قبل الحديث عن فوائد الصنوبر الصحية نحب ان نعرف ما هو الصنوبر؟ الصنوبر هو شجر كبير متميز بشكله وبخضرته الدائمة وهو من الزهيرات عاريات البذور التي منها السرو والعرعر والأرز. هناك ما يعرف بالصنوبر الحلبي او الصنوبر القدسي منتشر بكثرة في دمشق وفي لبنان وفي تركيا. والنوع الذي نحن بصدده هو الصنوبر المثمر الذي تؤكل بذوره وهو منتشر بكثرة في لبنان. شجرة الصنوبر شجرة مخروطية يصل ارتفاعها الى حوالي 30 متراً تتميز بلحاء بني محمر وتحمل اوراقاً دقيقة ابرية وبراعم مصفرة في الشتاء واكواز بيضوية الى مخروطية. يعرف النبات علمياً باسم (Pinus solvestris) من الفصيلة الصنوبرية (Pinaceae). الموطن الأصلي للنبات موطنه المناطق الجبلية في لبنانوتركيا وسورية والمناطق الجبلية في اوروبا وشمالي اسيا وغربيها. اما اليوم فيوجد في كل ارجاء نصف الكرة الشمالي. الأجزاء المستعملة من شجرة الصنوبر تستعمل الاوراق والبراعم والاغصان والسيقان والبذور والزيت العطري والراتنج. المحتويات الكيميائية حيث ان الاجزاء المستعملة من نبات الصبرة كثيرة وعليه فإننا سنذكر المحتوى الكيميائي لكل جزء من هذه الاجزاء. فالبراعم تحتوي زيت طيار بنسبة تتراوح ما بين 0.2 الى 0.5 في المئة ومن ضمن مركبات هذا الزيت بورنايل اسيتيت وكاندرينين ودلتا 3 ركارين وليمونين وفيلاندرين والفابانين. اما الراتنج الذي تفرزه سيقان الصنوبر فتحتوي على مواد مرة وفيتامين ج. اما الاغصان فتحتوي على دلتا 3 ريكارين والفا وبيتاباينين وكذلك بيتا فيلاندرين. الاستعمالات الدوائية لقد عرف الفراعنة الصنوبر حيث وجدت آثاره في مقابرهم وعلى موائدهم كما عرفه الاغريق والرومان، وورد ذكره في آثاره المكتوبة. كما عرفه العرب وذكروه في آثارهم حيث تحدثت كتب الطب العربية عن فوائد الصنوبر كغذاء ودواء. وذكر ان البذور تستعمل غذاء مشهياً مفيداً يدخل في العديد من المآكل وبالأخص الفطائر والحلويات. قال اطباء العرب القدماء ان اجود بذور الصنوبر هو الحديث الابيض والذي لا تبقى فائدته لأكثر من سنة، قالوا انه يستعمل ضد الفالج واللقوه (اعوجاج الفم) والرعشة والخدر والاستسقاء واليرقان والامساك وضعف الكلى والمثانة. اما الصنوبر في الطب الحديث فيقول الدستور الفرنسي لقد ثبت وصرح باستعمال براعم الصنوبر للأمراض مثل مشاكل الضغط عند الانسان والتهابات القصبة الهوائية والكحة والحميات والبرد والتهابات الفم والحنجرة والتهابات الاعصاب. اما زيت ابر الصنوبر فقال الدستور الفرنسي انه ثبت استعمال زيت ابر الصنوبر للأمراض مثل البرد العام الكحة ومشاكل القصبة الهوائية والروماتيزم والعلاجات الباقية التي ذكرت في براعم الصنوبر اعلاه. واما زيت التربنتين المستخرج من السيقان فقد اثبت الدستور الفرنسي انه يستعمل للالتهابات وبالأخص الجهاز التنفسي العلوي والكحة والتهابات الحنجرة والفم والروماتيزم. اما البذور فتستعمل لمكافحة السل والكحة ولإدرار البول. لقد كان الناس يستخرجون من الصنوبر دقيقاً لصنع الخبز ويعتصر من بذوره الزيت وتستخرج منه انواع كثيرة من الراتنج (Resin) والتربنتينا والقلفونة وهي تستخدم على نطاق واسع في الصيدلية في تحضير كثير من الادوية وكذلك ما يعرف بالقطران النباتي. تستعمل هذه المواد في عمل اللصقات كما يستعمل زيت التربنتينا في الصناعات وفي الطب مطهراً ومحمراً للجلد ويستعمل موضعياً في طب الأسنان لوقف النزيف بعد خلع الاضراس كما يستعمل لتسكين المغص وطرد الديدان وتستعمل القلفونة لعلاج عرق النسا والنقرس والروماتيزم. لا ننسى ما للبذور من فوائد غذائية حيث تصنع من بذور الصنوبر الحلويات اللذيذة ويدخل في صنع عدد من المأكولات كتابل ومزين لها ومطيب لنكهتها وطعمها ولا يستغني أي مطبخ عن بذور الصنوبر بالرغم من غلاء ثمنها.