التطور الرقمي والفني الذي يجتاح العالم، والمنافسة الفوتوغرافية القوية بين المصورين في المملكة والخليج من خلال المسابقات الدولية، أثارت التحدي فيما بينهم لإبراز مهاراتهم ولياقتهم الضوئية؛ وضرورة التفكير خارج الصندوق بتجاوز المحاور التقليدية عن طريق نافذة السفر. ولعدم وجود أكاديميات للتصوير اتجه كبار المصورين لتنظيم رحلات ضوئية تعليمية للخارج تشبع نهم المصورين بجميع مستوياتهم الفنية من مبتدئين ومحترفين وهواة وتجعلهم في كامل لياقتهم الضوئية التي تؤهلهم للمنافسة. عباس الخميس: أختار الدول على أساس كثافة الموضوعات الإنسانية استضفنا عدداً من المصورين الذين شاركوا في الرحلات الجماعية ليصوروا لنا طبيعة تلك الرحلات وأسرارها، وفي مقدمتهم الفنان أ.عباس الخميس ، المنسق العام لرحلات التصوير الجماعية، مصور فوتوغرافي ومدرب محترف، حاصل على العديد من الجوائز العالمية والمراكز الأولى محليا وخارجيا رئيس لجنة التصوير الفوتوغرافي بجمعية الثقافة والفنون في الدمام، يحكي عن بداية فكرة تنظيم رحلات التصوير قائلاً: "عندما سافرت في رحلة فوتوغرافية في مارس 2014 للبحث عن موضوعات تراثية إنسانية وبدأنا بالهندوالنيبال مع اثنين من الأصدقاء المقربين ورأيت قوة الموضوعات في الخارج، وسهولة استخراجها بالنسبة لما لدينا هنا واختصار الوقت والجهد، فأحببت بلورتها برحلات فوتوغرافية مقننة. فأختار الدول على أساس كثافة المواضيع الإنسانية في تلك الدولة، وتنوع المواضيع الجيدة، والأهم تقبّل تلك المناطق للتصوير الفوتوغرافي". محمد العلي: رغم الفقر الذي يعيشه النيباليون ابتسامتهم لا تفارق وجوههم أهمية الرحلات الجماعية للمصورين ويضيف أ.عباس الخميس:" تتيح الرحلات الفرصة لاقتحام أصعب أنواع التصوير، واكتشاف وتوثيق ثقافات مختلفة، والتصرف السريع في مواقع تصوير غير معدة مسبقاً، كذلك الاحتكاك بمصورين محترفين في حياة السفر. بالنسبة لي أحب توثيق التراث العالمي والفلكلور للبلد الذي أزوره، لكن هناك توجهات مختلفة للمصورين المشاركين بهذه الرحلات، فهناك من يلتحق لأجل الاشتراك بالمعارض والمسابقات الدولية بأعمال تليق بهم بغض النظر عن تنوع المحور الذي يميل إليه، وتتويج ذلك بالفوز في المسابقات الدولية كما حصل لأكثر من فنان، بل ان هناك من يهدف لتصوير مشروع معين بالفيديو وليس الفوتوغرافي، وهناك من يمتلك مشروعا ثقافيا معينا، وهناك من يلتحق لمجرد السياحة وإن كانوا قلة". سميرة سليس: الرحلات طورت مهارتي وذائقتي البصرية النشاطات التي تصاحب الرحلات وعن الرحلات الجماعية يقول الخميس: "تمتاز بتشجيع المصورين والتعلم المستمر والنقد الفني والتصحيح المباشر من الفنانين المرافقين، كما تقام جلسات النقاش الفني حول النتاج اليومي لأعمالهم، مما يساعد على تفادي بعض الأخطاء وتعلم بعض التقنيات الفوتوغرافية وهذا ما تفتقده الرحلات الفردية؛ وإن كانت تمتاز بأنها غير مربوطة بجدول وقتي أو مكاني". خطة متبعة لمنع تكرار الصور هناك عدة أساليب متبعة لمنع تكرار الصور للفنانين المشاركين، من ضمنها التفرق فرادى من نقطة معينة والرجوع اليها بعد مدة زمنية متفق عليها. آراء المصورين المشاركين في الرحلات أ.