كلنا يذكر في المرحلة الابتدائية عندما كانت تدير المعلمة ظهرها للكتابة على السبورة تنقلب الطالبات الى بهلوانات متحركة فتقوم الطالبات بحركات تقليدية سريعة وعجيبة تحمل أشكالاً مختلفة لعدة شخصيات.. وأعتقد أن هذه التصرفات السلوكية تواجه المعلمات كثيراً، لأنني أتذكر أن المعلمة كانت تقول "إن في ظهري عيون" عبارة مجازية لتحد من تصرفات الطالبات السلوكية كغيرها من العبارات التي نسمعها ولا نعرف معناها مثل قول: الجدران لها آذان للحد من إفشاء الحديث السري.. الأطفال في هذه المرحلة العمرية المعينة وهي تحديداً بفترة انتقال الطفل من الطفولة المبكرة الى الطفولة المتأخرة أي ما بين "الستة والعشرة أعوام" يقوم ببعض الحركات الحركية سواء التقليدية أو التي بدون معنى وهي ما نطلق عليه "الشقاوة"، وربما ذلك بغرض التجريب، وقد تظهر هذه الشقاوة في وسط واحد كالبيت فقط أو في المدرسة فقط دون البيت. ولكن إذا استمرت هذه الحركات لفترة طويلة فقد تكون أعراضاً للاضطرابات السلوكية عند هذا الطفل. والتي من أعراضها قلة التركيز وقلة الانتباه ويظهر هذا من نتائج المهام التي تحتاج الى تركيز متواصل.. كما أن تصرفاته تكون دون تفكير يناسب الموقف، هذه التصرفات إذا ظهرت في سن مبكرة قبل ست سنوات فإن سببها غالباً يكون وراثياً لأن نسبة من الأطفال الذين يكون لديهم اضطراب سلوكي يكون بسبب نقص في بعض الناقلات الكيميائية العصبية بالمخ، وهذا بحمد الله قليل جداً، أما باقي النسبة فيكون سبب اضطراباتهم السلوكية راجعاً لأسباب بيئية واجتماعية بحته، والتي غالباً ما تكون بسبب عناد الطفل للأهل ولغيظهم خاصة إذا عرف الطفل أن هذه التصرفات "الشقاوة" تغضبهم فيقوم بها كردة فعل لرفضهم تلبية حاجاته أو للتعبير عن غيظه. أما بعض الأطفال فإنه يقترف هذه الشقاوة بسبب الإعجاب الزائد بالطفل وبحركاته وتصرفاته السلوكية. خاصة إذا اقترن إعجابهم أثناء قيامه بهذه الشقاوة بالمرح، كأن يضحك الوالدان أو الأهل أو غيرهم، وقد يزيد التشجيع هذه الحركات إذا كان هناك زوار فيقوم الأهل بطلبه أن يقلد فلاناً، فيشعر الطفل بتميّزه فتصبح هذه الشقاوة من ميزاته فلا يرغب بالتخلي عنها أو تغيير سلوكه في وقت آخر أو ما يسمى وقت الجد بقاموسنا.. لا داعي للقلق لهذه المرحلة العابرة التي يسري عليها قاعدة اتركه فيتركك، أيضا أنت دع التنبيه عليها أو التحذير منها أو التهديد لأجلها، وسوف يتركها الطفل تلقائياً.. وعلى دروب الخير نلتقي.