كنا طقوساً حينما فُتنَ الطريقُ ولم نشأ أن يكبُرَ العشاقُ رهنَ شقاوةٍ قاماتُنا .. كانت فضولاً لا يُحيلُ إلى سماءٍ كالتي مرّتْ ونحنُ ضلالهُا منذُ انتبهنا غيرَ أنّ عروقنا كادتْ تشَابَهُ خِلْسَةً في نبضِنا ! * * * من ذا سينتخبُ الصبابةَ والمدى يخلو بناصيةِ الكلامِ مقيتةٌ تلك السذاجةُ في دواخلِنا تروّجُ ذاتها لا همَّ إلا أن نمرّغ في النشوءِ نهارنَا والليلُ ضوءٌ شاحبٌ يتأرجحُ العصفورُ في أجسادنا والصمتُ نصفُ سريرةٍ ممتدّةٍ حدَّ النشيجِ وفي الملامحِ لكنةٌ كانت تنمُّ بداهةً عن رفضِنا * * * آهٍ لكَمْ كنا نخيطُ من الصبايا رعشةً منذورةً منها نُفاتحُ شُبهةَ السربِ البعيدِ وأين نحنُ؟ ومن يفكُّ إسَارَنا من مِسْحَةِ الطُّهرِ الأثيمِ؟ لنرتقي في سُلّمِ الحيرى إلى شهواتنا ذابتْ حناجرُنا ونحن نردّدُ الإذعانَ في أسمائنا وصفاتنا عبثاً نفتّشُ في المرايا عن مخابئنا الحميمةِ لا نرى إلا المرايا من يصادرُنا هناكَ ومن يراهنُ أن أي غريزةٍ بلهى تهزّ ذواتنا؟ * * * ها قد كبُرنا من رفاتِ صراخهم من وقعِ أقدامِ التلبّثِ لم نعدْ نتقمصُ الخوفَ اللذيذَ ولم نعدْ.. حتى الصبايا يستدرنَ لعلّ في الظلّ انتظاراً والأزقةُ بادرتْ مدّت يديها ملءَ رائحةٍ تشظّتْ من تراكمِنا الشهيِّ ولم نشأ أنْ يزُهقَ الرمانُ رهنَ مسافةٍ عضّتْ على شفةِ السنينْ ..