يخطط منتجو "البولي إيثلين ترفتالات" (PET) في أوروبا، أحد أهم المنتجات البتروكيماوية الذي تتزعم إنتاجه المملكة في الشرق الأوسط، زيادة الأسعار الفورية لشهر أكتوبر تحسبا لسوق أكثر انحصارا، وتم تقييم السعر الفوري للمنتج صنف الزجاجات بحدود 900 يورو للطن المتري، ما يعادل 1005 دولارات تسليم شمال غرب أوروبا مرتفعاً عن سعر مطلع شهر سبتمبر الذي كان أقل من سعر 900 دولار للطن. وتابعت "الرياض" تعليقات ردود الفعل في السوق حيث قالت مصادر إن المناقشات لصفقات أكتوبر بدأت في ظل محاولات من قبل المنتجين لرفع الأسعار بواقع 10-20 يورو للطن المتري. ففي المملكة المتحدة، قد سمع عن عقد صفقة واحدة لشهر أكتوبر بمبلغ 1066 دولارا للطن. في وقت من المتوقع أن تؤثر أعمال الصيانة المجدولة في مصانع "البولي إيثلين ترفتالات" بالضغط على سوق المنتج لتقلص إمداداته في الربع الرابع. وأشار منتج رئيسي في أوروبا بعدم إقدام شركته حالياً على البيع الفوري، في وقت يتم التركيز حالياً على الإنتاج التعاقدي وعليه تم الانسحاب من السوق الفوري، حيث لا يمكن تلبية الطلب التعاقدي الأمر الذي وضع السوق الفوري بعيدا عن الاعتبار. فيما تشهد حالة الطلب ثباتا مستمرا حيث قالت العديد من المصادر أن عمليات الشراء أضحت قوية في هذا الوقت من السنة، مع انخفاض المخزون لدى المصنعين التحويليين. وألمح أحد المنتجين إلى أنه مع العودة القوية للعملاء في ظل المخزون المستنفذ لديهم سوف يضطرون حتما للشراء بالأسعار المرتفعة، إلا أن المصنعين التحويلين ترددوا بقبول الشراء بالزيادات المقدمة من المنتجين. وقال أحد المصنعين التحويليين إننا لا نرى حاجة لزيادة الأسعار ونحن مقبلون على موسم منخفض في حين اتفق التجار أنه من الصعب إقناع المصنعين التحويليين بالزيادة في الأسعار، وبدلاً من ذلك فهم يتوقعون التمديد في أسعار أكتوبر. وموقف الانتظار والترقب هو السائد في السوق لشهر أكتوبر مع قوة التفاوض التي يعتقد أنها في أيدي كل من المنتجين والمصنعين التحويليين. وأعتقد أحد المنتجين بوجود قوة في منطقة البائع في الوقت الحاضر، فيما ألمح المصنعون التحويليون إلى أن الأمر يتوقف على مدى حاجتهم للمنتج. وتنتج المملكة نحو 750 ألف طن من "البولي إيثلين ترفتالات" الذي يحظى بطلب عالمي قوي منتعش وسعر مرتفع ثابت نظرا لأهمية استخداماتها وأبرزها دخوله في صناعة القوارير بمختلف أنواعها المخصصة للمياه والعصائر والألبان والمشروبات الغازية والأدوية التي بدأت المصانع العالمية الاعتماد عليها عوضاً عن العلب البلاستيكية نظراً لانعدام أخطاره البيئية، فضلاً عن دخول المنتج في ألعاب الأطفال وحاويات الطعام وغيرها نظراً لخصوصيته البلاستيكية الصلبة التي لا تسمح بنفاذ الغازات والرطوبة. طاقات بتروكيماوية تنتجها مصانع الجبيل الصناعية تؤهلها لتزعم الإنتاج العالمي وتقدر سوق "البولي إيثلين ترفتالات" في أوروبا بنحو 3 مليارات يورو سنويا (ما يقرب من 15 مليار ريال) وتعتمد شركات كبرى مثل كوكاكولا في أوروبا على المنتج في تصنيع عبوات المشروبات، فيما يقدر حجم الاستهلاك العالمي بأكثر من 25 مليون طن خلال عام 2015، في وقت تعد الأسواق الأوروبية والأميركية الجنوبية والآسيوية أكبر الأقاليم المستوردة والمستهلكة للمنتج. ودخلت العديد من الشركات حول العالم في خضم منافسة قوية لمضاعفة طاقاتها الإنتاجية في تركيا التي أضاف (1.1) مليون طن سنويا، والبرازيل التي أضافت 500 ألف طن سنويا، والمملكة المتحدة التي أضافت 200 ألف طن متري سنويا. في وقت قد شنت عدة دول مسبقاً حملات مكافحة إغراق على منتج "البولي إيثلين ترفتالات" في كوريا الجنوبية على الواردات من اليابان، وفي مصر على الواردات من الصين وتايوان والهند وماليزيا وباكستان وعمان وتايلاند، والإمارات العربية المتحدة، ولاسيما في أوروبا على الواردات من السعودية بعد تشكي هيئة مصنعي منتج "البولي إيثلين ترفتالات" في أوروبا والذين اتهموا المملكة بإغراق السوق الأوروبية بالبيع بأقل من التكلفة والتي دحرت في النهاية.