طالب باحث سعودي متخصص في الصحة العامة وطب المجتمع بالحد من استهلاك اللحوم المصنعة، محذراً في الوقت ذاته من زيادة استهلاك تلك المنتجات، مستنداً إلى أبحاث وأدلة علمية أكدت ارتباط تلك المنتجات بمواد مسرطنة. وتتزامن هذه التحذيرات مع أدلة علمية أبرزتها منظمة الصحة العالمية مؤخراً قضت بتصنيف اللحوم المصنعة في المجموعة الأولى كمسبب لسرطان القولون والمستقيم وأن احتمالية ان تكون اللحوم الحمراء سببا من اسباب الاصابة بسرطان القولون والمستقيم (Colorectal cancer) عالية، بعد أن وضعتها المنظمة في المجموعة الثانية (أ). وتصنف منظمة الصحة العالمية المواد وفقاً لأربعة تصنيفات رئيسية وهي المجموعة الأولى: المادة مسرطنة للإنسان، المجموعة الثانية: تنقسم إلى قسمين وهما احتمالية أن تكون المادة مسرطنة للانسان كبيرة أو أن احتمالية أن تكون المادة مسرطنة للإنسان ممكنة، أما المجموعة الثالثة: المادة غير مصنفة، إضافة إلى المجموعة الرابعة: المادة على الأغلب غير مسرطنة للإنسان. واستناداً إلى تصنيفات المنظمة فقد ضمت المجموعة الأولى التي تضم السجائر واللحوم المصنعة، بينما صنفت اللحوم الحمراء في المجموعة الثانية (أ). ووفقاً للطبيب الأكاديمي الباحث في الصحة العامة وطب المجتمع عبدالله المليباري فإن الدراسات أثبتت أن عملية تصنيع اللحوم ينتج عنها تكون مواد كيميائية تجعل هذه اللحوم المصنعة مواد مسرطنة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن اللحوم المصنعة هي اللحوم التي تم تعديلها لتحفظ لفترة أطول كاللحوم المعلبة بالاضافة الى اللحوم التي تم تغييرها لتحسين طعمها بإضافة الاملاح والمواد المحسنة للطعم، حيث تشمل هذه اللحوم النقانق (السجق)، السلامي، اللحوم المدخنة، اللحم المقدد، لكنه قال ان تقطيع اللحوم وفرمها لا يعد تصنيعاً للحوم الا اذا تم اضافة مواد حافظة وأملاح لتغيير طعمها وتحسينه. وقال المليباري على الرغم من ان تدخين السجائر واللحوم المصنعة تم تصنيفهم في المجموعة الأولى الا ان ذلك لا يعني انهما متساويان في درجة الخطورة حيث ان التصنيف يوضح قوة الادلة العلمية التي تؤكد انهما مسببان للسرطان وليس درجة الخطورة، موضحاً "الأبحاث أكدت أن 19 % من أمراض السرطان بمختلف أنواعها يسببها تدخين السجائر بينما أكل اللحوم المصنعة يسبب مانسبته 3 % من أمراض السرطان". وأضاف "تشير الأبحاث أن مايقارب 34 ألفا من الوفيات التي يتسبب بها السرطان كل عام حول العالم يتسبب بها الغذاء المحتوي على كمية كبيرة من اللحوم المصنعة". لكن المليباري قال "لو نظرنا الى النسبة الفعلية التي يجب ان نبني عليها ما اذا كان يتوجب علينا التوقف عن تناول اللحوم المصنعة او التقليل منها، فنجد ان النسبة المثبتة عبر الدراسات الاستقصائية المستفيضة توضح ان من بين 20 شخصا هناك شخص واحد سيصاب بسرطان القولون اثناء فترة حياته وهو مايعادل خمسة أشخاص ضمن كل100 شخص سيصابون بسرطان القولون بغض النظر عن تناولهم للحوم المصنعة من عدمه، وبالتالي فإنه لو تم إضافة مخاطر تناول اللحوم المصنعة فإن العدد سيصبح ستة أشخاص ضمن كل 100 شخص سيصابون بالسرطان، وبنظرة نقدية للحقائق العلمية المثبتة نجد أن 99 شخصا من ال100 شخص لم تؤثر فيهم الزيادة الصغيرة في غذائهم اليومي من اللحوم المصنعة والتي تعتبر (مسببة للسرطان كما تشير تقارير منظمة الصحة العالمية) في ما إذا كانوا سيصابون بسرطان القولون او لا". وزاد "في المقابل فإن أكل اللحوم بشكل عام له فوائد معروفة للجميع وذلك لما تحتويه هذه اللحوم من بروتينات ومعادن وفيتامينات مهمة، لكن بالإضافة إلى مخاطر الإفراط في أكل اللحوم وتسببها المثبت بالاصابة بسرطان القولون والمستقيم فإن الافراط في تناول اللحوم الحمراء له أيضاً علاقة بزيادة احتمالية الاصابة بأمراض مختلفة مثل أمراض القلب والسكري وغيرها من الامراض"، مطالباً في الوقت ذاته التوقف الفوري عن التدخين والحد من تناول اللحوم المصنعة والتقليل من أكل اللحوم الحمراء مع مراعاة أن يكون النظام الغذائي غنيا بالألياف والمحافظة على وزن الجسم في المعدل الطبيعي. التقارير الطبية تتفق على التحذير من زيادة استهلاك منتجات اللحوم الحمراء عبدالله المليباري