وصف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم نتائج حزبه المتوصل إليها في الانتخابات الجزئية التي شهدتها منطقة بلاد القبائل في 24 نوفمبر الجاري بأنها «جيدة» وقال ان النتائج أظهرت تجذر الحزب العتيد في الأوساط الشعبية القبائلية وفي كل مناطق التراب الجزائري، عكس ما تريد بعض الدوائر الإعلامية والسياسية والحزبية إقناع الناس به وهو أن بلاد القبائل حبيسة على حزبين بربريين لا ثالث لهما وهما جبهة القوى الاشتراكية والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية. وأشار بلخادم في اتصال هاتفي أجرته «الرياض» مباشرة بعد الكشف عن نتائج الاستحقاق، أن في بلاد القبائل مواطنين جزائريين تختلف مشاربهم الايدلوجية وانتماءاتهم السياسية، وتطلعاتهم المستقبلية، ما انعكس بوضوح في اتجاهات التصويت التي مست الأحزاب البربرية والوطنية والديمقراطية والعمالية، وأفرزت خارطة سياسية جديدة كرست فكرة أن المنطقة ليست حكرا على حزب دون آخر، وأنها تتسع لجميع الأصوات السياسية الوطنية والعلمانية والإسلامية والديمقراطية ، كونها في النهاية، منطقة مثل باقي مناطق القطر الجزائري. واعتبر بلخادم فوز حزب جبهة التحرير الوطني (الأفلان) بعدد هام من المقاعد في المجالس البلدية والولائية بكل من ولاية «تيزي وزو» و«بجاية» بالأخص، نقلة نوعية في تاريخ ووزن الحزب بالمنطقة مقارنة بنتائج انتخابات العام 1997 حيث حظي وقتها «الأفلان» ب 43 مقعدا فقط في حين تمكنت جبهة التحرير في انتخابات يوم الخميس الماضي من افتكاك 136 مقعدا فقط بولاية تيزي وزو وحدها ناهيك عن عشرات المقاعد التي عادت للحزب في بعض بلديات بجاية (260 كلم شرق العاصمة والبويرة (130 كلم شرق العاصمة) وبلدية شتمة بولاية بسكرة (425 كلم إلى الجنوب) وبلدية تاجموت بولاية الأغواط (270 كلم جنوب العاصمة) ومجلس بلدية بابار بولاية (خنشلة 550 كلم إلى الشرق)، وحسب بلخادم فإن هذه النتائج تشير بما لا يدع مجالا للشك أن مكانة الجبهة في قلوب سكان بلاد القبائل ما تزال تحظى بالاهتمام وأن قيم الثورة والوطنية ما تزال تعشعش في المنطقة التي كانت زمن الاحتلال الفرنسي أحد أهم معاقل مجاهدي ثورة نوفمبر وأبطالها. وأضاف بلخادم أن «جهات» لم يسمها، توقعت نكبة وانتكاسة الحزب في هذه الاستحقاقات بعدما رددت أن جبهة التحرير «لم يعد لها وجود». ونفى بلخادم عودة الأغلبية شبة المطلقة للحزبيين البربريين جبهة القوى الاشتراكية (الأفافاس) والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية (الأرسيدي) في الاستحقاقات الأخيرة، وأشار أن حزبه تموقع في كثير من البلديات والمجالس الولائية الثاني مباشرة بعد جبهة القوى الاشتراكية كما كانت حظوظه تسبق حظوظ الحزب البربري العلماني لسعيد سعدي في عدد من بلديات ولايتي تيزي وزو وبجاية. واستطرد بلخادم قائلا ان برنامج حزبه لعب دورا كبيرا في كسب أصوات الناخبين ، منتقدا تعاليق المراقبين التي اتهمت حزبه ب «مساومة الأمازيغ» بالعمل والسكن بغية دفعهم للتصويت على ممثليه في الناحية. وفيما يشبه الرد على الذين اتهموا الحزب بمساومة سكان بلاد القبائل على خلفية اقتراح الحزب 72 ساعة فقط قبل بدء عملية الانتخاب ل «لائحة» تحمل 50 مقترحا اعتبرتها الجبهة «وصفات» للبطالة والعزلة والاستثمار فضلا عن تدريس ونشر اللغة والثقافة الأمازيغية أملا في إعادة تفعيل المنطقة وإخراجها من الانسداد الذي يطبعها منذ أحداث الربيع الأسود 2001، قال بلخادم ان حزبه دخل منافسة انتخابية وكان لديه برنامجا للمنطقة ولغيرها من مناطق القطر الجزائري، وكان لزاما عليه أن يستعرض الخطوط العريضة لبرنامجه خلال التجمعات الشعبية التي نشطها عبر عديد من بلديات وقرى ومداشر بلاد القبائل قبل أن يختم مؤكدا أن التفاعل الشعبي مع محتوى برنامج حزبه كان «إيجابيا وفاعلا».