يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة الإمارات، اجتماعا طارئا غدا بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، بناء على طلب من دولة فلسطين تقدمت به أمس، أيدته جميع الدول الأعضاء،صرح بذلك السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية. وقال في تصريحات صحافية له أمس أن الاجتماع مخصص لمناقشة واتخاذ الإجراءات الكفيلة حيال ما تشهده كافة الأرجاء دولة فلسطينالمحتلة في الوقت الراهن من عدوان إسرائيلي متواصل ومتصاعد على الشعب الفلسطيني الأعزل. وأضاف أن الاجتماع سيناقش أيضًا الخطوات العربية الواجب اتخاذها تجاه ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات غير مسبوقة بحق المقدسات في القدس والمسجد الأقصى وعمليات التدنيس من قبل المتطرفين الإسرائيليين في المسجد الأقصى تحت حماية سلطات الاحتلال. من جانبه قال مهند العكلوك نائب المندوب الدائم لدولة فلسطين في جامعة الدول العربية، أن الدورة الطارئة غير العادية لمجلس الجامعة سوف تتناول موضوع سبل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وفق القانون الدولي والإنساني والتي طالب بها الرئيس محمود عباس منذ فترة، وحماية المقدسات في مدينة القدس الشريف وخاصة المسجد الأقصى، ودعم إجراءات دولة فلسطين إزاء عدم التزام إسرائيل في الاتفاقيات الموقعة. وأضاف في تصريحات له عقب تقديم دولة فلسطين هذا الطلب، أن التحدي الآن هو كيفية ترجمة قرارات الجامعة العربية إلى إجراءات عملية للجم الاحتلال الإسرائيلي وحماية المسجد الأقصى. ميدانيا استشهدت فلسطينية حامل وابنتها الرضيعة في غارة اسرائيلية فجر امس على قطاع غزة بينما اعلنت اسرائيل احباط هجوم بالقنبلة حاولت فلسطينية تنفيذه قرب القدسالمحتلة. ورغم دعوات المجتمع الدولي الى ضبط النفس الا ان تصعيد العنف بين الفلسطينيين واسرائيل مستمر. وبعد ان اعرب وزير الخارجية الاميركي جون كيري السبت للرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو عن "قلقه العميق" ازاء تصاعد اعمال العنف في القدسوالضفة الغربية المحتلتين، اعلنت فرنسا امس ان تصعيد العنف "مثير للقلق وخطير". وتابعت الرئاسة الفرنسية في بيان "لا بد من بذل كل الجهود لتهدئة الوضع ووضع حد لدوامة العنف التي اوقعت الكثير من الضحايا". من جهتها، حذرت حركة حماس في قطاع غزة اسرائيل من "الاستمرار" في غاراتها الجوية على القطاع. وقال المتحدث باسم الحركة سامي ابو زهري في بيان "هذا الاستهداف دليل على رغبة الاحتلال في التصعيد" مؤكدا ان الحركة "تحذر الاحتلال من الاستمرار في هذه الحماقات". وقتلت سيدة فلسطينية حامل وابنتها الرضيعة واصيب ثلاثة من افراد اسرتها بجروح في غارة اسرائيلية فجر امس على حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وفق مصدر طبي فلسطيني. وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اشرف القدرة "استشهدت الام نور حسان (30 عاما) وهي حامل في شهر الخامس وطفلتها رهف حسان (عامان) واصيب ثلاثة اخرون جراء غارات الطائرات الحربية الصهيونية على منطقة الزيتون ما ادى الى انهيار المنزل على ساكنيه". وكان الجيش الاسرائيلي اعلن في وقت سابق انه استهدف بغارة جوية "ورشتين لصنع الاسلحة تابعتين لحماس" وذلك ردا على اطلاق صاروخ مساء السبت من غزة. وكان الجيش اعلن اعتراض صاروخ مساء السبت في جنوب اسرائيل. وسقط