ليس الطفل وحده من يحلم أن يتحول الكون إلى ثقب صغير يرى من خلاله كل شيء، كلنا يحيا الحياة ومعه الفضول كالظل، يكبر ويصغر، لكنه لا يختفي، تتساقط النجمات وثيابنا كالأطفال تغطي ما تدلى على حبل الأمنيات من رغبات صغيرة بمعرفة كل شيء، حتى إذا ما حاصرنا الصمت تسربلنا بالشائعة لتحدثنا بألف ثغر وثغر. الفضول يحملنا أطفالا لنكبر، نحن اليوم ظلال أسئلتنا الصغيرة بالأمس، فالسؤال أول الفضول، داخلنا أرفف تظهر فيها أضابير متناثرة، بها عوالق من أسئلة غادرتنا وأخرى لم تغادرنا بعد، هي بمثابة محطات العمر الذي ولى والذي قد يأتي أو لا يأتي. خلف هذا الصندوق الظاهر في الصورة كان الصبية يحدقون في صور ثابتة، يحركها البائع وهو يروي لهم قصة من أقاصيص الحياة، لا أعلم إن كان شعورهم آنذاك كشعور من يحلق مع النوارس، لكنهم كانوا في لذة الكأس الأولى في مائدة الفرجة، يصبح معها المكان لا شيء إلا الشيء الذي يرونه، تستدير عيونهم في امتداد الثقب كما يستدير الوقت، لكنهم في سكرة الفرح كمن ينام في انتظار حلم آخر. اليوم وجودنا كله حالة فرجة، المدينة منذورة لفروض الفرجة، كل واحد منا صار يتجلى تحت وعد الفرجة، أن يكون لحظة لا تسقط سهوا أمام أعين الآخرين، وهذا الفيس بوك قد أحالنا مرايا لا تكف النظر إلى نفسها، وظلال الآخرين اللصيقة، ليعيد فينا كل تجارب الطفولة، وفي أولها ربيع الفضول!. أثير علي