محمد العلي مصور ومدرب فوتوشوب: "سافرت منفرداً لعدة أماكن بغرض التصوير كما التحقت برحلة تصوير جماعية واحدة إلى النيبال مع الأستاذ عباس الخميس؛ مدفوعا بحب التصوير والاطلاع على ثقافات جديدة كنت قرأت عنها. رحلات التصوير الجماعية تضفي نوعا من الحماس والمتعة للتصوير وتبادل الخبرات بين أفراد المجموعة. وعادة ما تكون مع مصور محترف قد زار مكان الرحلة أكثر من مرة ويكون مطلعا بشكل كبير على الأماكن. أما الرحلات الفردية تعطي للمصور الحرية التامة لتحديد الأماكن التي يود الذهاب إليها. وفي هذه الحالة يجب أن يكون المصور ملما بشكل كبير بالأماكن التي يود أن يقوم بالتصوير فيها ويعرف ثقافة الشعب وعاداته وتقاليده لأنه سيكون دليل نفسه. تعلمت الكثير عن تصوير حياة الناس وكيفية سرد قصة بالتصوير. كذلك عادات وتقاليد شعب النيبال والتعامل معهم عن قرب. وحجم المعاناة اليومية بسبب الفقر. وأذكر كيف كان الأطفال يمشون سيراً على الأقدام لمسافات طويلة جداً للذهاب للمدرسة. من أكبر الإيجابيات في تلك الرحلة تواجدنا مع فنان فوتوغرافي كبير مثل الأستاذ عباس الخميس. حيث كان خير موجه لنا ووفر لنا الكثير من المعلومات عن كل مدينة نتوجه لها. كذلك وجود كوادر تقوم بالتنسيق المسبق لاستقبال المجموعة وتوفير جميع سبل الراحة. بحيث جعلت جميع المصورين يتفرغون للتصوير وإنتاج أعمال فوتوغرافية جميلة. وبالنسبة لتفادي تشابه الأعمال قال: كل فنان فوتوغرافي له فنياته وأسلوبه الخاص في التصوير وحتى شخصية المصور وطريقة تعامله مع "المودل" تجعل من النتائج مختلفة حتى وإن تم التصوير في مكان واحد. كذلك كنا نفترق عند موقع التصوير بحيث يكون كل شخص في موقع معين. ويختم بموقف لطيف: رغم الفقر الذي يعيشه النيباليون، إلا أن ابتسامتهم لا تفارق وجوههم. وأذكر أني كنت أصور طفلة داخل إحدى المدارس وكانت سعيدة بتصورها؛ فقامت بصنع زهرة جميلة من الورق وأهدتني إياها. ومن السلبيات إذا كان عدد المجموعة كبيرا، سيزيد من صعوبة التنسيق والتنقل من موقع لآخر". تصوير: حسين آل هاشم سميرة أحمد سليس مصورة ومدربة فوتوغرافية، شاركت في 4 رحلات بهدف تصوير الطبيعة وحياة الناس في الشارع. تقول: التحقت برحلات التصوير لتطوير مهاراتي واكتساب خبرات جديدة ولتصوير موضوعات غير متاح لي تصويرها هنا، ولكسب المعرفة الثقافية بالاطلاع على ثقافات الشعوب. وأحظى بفرصة تبادل الخبرات من حيث استغلال وقت التنقل لساعات طويلة بطرح الأسئلة والمواضيع ذات صلة بعالم التصوير الرقمي من التقنيات إلى الفنيات فتواجد الأستاذ عباس أعتبره كنزا فوتوغرافيا يجب أن أنهل منه. وهذا ما سأفتقده لو سافرت وحدي للتصوير. الرحلات طورت مهارتي وذائقتي البصرية، دققت اختياراتي للمواضيع التي أتناولها، والاستفادة من الأخطاء في الرحلات السابقة. اطلعت على بعض من ثقافة البلدان التي زرتها، فبلد كالهند لا تكفي