اتحاد الكرة يعتذر للنادي الأهلي وهو اعتذار اشبه بالادانة، ولجنة الاحتراف تنفي مسؤوليتها وتحمل ما حدث من مكاتبات في قضية المدافع سعيد المولد لخالد شكري، والأخير يؤكد أنه لم يرسل أي خطاب ثم يأتي النفي بسرعة البرق على لسانه وعلى اوراق لجنة الاحتراف قبل ظهور التسجيل، والنادي الأهلي يقدم وثائق ادانة اتحاد الكرة، وغريمه نادي الاتحاد يقدم بيانا منسجا وتوجه اتحاد الكرة وتفاصيله!، وعلى الرغم من كل هذه التداخلات والنزاعات والاتهامات لم يقدم الاتحاد السعودي دليل البراءة او الادانة لأي طرف او تحميل نفسه مسؤولية هذه الكارثة بالدرجة الأولى، وكأنه يعمد إلى اسلوب التهدئة و(حب الخشوم) ومحاولة الخروج من الورطة بأقل الاضرار، وكأننا به وقد ارسل الخطاب القضية إلى (الفيفا) وهو مستبعد تماما أن تتسرب الاوراق إلى أي جهة من الممكن أن تفضح المستور كما حدث وينفذ ما يريد، ونقولها بكل صراحة أن اغلاق ملف هذه القضية يفترض أن لا ينتهي الا بقرار حازم ومعاقبة المتسبب وابعاده عن الوسط الرياضي نهائيا، أو اقالة او استقالة اتحاد الكرة برئيسه والاعضاء كافة، لأن ما حدث لا يفضح هذا الاتحاد المغلوب على أمره، ولكنه فضيحة بحق الرياضة وكرة القدم السعودية، فهو ولجانه اثبتت الايام والتجارب والاحداث والقضايا أنه يسير في اتجاه لا يجلب للكرة السعودية الا المزيد من "الملطشة" واضحاك الآخرين عليها بدليل أنه لم يحسم أي قضية مهمة وينهي الجدل حولها ما جعلها تتراكم داخل الادراج. الاتحاد السعودي هو المسؤول الأول والأخير عن قضية المولد مهما حاول التملص وتمييع القضية، وإن كان هو من أعد الخطاب او يعلم عنه فهذه كارثة وأن كان هناك ايادٍ خفية اعدته ولم تظن أن سوء عملها سينكشف فالكارثة أكبر، وكل الاحتمالات تقول إن الرئيس والأمين ولجنة الاحتراف لديهم علم بذلك ولكنهم في ورطة كبيرة. أيعقل أن يرسل الاتحاد السعودي خطاب إلى (الفيفا) من دون ان يطلع عليه الرئيس والأمين واللجان المعنية، وتتم مراجعته وتدقيقه من مختلف النواحي اللغوية والقانونية؟، مسألة أن هناك نظاما مستقلا والموظف المسؤول هو من يخاطب ويرسل فهذا أمر غير مقبول وتمريرة لم تصب الهدف.. أي غيور على سمعة رياضة بلده وسمعتها لو كان مكان أحمد عيد (الرئيس المغلوب على أمره) من واقع قضية المولد وتداعياتها والفضائح التي تحيط بها والقضايا الأخرى التي لم تحل، لتقدم فورا بالاستقالة لأن ما حدث كارثة ويفترض على القيادة الرياضية من نافذة الصلاحيات الممنوحة لها أن تتدخل وأن تضيء شموع الجمعية العمومية وتدعها تتصرف تجاه هذا الاتحاد، فالايام اثبتت أن هدف الاتحاد من ابعاد جمعيته من أجل أن لا تكشف فضائحه، وليت من وأد هذه الجمعية اوجد الحلول وعالج المشكلة ولكنه جعل الاتحاد (يسرح ويمرح) بلا حسيب ولا رقيب منتظرا نهاية دورته الانتخابية الحالية. ما حدث من تراشق بالتهم وتناقض في التصريحات وتبادل للاتهامات أمر معيب ولا يليق برياضة وصلت الى كأس العالم أربع مرات وحصلت على كأس اسيا ثلاث مرات ونظمت كأس العالم للشباب وبطولات القارات وفازت بكأس العالم للناشئين، واصبحت قائدا للرياضة العربية، قبل كل شيء أين المهنية والغيرة والاحترافية التي يتشدق بها اتحاد الكرة ولجانه؟، اين الشفافية والشجاعة التي كثيرا ما يتحدث عنهما أحمد عيد؟