ليس المقصود في العنوان "العيون الساهرة" رجال الأمن الذين اشتُهِروا بهذه الصفة إنما كل عين تسهر لهدفٍ أو من غير هدف. مدخل: حسب المؤرخ والفيلسوف الأميركي هنري ثورو (1817-1862) فإن الأخلاق ليست بأن تكون صالحاً وحسب ولكن أن تكون صالحاً لشيء ما. حول شباب الوطن ستدور عجلة الكلام هذا اليوم خصوصا وبلادنا مرّت ولا زالت تمر عليها عاصفة من المؤامرات والدسائس وبث الأكاذيب من قبل بلدان معادية لنا تترصد أي فرصة للنيل من المملكة وتشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي.. وما قيل من هرج ومرج وأكاذيب بعد سقوط الرافعة العملاقة في الحرم المكي بفعل الرياح الشديدة وكذا حادث التدافع الذي وقع في مشعر منى دليل على الترصّد المقصود لإخراج ما في نفوسهم من أحقاد وكراهية. كل محب لهذا الوطن الكبير تمنى لو كان (كل) شبابنا على قدر كبير من الوعي والمسؤولية والحس الوطني الذي تستحقه تلك الاحداث لكي يبرهن للعالم كل العالم أننا أُمّة قويّة فاعلة، قادرون على مواجهة الأخطار والصعاب للحفاظ على وطننا: أمنه، سيادته وتقدّمه. نحن _ وهذا قدرنا _ نحارب على جبهات ملتهبة في آن واحد وأي تهاون في إحداها سيختل أمن وسيادة بلادنا _ لا سمح الله _ ففي الحد الجنوبي هناك حرب لاستعادة شرعية الجار، وفي الحد الشمالي يقظة وتحفّز ومرابطة لسحق من تسوّل له شياطينه بالهجوم على بلادنا من مرتزقة داعش الشر والإجرام وغيرهم من الطامعين، وفي الداخل متابعة وتصيّد لأفراخ القاعدة وأخواتها هذا غير الحرب على المخدرات والجريمة والحفاظ على المنجزات ومواصلة البناء والتنمية. بربّكم هل هذا سهل وهيّن؟ من هُنا قلت بأن كل محب لهذا الوطن كان يتمنى من كل الشباب غير المشاركين في تلك المسؤوليات الجسام أن يدركوا واقع الحال ويكونوا خط دفاع داخلي يساند من هم على تلك الجبهات لا أن يكونوا عبئاً على الأجهزة الأمنية في لامبالاتهم وعبثهم ودورانهم في شوارع المدن والمحافظات ليلا حتى ساعات الصباح الأولى. فمن العيب أن تكون هناك عين ساهرة ترقب كل شاردة وواردة على حدود الوطن، تحرسه من كل معتدِ أثيم، وعين أخرى ساهرة ذابلة ذاوية يغشاها الملل من اللف والدوران في الشوارع بلا هُدى أو هدف بل وفي بعض الأحيان ازعاج عباد الله الآمنين بالتفحيط والتجديع. حتى في السهر شتّان ما بين عين هناك وعين هُنا. لمراسلة الكاتب: [email protected]