مدخل للشاعر خلف المشعان: من يعرف ان البديهة من شروط الارتجال يعرف ان الفرق واضح بين قال.. وبين قيل ومن يعرف ان الاجابة نصفها فهم السؤال مستحيل انه يقارن .. بالمربع .. مستطيل!! يظل الشاعر مسكوناً بهاجس الشّعر.. ويعتلي صوته وهو يصدح بقصائده الرائعة التي تروي ظمأ القلوب المتعطشة لعذوبة الكلام، ويغوص في أعماق عوالمه الجميلة، وينتقي أعذب المفردات، وأحلى الصور الشاعرية، وذلك من خلال إقامة مهرجانات الشِّعر التي تُقام في مدن أرجاء الوطن الحبيب. ولاشك أن مثل هذه المهرجانات تحتاج إلى الكثير من الجهود الجبارة لكي تفتح نوافذ الإبداع، وتجذب الجمهور المُحب للشِّعر الجيّد والأصيل، وتثير الإعجاب به، وكذلك تلبي رغبات كل متشوّق لجمال الشِّعر، وطالباً المزيد بما يليق بالقلوب الهاوية لكل ما هو جميل.. فقد أصبح الشّعر في غياب شبه تام عن المتلقي، وما أحوجنا في هذا الزمان للشِّعر الهادف الذي يحاكي العقل قبل القلب كقول الشاعر الفارس تركي بن حميد في قصيدته المشهورة موصياً ابنه عبيد على التحلي بمكارم الاخلاق والاستقامة التي منها قوله: اخير منها ركعتينٍ بالاسحار لا طاب نوم اللي حياته خساره تلقاه في يومٍ يضيعن الافكار يومٍ على المخلوق ما طول نهاره كما أن نجاح المهرجانات الشّعرية يعكس الصورة الجيّدة التي تُساهم في رقي مدارك الشّعر والشعراء وتزيد من رصيدهم الجماهيري وقبول الناس، عكس تلك المهرجانات التي تُقام منفردة لا يتم فيها إتاحة فرصة المشاهدة للجميع وذلك من حيث عدم الإعلان عنها، وعدم توجيه الدعوات للجمهور، وللقائمين والمشرفين على الصفحات الشعبية، والمهتمين بالشِّعر. ولهذا فإن إقامة مهرجانات الشِّعر تحتاج للكثير من الأمور الهامة لترتقي إلى مصاف المهرجانات الكبيرة والناجحة، فعندما لا يحظى المهرجان بالوهج الإعلامي، وحضور الجمهور المتذوق والمتشوّق.. فإن هذا الأمر يعكس عدم الاكتراث من قبل المسؤولين عنه لأي نجاح وتطوير وتحسّن. إن إقامة مهرجانات الشِّعر في أي مدينة من مدن الوطن الغالي يعتبر من المناسبات الكبرى.. ويجب الحرص الشديد على إبراز مثل هذه الأنشطة، وليس مجرّد تحصيل حاصل، وقد شاهدنا -مع الأسف- اعذار الكثير من الشعراء عن مثل هذه المشاركات من تلقاء أنفسهم، وذلك حفاظاً على نجومية شِعرهم، وعدم النزول من القمّة.