، أين الاحترافية التي يتباهى بها عبدالله البرقان حتى صور لنا لجنته، وكأنها لا تخطئ بينما هناك قضايا عجزت عن حلها، وأخرى جاء الحل لمصلحة طرف من دون علم الطرف الآخر، واقرب الأمثلة قضية المدافع عبدالله الشهيل، ايعقل أن جميع اللاعبين اصحاب القضايا على خطأ والبرقان على حق؟. الكوارث مستمرة كل رياضي سعودي يقرأ ويسمع تفاصيل قضية المولد وهروب كل طرف عن تحمل المسؤولية لا بد أن يمسك برأسه مصدوما ويسأل (هل نحن في علم أم حلم؟)، من المستحيل أن لا يكون لدى اتحاد الكرة تفاصيل والمام بهذه القضية الخطيرة التي يتنازع حولها اطراف عدة، ومحاولته تمييعها يعني انه اتحاد غير مؤهل لإدارة اللعبة وحماية مصالح الأندية في مختلف الدرجات، لا يمكن لا اتحاد محترف يتسلح بالنظام والخبرة والصلاحيات ان يقع بالاخطاء الكوارثية التي يرتكبها الاتحاد الحالي تجاه الكثير من القضايا، حتما قضية المولد ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة، والمؤسف أن إحدى القنوات الفضائية هي من اكتشفت الكارثة، والسؤال ماذا عن الذي يحدث خلف الكواليس ولا تكشفه قنوات ولا أحد يعرف عنه شيئا؟ كيف مخاطبات في قضية حساسة وإلى جهة دولية تتم على اوراق الاتحاد الرسمية ثم يتنصل منها ولا تستطيع تحديد المتسبب الرئيسي، إن كان هو من حرر واطلع على الخطابات فعليه الاستقالة فورا لأن ما حدث لايليق به، وإن كان من اطراف أخرى استخدمت اوراقه فعليه المحاسبة عاجلا واعلان اسم المضطلع بكل هذه الكوارث فما حدث من محاولة تشويه للأهلي ربما سيحدث لأندية أخرى في المستقبل، ومن يملك مثقال ذرة غيرة على رياضة بلده سيصيبه الخوف والتوجس من البت في أي قضية تحتاج النظر بعين العدل والمساواة. حتى وإن اعتذر اتحاد الكرة للأهلي فالخطأ كبير والتجاوز غير مقبول، خصوصا في عملية (تلخيص) خطابات نادي الاتحاد التي يقول أنه فعلها حتى يرسلها، والمفروض أن لا يضيف الالفاظ المرفوضة ضمن هذا التلخيص اذا كانت النوايا سليمة، هذا الاتحاد لم ينتبه لهذه الجزئية ونعني وصف ناد سعودي ينطوي تحت مظلته بعبارات مؤذية، وهذا ادانة قوية للاتحاد السعودي وأن الخطاب مرر بعلمه او من دون أن يطلع عليه وفي كلتا الحالتين فتلك كارثة، والمضحك أكثر عدم علم الكثير من الاعضاء بالبيان، وهذا يعني أن الاتحاد السعودي يتحكم به اشخاص من دون البقية. ما حدث جعل لجنة الاحتراف تسقط من اعين الكثير من الرياضيين (حتى لو حاولت تلميع صورتها) بعد فشلها وميلانها في الكثير من القضايا وآخرها قضية المولد، وكان يفترض عليها الوقوف بالمنتصف وأن تكون همزة توافق وحلول حسب النظام، لا أن تتعنت في موقفها وتحاول فرض قراراتها والايحاء للناس بصحتها. فيا ترى هل استيقظ احمد عيد على إحدى كوارث اتحاده والتي حتما لن تكون الأخيرة وظهر أمام الرأي الرياضي بثوب مختلف عن الذي يرتديه الآن، أول من يسقط بسبب هذه الأخطاء الكارثية هو عيد نفسه لأنه هو المسؤول الأول، ومسألة أن العمل في الاتحاد يتم وفق "ديموقراطية" وتصويت فالقضايا الحساسة تحتاج الى حزم وحسم لا أن يلقي كل طرف باللائمة على الآخر، وهذه السياسة لا يطبقها الا اتحاد عاجز ورئيس ضعيف واعضاء لا همهم الا مصالحهم ومجموعة اشخاص تدفعهم ميولهم وعواطفهم، ويخيفهم صاحب الصوت الاقوى والأندية المتنفذة.