ترأس صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم أمس، اجتماع نتائج اللجنة الطارئة، التي وجه سموه بتشكيلها لتجمع مياه السيول والأمطار في بعض المواقع بمدينة بريدة، وذلك بعد هطول كميات كبيرة من الأمطار، بحضور أمين المنطقة، ومدير عام المياه بالمنطقة، ومدير الدفاع المدني بالمنطقة، ومدير مرور المنطقة، ومدير عام الطرق والنقل بالمنطقة، ورئيس اللجنة الميدانية لمتابعة المشاريع بالمنطقة، حيث جرى خلاله تقويم الوضع الحالي وأماكن التضرر. وعقب الاجتماع أشاد سمو أمير منطقة القصيم بنقل إعلاميي المنطقة للأحداث، وأمانتهم وصدقهم في ذلك، حيث وصفه بالنقل العقلاني. وقال سموه: "أجريت زيارات ميدانية للمواقع المتضررة لتحديد مدى الأضرار التي أحدثتها السيول، شملت حي الإسكان وحي الشقة وطريق الملك فهد، والوقوف على محاولة معالجتها، وما حصل جراء ذلك من إلغاء الجلسة العادية لمجلس المنطقة، وإقامة جلسة طارئة للميدان"، مقدراً جهود الجهات المعنية خصوصاً الدفاع المدني لدرء المخاطر، مثنياً على تعاون وزارة المالية في تأمين المساكن بالفور لجميع المتضريين في هذه السيول، التي وجه بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله. كما شكر الجهات المساندة الأخرى مثل المرور والشرطة وغيرها من الجهات الأمنية، ولأمانة المنطقة وفرع وزارة المياه وشركة الكهرباء في معالجة تصريف المياه، منوها بالتعاون والعمل كالفريق الواحد. وأشار سموه إلى أنه جرى الاجتماع مع أعضاء اللجنة المشكلة، التي أصدرت نتائجها، مشيراً إلى تفاوت كمية السيول التي هطلت على مدينة بريدة وهي ما بين 77 ملم و135 ملم، كاشفاً أن أكبر نسبة هطلت على الأمطار في حي الخبيب في وسط بريدة. ولفت سموه الانتباه إلى أن احتباس الأمطار كان بسبب أربعة أودية آتية من الشمال وتصب في مدينة بريدة، وهناك عدة عوامل أغفلت تصريف هذه الأودية، وعدم ربطها مع وادي الرمة، الذي يُعد المصب الأساسي، إلى جانب الوادي الكبير لمدينة بريدة، مبينا أن الطاقة الاستيعابية لمدينة بريدة بهطول الأمطار لا تجاوز 30 ملم. وأفاد سمو أمير منطقة القصيم أن أكثر المواقع التي تضررت ببريدة هي حي الخبيب، الذي يعد أكثر الأحياء انخفاضًا، متطرقاً إلى الموقع الآخر وهو صناعية السليم، وسببه تغيير خطة التصريف المقررة له قبل ذلك. وأشار إلى أن اللجنة مستمرة في رفع التقارير وإيجاد الحلول العاجلة والاستعداد لأي كمية أمطار تهطل مستقبلاً، وإعداد ما يسمى بالمشاريع المهمة لحلها، وتشخيص المشكلة من خلال هذا التقرير، كاشفاً أن معالي وزير الشؤون البلدية والقروية سيقوم بجولة تفقدية الثلاثاء المقبل تشمل مدينة بريدة ومحافظات منطقة القصيم، ومناقشة ما جرى طرحه خلال اجتماع نتائج اللجنة، إلى جانب المشاريع التي سترفع لحل ذلك، واعتماد اللازم منها. كما أوضح الأمير فيصل بن مشعل أن الأسبوع المقبل ستقدم فيه خطابات المشاريع التي تحتاج إليها تلك الجهات المعنية، مشيرا إلى أن اللجنة الطارئة خصصت لبحث العوائق في تصريف السيول في بريدة ثلاث جهات هي الأمانة وفرع وزارة المياه وفرع وزارة النقل بالمنطقة، مؤكدا أهمية حاجة المدينة إلى التخطيط البعيد المدى، وتقديم الفعل لتحسب ردة الفعل، مؤكدًا سموه أهمية استباق الأحداث لمثل هذه الأمور، متمنيًا أن تعمل هذه اللجنة على حل تلك المشكلة، فيما دعا سموه إلى الشفافية والوضوح من قبل أعضاء اللجنة. وقال سموه "هناك توأمة بين أمانة المنطقة ومديرية المياه، لاستيعاب كمية السيول، وما يفيض منها"، مشيرًا إلى أن كمية الأمطار التي هطلت كانت فوق العادة، معاتباً في الوقت نفسه المجلس البلدي لمدينة بريدة لأنه لم يكن بقدر المسؤولية، ولم يحرك ساكناً في أضرار السيول، حيث لم ينزل للميدان، ولم يعِ حجم الضرر.