برزت خلال الفترة القليلة الماضية في بعض قرى الأحساء ظاهرة جديدة لم يرد منها متخذوها ( وجلهم من جيل الكهول والشباب ) لم يريدوا أي هدف سوى الرجوع للماضي التليد، فساقهم ذلك الحنين إلى ترك سياراتهم الفارهة والتي تحمل آخر موديل وركوب القاري الذي يجره الحمار ؟!! ذلك المنظر ربما لن يستوقفك وأنت تتجول في أحد زوايا مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية ، أو في مهرجان الصيف الذي يقام في قصر إبراهيم بمدينة الهفوف فذلك سيكون أمراً بدهياً في مكان خصص لتراث الماضي ، إلا أن تلك الصورة ستدهشك عندما تأخذك جولتك في ربوع واحة الأحساء إلى قراها الشرقية أو الشمالية وترى القاري والحمار يسيران جنباً إلى جنب مع أحدث السيارات وأفخمها !! البعض لم يكتف بركوب القاري وتربية الحمار ولكنهم بدأوا في الاهتمام بالحمار كما كان منتشراً في الماضي حين لم يكن هناك وسيلة للنقل سوى الدواب ، حيث يمكنك هذه الأيام ملاحظة الحمار بالحناء في أقدامه ورقبته ووجهه ليعطيه لمحة جمالية ، كما تعلق على رقبته بعض النياشين التي يظهر لها صوت ذو نغمات متنوعة عند المشي !! هذه الصورة التي أعادت لجيل اليوم ما كان عليه أجدادهم ، كانت ذاتها التي أجبرت كبار السن على الوقوف إعجاباً عند مشاهدة ( أفخم وسيلة للنقل قبل العشرات من السنين في الاحساء ) واستعادة الذكرى مع ابتسامة وإيماءة بالرأس ولسان حالهم يقول : ألا ليت الشباب يعود يوماً..!