذه من قبل شركة تبوك للاستثمار والسياحة وما لدى الهيئة من مشروعات سياحية أخرى بالمنطقة تقام من قبل مستثمرين آخرين، قال سمو رئيس الهيئة: " أحب في البداية أن أشكر أمين منطقة تبوك وأمانة المنطقة على جهودهم الكبيرة جداً في إنشاء المدن السياحية الجديدة، والهيئة تعمل مع أمانة منطقة تبوك كشركاء وهناك علاقة أكبر من ناحية علاقة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، ولذلك نحن عملنا مع أمانة منطقة تبوك على تخصيص هذه المواقع للمدن السياحية في المنطقة والتخطيط لها. ويتفقد مشروع التنقيب في موقع القرية جولة سموه في مواقع تبوك الأثرية