فاجأتني إحدى طالباتي بأن قالت لي يا دكتورة أمي تسلم عليك قلت لها الله يسلمها. وظننت ان أمها تعرفني من خلال تعاوني مع إذاعة الرياض في برنامج الأسرة والمجتمع ولكن تابعت الطالبة حديثها لترمي بقنبلة خطيرة وأمام طالباتي -سامحها الله- قائلة ان أمي كانت معك في المرحلة المتوسطة ومهما حاولت التشكيك في معلوماتها فالطالبة أصرت على صدقها وذكرت لي حتى اسم أمها حاولت خفض صوتها حتى لا تسمع الطالبات الأخريات بأنني أدرس ابنة زميلة لي والأمر الآخر أنها ياناس في المرحلة الجامعية لو كانت طالبة في الابتدائية أو المتوسطة لهان الأمر. المهم الآن طالباتي عرفن على الأقل عمري التقريبي وهذه الطالبة ستكون المرجع لهن فعمر أمها هو عمري ولن يبعد عنه كثيراً. أنا حجازية من المدينةالمنورة ولفترة ظننت أنني في مأمن فلم أدرس في مدارس الرياض وبالتالي لا أعرف أمهات طالباتي وعندما تقول لي طالبة ان أمي تستمع لك في الإذاعة كل خميس وتذكر لي اسم أمها فإنني بين الحين والآخر اسألها كيف حال خالة «فلانة» وأنا أشعر بأنها بالضرورة أكبر مني ما دامت أماً لإحدى طالباتي حتى ظهرت لي طالبة حجازية ولحظي الحلو أمها من نفس المدينة التي عشت فيها طفولتي بل وكانت معي في نفس المدرسة. عدت إلى البيت واتصلت بأختي وقلت لها هل تذكرين فلانة صديقتي؟! قالت نعم ولكنكما لم تكونا صديقتين، بل مجرد زميلتين. قلت لها ذلك ليس مهماً. المهم تخيلي أنني أدرس ابنتها. فضحكت أختي وفهمت ما أقصد وجلست أحسب أعمارنا بطريقة مختلفة مريحة غير مرعبة كلغة الأرقام، فنحن جيل التلفزيون الأبيض والأسود والقناة الواحدة ولذلك لم نحتج الريموت ونحن جيل ما قبل الجوال والميكرويف وجيل ما قبل الكمبيوتر والبريد الالكتروني ورحمة بحالي لا تسألوني متى كان ذلك.