زيارتين لها واطمع بالرجوع لها فمازلت متعطشه لمعرفة ومشاهدة المزيد فيها. الحمد لله الذي تفضل علينا بنعمه نكررها طول فترة التصوير عندما أشاهد مدى معاناة الفقراء وسعادتهم رغم حياتهم البسيطة. وتضيف: نتفادى التشابه والتكرار في انتاجية الصور إما باستخدام عدسات ذات بعد بؤري مختلف للحصول على نتائج مختلفة وكذلك اختلاف تكنيك الإضاءة فالبعض يعتمد على إضاءة المكان والبعض يعتمد على استخدام الفلاشات والزوايا المغايرة، وفي رحلاتنا نتوزع في المنطقة لتجنب التكرار. لا تخلو الرحلات من الإثارة والمشقة ففي رحلتي الأخيرة قضينا تقريبا 24 من فجر اليوم إلى فجر اليوم التالي في محطة القطار. وفي القطار استغللنا الوقت بالتصوير فأسميته يوما من حياتي حيث كان متعبا جداً. الموقف السعيد الذي لا انساه فرحة الاطفال بما نقدمه لهم من هدايا. كما لا أنسى معاناة أسرة لم تتناول الخبز من عشرة أيام. وتختم: السلبيات أحيانا في عدم تعاون البعض من ناحية إعداد الكادر ثم يأتي ويصور الموضوع وقد يخرج بنتيجة افضل ممن أعد الموضوع. المصورة أماني فيصل مختصة بتصوير المواليد: شغفي الكبير بالتصوير وحاجتي لتذوق هذا الفن هو ما دعاني للالتحاق بالرحلة الفوتوغرافية وكانت الأولى الى "النيبال" وتوثيق حياة الشارع وحياة الانسان. الإحساس بالحماس والمشاركة والمنافسة مع قروب فوتوغرافييين أجمل ما يكون في مثل هذه الرحلات والتشجيع من قبل المجموعة أفضل منها من السفر بمفردي. اكتسبت الكثير من هذه الرحلة فوتوغرافيا حيث تعلمت أسلوبا جديدا مختلفا تماماً عن التصوير داخل الاستوديو، وتعرفت من خلالها على تفاصيل حياة الناس ودياناتهم، فكنت قريبة جدا من حياة البسطاء والفقراء ونمط عيشهم مما أثر بنفسي كثيراً. علمتني اسلوبا جديدا في اختيار الفكرة والموضوع وزوايا الالتقاطة، كما توجهت بأسلوب مختلف في معالجة الصور لإظهارها بأجمل صورة وإيصال المعنى للمتلقي. أتفادى التشابه بالابتعاد من التقاط الصور لنفس المودل أو الموضوع من ناحية الفكرة وزاوية التصوير. وأيضا الانفراد بضع ساعات عن المجموعة تمكن للمصور بالتقاط صور مميزة. هناك عدة مواقف واجهتني خلال رحلتي ستكون مخلدة بذاكرتي؛ لن أنسى فرحة الأطفال بالهدايا البسيطة جدا التي حملتها لهم. والطفلة "ASHLY" ذات ال4 سنوات حين طلبت مني أن التقط لها صورة وبعدها أهدتني طابعا لاصقا كان بيدها. وتختم: لا سبيل من وجود السلبيات أحيانا كاختلاف الآراء من ناحية اختيار موقع التصوير؛ يليها تكرار بعض الصور لنفس الموضوع والمودل. تصوير: أماني فيصل المصور فيصل بن عبدالله الدقيل: شاركت برحلة واحدة إلى الهند وهي أول رحلة في طريق الإبداع، لتطوير ذاتي وأعمالي. أرى ان الرحلة الجماعية أفضل لأني التقيت بشخصيات رائعة واكتسبت ثقافات متنوعة التقي فيها بعمالقة التصوير لأستفيد من خبرتهم ذلك أفضل بكثير من سفري وحيداً. بشكل عام اتسعت نظرتي أكثر في مجال فن التصوير وأصبحت أنظر للجمال في الصور من زوايا لم أنتبه لها سابقاً. عقلي اتسع أكثر لمجموعة متزاحمة