قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس إن بلاده صوتت لصالح الاستقرار في انتخابات برلمانية أدت إلى فوز حزب العدالة والتنمية الذي أسسه بقرابة 50 في المئة من الأصوات وإنه يجب على العالم احترام النتيجة. وحقق الحزب ذو الجذور الإسلامية فوزاً ساحقاً بنتيجة فاقت التوقعات في الانتخابات التي جرت أمس الأول وأعادت تركيا إلى حكم الحزب الواحد وهي نتيجة ستعزز سلطة إردوغان لكنها قد تعمق الانقسامات في المجتمع. اشتباكات في شتوتغارت بعد إعلان النتائج.. والاتحاد الأوروبي يشيد بالانتخابات وقال إردوغان في تصريحات للصحفيين بعد أن صلى في مسجد بمدينة اسطنبول "كشفت الإرادة الوطنية عن نفسها في الأول من نوفمبر لصالح الاستقرار". "لنتحد ونكون أشقاء ونكون جميعا تركيا". وبأسلوب مشاكس معتاد من الرئيس التركي هاجم إردوغان وسائل الإعلام العالمية وانتقادها له. وقال "هل هذا هو فهمكم للديمقراطية؟ وصل حزب حصل على نحو 50 في المئة في تركيا إلى السلطة.. يجب على العالم بأكمله احترام هذا لكنني لم أر مثل هذا النضج". كان إردوغان قال في وقت سابق إن نتيجة الانتخابات رسالة أيضا للمقاتلين الأكراد في جنوب شرق تركيا المضطرب على أنه لا يمكن للعنف التعايش مع الديمقراطية. وتحارب قوات الأمن مقاتلي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد الذي تقطنه أغلبية كردية في تصاعد جديد للعنف بعد انهيار وقف لإطلاق النار في يوليو. وضرب حزب العدالة والتنمية كل التوقعات، فبعد فرز كل الاصوات تقريبا حصل على 49,4 بالمئة منها ليشغل 316 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 550 مقعداً كما اعلنت شبكتا التلفزيون ان تي في وسي ان ان-ترك. ويشكل ذلك بالنسبة لاردوغان انتقاما بعد الهزيمة الساحقة التي مني بها في الانتخابات السابقة التي جرت في السابع من يونيو وخسر فيها حزبه الهيمنة الكاملة على البرلمان التي كان يتمتع بها منذ 13 عاما ما اسقط حلمه بتعزيز الصلاحيات الرئاسية. ودعا رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو في مقر حزب العدالة والتنمية في انقرة الى الوحدة في بلد يشهد انقساما وقلقا. وأكد امام آلاف من انصار الحزب "لا خاسر في هذا الاقتراع وتركيا باكملها ربحت"، مؤكدا ان الحكومة المقبلة ستدافع عن المكتسبات الديموقراطية. وقال ان "حقوق ال78 مليون نسمة تحت حمايتنا". مؤيدات لحزب إردوغان يحتفلن بانتصار الحزب وتقدمه بالانتخابات (رويترز) خوف من عدم الاستقرار وتفيد ارقام شبه رسمية ان حزب الشعب الجمهوري الاشتراكي الديموقراطي جاء في المرتبة الثانية بحصوله على 25,4 بالمئة من الاصوات و134 مقعدا متقدما على حزب العمل القومي (يميني) الذي حصد 12 بالمئة من الاصوات و41 مقعدا، مسجلا بذلك تراجعا كبيرا. وكانت معظم استطلاعات الرأي تتوقع حصول حزب العدالة والتنمية على ما بين 40 و43 بالمئة من الاصوات وهي نسبة غير كافية ليحكم بمفرده. وقال سيفيم الذي يدرس الحقوق في جامعة اسطنبول ان "الشعب لديه الحكومة التي يستحقها ويتكيف مع الوضع الحالي المنهار بالكامل". وفي يوليو استؤنف النزاع بين متمردي حزب العمال الكردستاني والسلطة في تركيا، الذي اسفر عن سقوط اكثر من اربعين الف قتيل منذ 1984، في جنوب شرق البلاد ودفن عملية سلام كانت قد بدأت قبل ثلاثة اعوام. ويشير اردوغان الى ذلك في بيانه مؤكدا ان "الانتخابات قدمت رسالة مهمة الى حزب العمال الكردستاني، القمع واراقة الدماء لا يمكن ان يتعايشا مع الديموقراطية". واحيا الهجوم الانتحاري الذي نفذه في انقرة قبل ثلاثة اسابيع انتحاريان قريبان من تنظيم داعش واسفر عن سقوط 102 قتيل، الخوف من اعمال العنف الجهادية القادمة من سوريا. تحسن اقتصادي بعد النتائج وأخيرا، انعكست نتائج الانتخابات على اسواق المال التركية، فقد بدأت بورصة اسطنبول جلستها صباح أمس على ارتفاع 5,4 بالمئة ليصل الى 83 الفا و735 نقطة، بينما سجلت الليرة التركية ارتفاعا كبيرا مقابل الدولار واليورو، ليبلغ 2,78 ليرة للدولار و3,07 لليورو. اشتباكات في ألمانيا من جهة أخرى، وقعت اشتباكات بين أنصار ومعارضي حزب العدالة والتنمية التركي في مدينة شتوتغارت الألمانية عقب الانتخابات التشريعية، وأعلنت الشرطة أمس أن أربعة ملثمين قذفوا موكب سيارات لمناصري حزب العدالة والتنمية بالحجارة. وألقت الشرطة القبض على 11 شخصا من الطرفين، ولم تسفر الاشتباكات عن إصابات. كما تدخلت الشرطة لمنع حدوث اشتباكات في مدينة مانهايم أيضا عقب الانتخابات في تركيا. وأشاد الاتحاد الأوروبي بسير العملية الانتخابية في تركيا وبالمشاركة العالية في الاقتراع، وقال بيان مشترك للممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فدريكا موغيريني ومفوض سياسة الجوار يوهانس هان إن "الاتحاد الأوروبي سينتظر التقرير النهائي لمراقبي منظمة الأمن والتعاون الاوروبي حول الاقتراع ويعلن استعداده للعمل مع الحكومة التركية الجديدة لتعميق الشراكة التركية الأوروبية ودعهما في المجالات التي تخدم مصالح رعايا الطرفين".