تراه إذا ما حطّ يوماً في ملعب، من الحب يهواه المدرج ويطرب، لم أجد بداً وأنا أخط أسطري عن لاعب الوسط الفذ محمد الشلهوب، سوى أن أتغنى به شعراً -إن كان يطلق على ما كتبته شعرا- وأتفنن نثراً لأنتقي أجمل الألفاظ والعبارات وأمازج بينها نسقاً في وصف من ارتقى سلم النجومية منذ أن وطأت قدماه أرض الملاعب وبقي إلى اليوم، فارضاً اسمه بأخلاقه قبل موهبته على الرياضيين قاطبةً. على الرغم مما قد يحل به من عنف وإصابة في كرة القدم التي يحصل فيها ما يحصل من الركل والرفس، إلا أنه لا يساير الآخرين في ذلك، بل هو من يروض الكرة حتى تغدو بين قدميه كأنها حسناء ترقص وطروب.. وهو الممتع غاية الإمتاع، المخلص المتفاني، والمنضبط بجميع ما تحمله هذه المفردة من مدلولات في كل أحواله وتصرفاته! من اللاعبين مَن إذا ذكر اسمه مر على السماع مرور الكرام، ومنهم من إذا ذكر تتوقف عند اسمه كثيراً متأملاً مسيرته فخوراً بكونه نموذجاً مشرفاً للوسط الرياضي، لتصل في النهاية إلى أن محمد الشلهوب أحد هؤلاء الذين سكب حبه في قلوب الجماهير وتعلقت به على مختلف ميولها وانتمائها، وهي رؤية أن يمتثلوا عطاء الشلهوب ويلتزموا خلق الموهوب. الشلهوب الذي قضى في الملاعب ردحاً من الزمن، وعرف بانضباطيته ومبادئه التي لم يحد عنها، هو ذاته الذي نراه اليوم لم يتبدل ولم يتعرض لتحولات العصر من المستجدات، بل ظل ثابتاً راسخاً في وجهها، وهاهو بعطائه يفوق عطاء كثير من اللاعبين ممن بات عنوانهم التخاذل والغرور!