من الأفكار الوليدة انتابتني بعد رحلتي الممتعة. كما أصبح جمال الصور الحقيقي في نظري هي عفوية الناس الضعفاء والفقراء الذين التقطت لهم بعض الصور الفريدة من نوعها. الرحلة منظمة من جميع النواحي (طيران - فنادق - النقل الداخلي بين المدن والقرى) ولم ينقصنا شيء ولله الحمد فشكراً جزيلاً لك أ. عباس الخميس على هذه الرحلة الماتعة والشكر موصول لمن منحني فرصة الالتحاق بهذه الرحلة الرائعة الأستاذ الفاضل حسين الخليف. ويختم بموقف طريف لأحد القرود عندما تصدى لأحد الأطفال المارة في الشوارع وتعمد إسقاط ما كان يحمله الطفل (البيض) لينعم هو بوجبة شهية .فالتقطت الصورة وأسميتها (حرامي البيض) المصور حسين سعيد ال هاشم: اشتركت برحلتين إلى الهندوالنيبال لأطور نفسي في مجال التصوير وخاصة حياة الناس، ولكي أنقل ثقافة الشعوب إلى العالم من خلال عدستي. رحلة التصوير مع جماعة منظمة تستفيد منهم المعلومات وكيفية استخدام الإضاءات خلال تصوير حياة الشارع وتبادل الخبرات مع مصورين لهم تجارب كثيرة. ونقاش معلوماتي طوال الرحلة معهم في جدول منتظم. إذا كانت رحلة التصوير بمفردي تكون صعبة قليلاً من خلال التنقلات بين الأماكن وتحتاج لترتيب مسبق لجدول يومي وأحياناً تصادفك بعض المشاكل التقنية للكاميرا ولا يوجد أحد معك لتسأله عن الحل. أضافت لي معرفة عادات الشعوب وتقاليدها وأخلاقها وتراثها الإنساني وكيف يعيشون بعضهم بمشقة وتعب ومع ذلك ابتسامتهم للحياة لا تفارقهم في كل مكان وهذا يعلمنا أن نبتسم رغم الصعوبات. ورأيت بعضهم يعيشون بأماكن يبلوها الفقر ولا يستطيعون الحصول على الأكل الكافي وبعضهم يحتاجون للملابس؛ لذا لابد أن نساعدهم ماديا أو نقل صورهم للعالم كي يساعدوهم. كما أني أنظر لها من جهة روح التنافس القوي مع المصورين لنخرج أقوى الاعمال. ويختم بموقف مرعب في رحلته بالنيبال: في أحد القرى كنت أصور حياة الناس ورأيت مكانا ضيقا به طفل يلعب أمام بيته فذهبت إليه لتصويره وحين اقتربت منه فجأةً سمعت صوت نباح كلب متجه نحوي فركضت بأقوى سرعة ومن حسن حظي أن الكلب كان مربوطا بسلاسل. المصور يوسف محمد حسن آل تحيفة: اشتركت في رحلتين جماعيتين لاستكشاف حياة الناس وطريقة معاملة المصور مع المودل بحسب شخصيته. جمال الرحلات يكمن في التعاون بين المصورين لاختيار الكادر وتنوعه ومساعدة المصور لمصور آخر في حمل عدة التصوير من فلاش.. عاكس.. عدسة؛ أما السفر الفردي فيتحمل مشاق السفر لوحده وانفراده بتنوع الموضوعات والأفكار. تعلمت الكثير من تعاملي مع الكاميرا مع سفري مع أساتذة في مجال الفتوغرافي فهم لم يبخلوا عليّ بالمعلومات وتتطبيقها. كما وقفت على ثقافات البلدان إنسانيا أن تكون في مستوى الشخص الذي تود تصويره لكي تخرج بعمل متقن. ولا أرى سلبيات في تلك الرحلات فقط قلّة النوم. تصوير: سميرة سليس تصوير: سميرة سليس تصوير: عباس الخميس تصوير: عباس الخميس تصوير: عباس الخميس تصوير: فيصل الدقيل تصوير: محمد العلي تصوير: يوسف آل تحيفة تعاوُن المصورين أثناء الرحلات الجماعية