تواصلت امس الخميس الاشتباكات بين المقاومة والجيش الوطني من جهة والحوثيين وقوات صالح بعد تسلل ميليشيات الحوثي وصالح الى مركز مديرية المسراخ جنوبي جبل صبر المطل على مدينة تعز. وذكرت مصادر محلية وعسكرية ل"الرياض" ان معارك عنيفة اندلعت بعد وصول تعزيزات للمقاومة التي كانت انسحبت الى خارج مركز المديرية. وذكرت مصادر أمنية يمنية، الخميس، أن المقاومة تمكنت من أسر عشرات المسلحين من الحوثيين والقوات الموالية لصالح في المسراخ بمحافظة تعز، فيما قتل 11 من الحوثيين بكمين للمقاومة الشعبية في الضالع. وتبادل الطرفان قصفا مدفعيا طيلة ليل الخميس. هذا فيما قالت المصادر ان احد رجال المقاومة استهدف عربة للمسلحين الحوثيين (فورد) في المسراخ ليل الأربعاء، وتُرجح المعلومات بمقتل كل المسلحين الذين كانوا على متن العربة. وذكرت المصادر انه تم استهداف العربة التي كانت تحمل رشاش مضاد للطائرات 23 بقذيفة آر بي جي، بالقرب من مركز المديرية حيث تدور مواجهات بين رجال المقاومة والمسلحين الحوثيين المسنودين بقوات صالح. وتواصل مليشيات علي صالح والحوثي في تعز تحركاتها العسكرية بعد السيطرة على مركز مديرية المسراخ والمستشفى الميداني الذي كانت فيه وتحاول التقدم نحو نجد قسيم لقطع طريق امداد المقاومة في جبهة الضباب والحجرية والالتفاف على المقاومة في الضباب من الخلف. وصدت المقاومة الشعبية عدة هجمات للمليشيات في منطقة راس النقيل في الاقروض سيطرتها على مركز المديرية، وانسحبت بعدها وسط كثافة نيران المليشيات ونقص في التموين العسكري لها. وذكرت المصادر أن مليشيات صالح والحوثي قصفت عددا من قرى مديريات المسراخ التي كانت لم تزل بيد المقاومة كما قصفت المستشفى الميداني بمختلف انواع الاسلحة الثقيلة، ومضادات الطيران. وبحسب المصادر فإن عددا من ابناء مديرية المسراخ يساندون المليشيات بقيادة عضو مجلس النواب الموالي لصالح والحوثي عبد الولي الجابري. واكدت المصادر أن المليشيات تواصل محاولاتها الحثيثة للتوجه نحو موقع العروس الاستراتيجي في رأس جبل صبر من الجهة الشرقية والجنوبية للجبل، فيما المقاومة تتصدى لها وتمنعها من التقدم. الى ذلك تتحرك المليشيات في الجهة الجنوبية الشرقية لمحافظة تعز في دمنة خدير وسامع وحورة وبني يوسف، باتجاه قدس عبر طرق ترابية ومنها وصولا الى مدينة التربية المنفذ الوحيد لدعم الجبهة الغربية للمقاومة في تعز من عدن. وفق ما ذكرته مصادر محلية اخرى. أمير قطر حضر مراسم دفن الجندي القطري الذي استشهد في اليمن (رويترز) كما تواصلت المواجهات العنيفة في مدينة تعز بين المقاومة والجيش الوطني من جهة وبين مليشيات علي صالح والحوثي من جهة اخرى، في اكثر من جبهة، وسط استمرار قصف المليشيات العشوائي على الاحياء السكنية في المدينة. واكدت المصادر أن المقاومة والقوات الجيش الوطني خسرت في مواجهات في وادي القاضي 8 قتلى وجرح عشرة اخرين. وقصف المتمردون مستشفى الثورة العام في الأربعاء، مما أسفر عن إصابة 8 أشخاص على الأقل. وقالت مصادر طبية ل"الرياض" إن ميليشيات الحوثي وصالح قصفت مستشفى الثورة، استمرارا لاستهدافها المرافق المدنية والمنازل في تعز. كما استهدف القصف مكتب قناة يمن شباب الفضائية في حي المسبح. الى ذلك قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء إن مستشفى الثورة في مدينة تعز تعرض للقصف عدة مرات، مما يعرض حياة المرضى والعاملين فيه للخطر. غير ان المنظمة لم تحدد مصدر القصف. والمستشفى الذي يُعد مركزياً يُعالج فيه زهاء 50 مصاباً كل يوم. وقال نائب رئيس بعثة اللجنة الدولية في اليمن السيد خضر أول إن هذا ليس أول هجوم على المرافق الصحية، إذ تعرض أحد مستشفيات أطباء بلا حدود أيضا للقصف بمديرية حيدان في صعدة في 26 أكتوبر الماضي. وأشار في بيان له، بأن هناك تقارير تتحدث عن وقوع قرابة مئة حادث مشابه منذ مارس 2015. وأضاف «ليس هناك احترام للحياد الذي تتسم به مرافق الرعاية الصحية وطواقمها، فهذه المرافق الصحية تتعرض للهجوم المتعمد كما يُسد الطريق أيضا أمام إيصال الإمدادات الجراحية والطبية إلى المستشفيات في المناطق الواقعة تحت الحصار». ويفرض مسلحو جماعة الحوثيين وقوات صالح حصاراً على مدينة تعز، مما حدا بالأهالي لنقل أنابيب الأكسجين على أكتافهم عبر الجبال المحيطة بالمدينة. وتُعد الهجمات المتعمدة على المرافق الصحية انتهاكا سافرا للقانون الدولي الإنساني، وجميع من يشاركون في القتال ملزمون وفقا للقانون الدولي الإنساني بحماية المرافق والطواقم الطبية في جميع الأوقات.وبحسب البيان، فإن أقل من نصف المرافق الصحية التي كانت تعمل في السابق للعناية بعدد كبير من الجرحى تضطر أن تعمل في ظل نقص حاد في الإمدادات. وتحاول اللجنة الدولية منذ قرابة شهرين إيصال الإمدادات الطبية إلى المدينة، لكن دون جدوى. وناشدت اللجنة الدولية جميع المشاركين في القتال بأن يسمحوا بإيصال هذه الإمدادات إلى تعز وغيرها من المناطق في البلد وبأن يتوقفوا عن جميع الهجمات على مرافق الرعاية الصحية.