ودعت منى يوم امس الحجاج المتعجلين بزخات من الامطار الغزيرة التي بدأ هطولها صباح امس على مشعر منى مصحوبة بزوابع رعدية وسحب ركامية غطت سماء مشعر منى وكان الجو قد شهد مساء امس الاول ارتفاعاً بسيطاً في درجة الحرارة عما كانت عليه في يوم عيد الاضحى المبارك. وشهدت المشاعر المقدسة في مكةالمكرمة رياحاً شديدة مصحوبة بالأمطار. تجدر الاشارة الى ان المشاعر المقدسة ظلت منذ بداية الحج تمر بأجواء باردة ورياح متوسطة تخللتها امطار متفرقة على منى وعرفة ومكةالمكرمة ساهمت في اضفاء جو عليل على ضيوف الرحمن مما مكنهم بعد فضل الله من اداء نسكهم في اجواء ربيعية. الحجاج هرعوا الى خيامهم ومنهم من عاد عن رمي الجمرات وقرر ان يؤجل لليوم الثالث من ايام التشريق بعد ان اشتدت الرياح العاصفة واصبحت الامطار الغزيرة تغطي كافة شوارع منى. رمي الجمرات بعد زوال الشمس يوم امس كثير من الحجاج كان محتاطا ببعض الشمسيات الواقية من الامطار والملابس الواقية. الا ان بعض الحجاج اصر على مواصلة المسير نحو الجمرات لاكمال الرمي. وتوقع مكتب التحاليل والتوقعات التابع للرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة في تقريره عن حالة الطقس خلال الاربع والعشرين ساعة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة هطول أمطار وتكون سحب رعدية على مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وبين في تقريره أن درجة الحرارة العظمى في مكةالمكرمة 28 درجة مئوية والصغرى 18 درجة مئوية وفي منى العظمى 27 درجة مئوية والصغرى 18 درجة مئوية. وأشار التقرير الى ان اتجاه الرياح في مكةالمكرمة ومنى ستكون جنوبية غربية تتحول تدريجيا الى شمالية غربية بسرعة تتراوح مابين 10 الى 42 كيلو مترا في الساعة وبنسبة رطوبة أعلاها 85 في المائة. وكان حجاج بيت الله الحرام قد استقبلوا مع اشراقة صباح امس السبت الثاني عشر من شهر ذي الحجة ثاني ايام التشريق في جو آمن مطمئن تحفظهم عناية الله ورعايته ثم جهود العاملين الذين جندتهم حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود لخدمة ضيوف الرحمن. وقام ضيوف بيت الله الحرام برمي الجمرات الثلاث يوم امس اتباعاً لسنة الهادي المصطفى صلى الله عليه وسلم مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة بعد زوال الشمس. زحام شديد عند الرمي ثم التوجه الى بيت الله الحرام بمكةالمكرمة بعد أن مَنّ الله عليهم بإكمال مناسك حجهم ابتداء بشهود يوم الوقفة الكبرى على صعيد عرفات الطاهر ثم المبيت بمزدلفة والوقوف على صعيد منى من صبيحة يوم عيد الاضحى المبارك وأداء مناسك حجهم من رمي للجمرات والنحر والهدي وأداء طواف الافاضة في بيت الله الحرام والسعي لمن لم يسع قبل الصعود الى المشاعر المقدسة. وبقيت جموع أخرى في منى للمبيت بها ليلة الثالث عشر من ذي الحجة ثم رمي الجمرات الثلاث بعد زوال شمس اليوم (الثالث عشر) فمغادرة منى إلى مكةالمكرمة لأداء طواف الوداع لقول الحق تبارك وتعالى {واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقي واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون}. وانتشر رجال الأمن من مختلف القطاعات وفي مقدمتهم رجال المرور للإشراف على تنظيم عمليات السير ومساعدة ضيوف الرحمن وتقديم كل ما يحتاجونه من عون. وكان لوسائل النقل الحديثة التي وفرت لضيوف الرحمن الأثر الجيد في تحقيق راحتهم. ويبذل كل مسؤول وكل فرد في الأجهزة المعنية بخدمات الحج أقصى جهده لخدمة ضيوف بيت الله الحرام مستشعراً الشرف الرفيع الذي خص الله به هذا البلد قيادة وشعباً وهو خدمة الحرمين الشريفين والبقاع المقدسة وضيوف بيته العتيق. الامطار في منى يوم امس كما ينطلق الجميع من التوجيهات الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز القاضية أن يبذل كل فرد وكل جهة معنية بخدمة ضيوف الرحمن أقصى الجهد ليؤدي الحاج مناسك حجه في المزيد من اليسر والأمن والأمان والاطمئنان. ومن المتوقع أن تكون طلائع من الحجاج قد وصلت إلى المدينةالمنورة بعد توقف ساعات إثر الأمطار لزيارة المسجد النبوي الشريف والسلام على الرسول المصطفى محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وذلك بعد أن مَنَّ الله عليهم باكمال مناسك الحج. وقد شهدت المدينةالمنورة هطول أمطار غزيرة وكأنها تستقبل ضيوف الرحمن لم تشهد مثيلاً لها منذ ما يقارب 30 عاماً وعمت الأمطار جميع أجزاء منطقة المدينة من ينبع غرباً إلى حدود منطقة القصيم شرقاً واستمرت زهاء 24 ساعة متواصلة منذ الثالثة بعد ظهر الجمعة إلى الثالثة بعد ظهر السبت ولا زالت السماء ملبدة بالغيوم مما ينذر بهطول مزيد من الأمطار. آثار الامطار في المدينةالمنورة يوم امس وسالت على اثر ذلك جميع أودية المدينةالمنورة التي لم تسل منذ 30 عاماً. وأشار اللواء صالح المهوس مدير الدفاع المدني بعموم منطقة المدينة إلى أن السيول شديدة جداً وخاصة في منطقة الفقرة على الجبال التي ترتفع 1600م عن سطح البحر وتكون أوديتها سحيقة وشديدة الانحدار وقد تم ارسال عدة فرق إلى هناك إلا ان شدة السيول عاقت وصول هذه الفرق إلى المحتجزين الأمر الذي دعا إلى الاستعانة بالطيران العمودي المتواجد حالياً في مكةالمكرمة وهو بدوره لم يستطع الطيران لسوء الأحوال الجوية حتى إعداد هذا الخبر «الثانية بعد الظهر» وسوف يتجه إلى المحتجزين بمجرد صحو السماء وقدرته على الطيران. حوادث مروعة في العاصمة المقدسة