تحت رعاية حرم أمير منطقة الرياض صاحبة السمو الأميرة نورة بنت محمد آل سعود، نظمت صباح أمس جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالشراكة مع هيئة حقوق الإنسان وبالتعاون مع برنامج الأمان الأسري ندوة حقوق الطفل "تعزيز دور الأسرة في حماية الأبناء من العنف والإرهاب". وأكدت الدكتورة هدى بنت محمد العميل مديرة الجامعة في كلمتها على هدف الندوة الأساسي الذي يدعو إلى نشر ثقافة حقوق الطفل بين أفراد المجتمع وتسليط الضوء على أهمية دور الأسرة في تأمين بيئة داعمة وآمنة لأفرادها. وتواصل الدكتورة العميل بقولها "تعتبر الأسرة هي الدرع الواقي والحصن المنيع في مواجهة الانحرافات الفكرية التي تولد العنف والإرهاب إلا أنه في ظل الانفتاح المعلوماتي وثوره الاتصالات تراجع دور الأسرة التربوي لصالح وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي مما جعل الأطفال والشباب فريسة سهلة لمروجي الفكر المنحرف ووقودا لحروب يجهلون ماهيتها وأهدافها، لذا جاء تنظيم هذه الندوة للمساهمة في مواجهة هذا الخطر بعمل مشترك يساهم فيه الباحثون والمهتمون والشباب بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة وتصورات عملية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع". وفي كلمة لها أوضحت صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز المتحدث الرئيس في الجلسة الأولى من الندوة على أن حماية الأطفال من العنف هي مسؤولية مشتركة بين جميع مؤسسات المجتمع، والأسرة هي أولى المؤسسات المعنية بتأسيس قواعد هذه الحماية، لهذا فإنه من المهم أنْ تكونَ الأسرة على وعيٍّ بالدورِ المنوطِ بها، وبماهيّةِ الوعيّ بحدّ ذاته.. فالوعي لا يقتصر على امتلاكِ المعرفة، لكنه يشملُ العمل بهذه المعرفة أي تطبيقها فعلياً، والإشكالية تكمنْ إمّا بغيابِ الوعي أو عندما يكونُ الوعي سطحياً، أي محصوراً في المعرفة وغافلاً عن التطبيقِ في الواقع. كما بينت سموها في كلمتها على أن وعي الوالدين في الدرجة الأولى يشكل توجه شخصية الأطفال قبل أن يأتي دور المدرسة أو المؤسسات الأخرى في المجتمع. ومن خلال دراسة ميدانية شملت أكثر من 10 آلاف فرد فوق سن الثامن عشرة، كشفت الدكتورة مها المنيف المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني في ورقتها بأن هناك علاقة طردية بين من تعرضوا لتجارب سيئة في الطفولة والإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية وممارسة سلوكيات مضرة بالصحة، وتدعو المنيف إلى بذل المزيد من الجهود في الوقاية من الأمراض المزمنة والسلوكيات الخطرة من خلال الحد من انتشار العوامل المرتبطة بالعنف والتفكك الأسري، وإقامة حملات توعوية تستهدف جميع الأسر وتشجع السلوك الإيجابي تجاه الطفل. ومن ناحية تحليلية خاطبت الدكتورة عزيزة المانع مستشارة الدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة نورة الحضور بوضع المرأة في المجتمع وما يواجهها من تحديات تكون في بعض الأحيان سببا في شل حركتها وقمع مساهماتها، كما تجنح الدكتورة المانع في ختام ورقتها بتقديم بعض المقترحات التي قد تكون ذات فائدة في الانتفاع من جهود المرأة في حماية المجتمع من العنف. فيما استعرضت الدكتورة لطيفة الشعلان عضو مجلس الشورى وأستاذ علم النفس المشارك بجامعة نورة في ورقتها لنماذج واقعية لمجموعة من النساء من البيئة المحلية تورطن في فكر وعمليات الإرهاب.