صاروخ آخر الليل الماضي في المنطقة ذاتها دون وقوع اصابات. وفي الضفة الغربيةالمحتلة، اعلنت اسرائيل امس احباط هجوم بالقنبلة حاولت فلسطينية تنفيذه قرب القدس، في اول محاولة من نوعها منذ بدء اعمال العنف. ولا تزال ملابسات الحادث الذي وقع في طريق قرب مستوطنة معاليه ادوميم في الضفة الغربيةالمحتلة غامضة. وبحسب رواية الشرطة الاسرائيلية فان شرطيا عند حاجز بالقرب من مستوطنة معاليه ادوميم رصد صباح امس سيارة "مشبوهة" وامر السائقة بالتوقف الا انها هتفت بالتكبير عند اقترابه قبل ان تفجر قنبلة في السيارة. وبحسب الشرطة فان السائقة تبلغ من العمر 31 عاما وهي من مدينة اريحا في الضفة الغربية بينما اشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية الى انها من القدسالشرقيةالمحتلة. وقالت المتحدثة باسم الشرطة ان اصابة السائقة خطيرة بينما اصيب شرطي اسرائيلي في المكان بجروح طفيفة. وكانت المتحدثة اشارت في وقت سابق الى ان الفلسطينية قتلت في الانفجار. واشارت الاذاعة الاسرائيلية العامة نقلا عن مصادر من الشرطة الى ان السيارة المفخخة كانت في طريقها الى القدسالمحتلة لتنفيذ هجوم انتحاري هناك. الا ان صورا تداولتها وسائل اعلام فلسطينية اظهرت السيارة وقد اصيبت باضرار طفيفة. ومنذ بدء اعمال العنف في الاول من اكتوبر قتل 23 فلسطينيا سبعة منهم نفذوا عمليات طعن بالاضافة الى اربعة اسرائيليين. واوقفت اسرائيل 400 فلسطيني تتراوح اعمار نصفهم بين 14 و20 عاما، بحسب نادي الاسير الفلسطيني. وفي تصعيد واضح لاعمال العنف، اتسعت المواجهات منذ الجمعة الى قطاع غزة الذي شهد ثلاث حروب مع اسرائيل خلال ست سنوات. وامتدت اعمال العنف الى قطاع غزة حيث استشهد تسعة فلسطينيين منذ يوم الجمعة بنيران اسرائيلية خلال مواجهات على الحدود الفاصلة بين القطاع واسرائيل. منذ بداية اكتوبر نفذ فلسطينيون 14 عملية طعن في الضفة الغربيةوالقدس واسرائيل اسفرت عن مقتل اربعة اسرائيليين واصابة نحو 20 اسرائيليا بجروح في حين قتلت الشرطة الاسرائيلية سبعة من منفذيها واعتقل الباقون واصيب بعضهم بجروح. واعادت اعمال العنف هذه الى الاذهان الانتفاضتين الشعبيتين الفلسطينيتين الاولى (1987) والثانية (2000) ضد الاحتلال الاسرائيلي. واوضح بيان للخارجية الاميركية السبت ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري "تحدث بشكل منفصل" السبت مع عباس ونتانياهو ليعرب لهما "عن قلقه العميق ازاء موجة العنف الاخيرة ولعرض دعمه للمبادرات الهادفة لاستعادة الهدوء باسرع ما يمكن". واكد كيري "اهمية ادانة العنف بحزم والتصدي للاستفزازات واتخاذ اجراءات ايجابية لخفض التوتر". كما دعا كيري عباس ونتانياهو الى "احترام الوضع القائم قولا وفعلا" في المسجد الاقصى و"منع الافعال والخطابات النارية التي تزيد من التوتر". وخلال هذين الاتصالين مع كيري تبادل عباس ونتانياهو الاتهام بالمسؤولية عن العنف. وجدد عباس تأكيد ضرورة ان تتوقف الحكومة الاسرائيلية عن "التغطية على استفزازات المستوطنين التي يقومون بها في حماية الجيش" الاسرائيلي. من جهته قال نتانياهو انه ينتظر من السلطة الفلسطينية ان تتوقف عن "التحريض الشديد القائم على اكاذيب والذي ادى الى موجة الارهاب الحالية". واعلن نتانياهو امس عن حشد عدة فرق اضافية من الاحتياط من حرس الحدود في القدسالمحتلة. والد الطفلة رهف يبكيها وهو يحضنها قبل دفنها (ا ف ب)