دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان العالم كله يوم الاثنين إلى احترام نتيجة الانتخابات البرلمانية التي جرت في بلاده يوم الأحد والتي أعطت لحزب العدالة والتنمية الذي أسسه نحو 50 في المئة من الأصوات. وقال اردوغان للصحفيين بعد أن أدى الصلاة في مسجد باسطنبول إن الأتراك صوتوا لصالح الاستقرار في أول نوفمبر تشرين الثاني بعد اخفاق محادثات تشكيل ائتلاف عقب الانتخابات التي جرت في يونيو حزيران . وحقق حزب العدالة والتنمية التركي ذو الجذور الإسلامية انتصارا غير متوقع في الانتخابات التي جرت يوم الأحد ليعيد البلاد إلى حكم الحزب الواحد في نتيجة ستعزز سلطة الرئيس رجب طيب اردوغان ولكنها قد تزيد من الانقسامات الاجتماعية العميقة. وبعد فرز كل الأصوات تقريبا حصل حزب العدالة والتنمية على نسبة أقل قليلا من 50 في المئة من الأصوات وهو ما يكفي بشكل مريح لتحقيق أغلبية في البرلمان المؤلف من 550 عضوا وهي أعلى بكثير مما توقعه حتى أعضاء الحزب. وقال اردوغان إن هذه النتيجة تصويت من أجل الاستقرار ورسالة إلى المتمردين الأكراد في جنوب شرق البلاد بأن العنف لا يمكن أن يتعايش مع الديمقراطية. وكتب رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو في تغريدة على تويتر "الحمد الله " قبل خروجه من منزل عائلته في مدينة قونية بوسط الأناضول ليلقي كلمة أمام حشود من الأنصار المبتهجين . وقال داود أوغلو "اليوم هو نصر لديمقراطيتنا وشعبنا." وأضاف في إشارة إلى الانتخابات العامة بعد أربعة أعوام "نأمل أن نخدمكم جيدا على مدى السنوات الأربع القادمة وان نقف أمامكم مرة ثانية عام 2019." وحث في وقت لاحق في المقر الرئيسي لحزب العدالة والتنمية في أنقرة الأحزاب السياسية على العمل معا لوضع دستور جديد قال اردوغان إنه يريد أن يتضمن سلطات تنفيذية للرئاسة. وقال مسؤول كبير من حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة الذي كان يفكر في "الحد من" نفوذ إردوغان من خلال حكومة ائتلافية إن النتيجة هي "ببساطة كارثة". وقد تؤجج النتائج انقسامات عميقة في تركيا بين المحافظين الذين يرون في إردوغان بطل الطبقة العاملة وبين العلمانيين الذين يشكون في ميوله الاستبدادية ومثله الإسلامية. وأطلقت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على محتجين كانوا يرشقونها بالحجارة في مدينة ديار بكر بجنوب شرق تركيا التي يغلب على سكانها الأكراد فيما توالت النتائج مع تراجع الدعم لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد ليتجاوز بالكاد حاجز العشرة بالمئة اللازم لدخول البرلمان. في يونيو حزيران خسر حزب العدالة والتنمية الأغلبية الساحقة التي تمتع بها منذ 2002. وطرح اردوغان انتخابات يوم الأحد على أنها فرصة لاستعادة الاستقرار في وقت تفجر فيه التوتر بسبب تمرد الأكراد وبعد تفجيرين نسبا إلى تنظيم الدولة الإسلامية بينما يخشى منتقدون تحولا للاستبدادد في عهد الرئيس. وقال اردوغان في بيان إن "نتائج الانتخابات تثبت أن شعبنا انحاز إلى مناخ الاستقرار والثقة الذي تعرض للخطر في السابع من يونيو." وشهدت تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي هجومين انتحاريين مرتبطين بتنظيم الدولة الإسلامية وأسفرا عن قتل أكثر من 130 شخصا. وأبدى مستثمرون وحلفاء غربيون أملهم في أن تساعد الانتخابات على استعادة الاستقرار والثقة في اقتصاد يبلغ حجمه 800 مليار دولار مما يسمح لأنقرة بلعب دور أكثر فعالية في وقف سيل من اللاجئين الفارين من حروب قريبة عبر تركيا إلى أوروبا والمساعدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية. وذكرت شبكة (تي.أر.تي) التي تديرها الدولة أنه بعد فرز 99 في المئة من الأصوات حصل حزب العدالة والتنمية على 49.4 في المئة من الأصوات وعلى 316 من مقاعد البرلمان المؤلف من 550 مقعدا . وحصل حزب الشعب الجمهوري على 25.4 في المئة.