كشفت جولة ميدانية ل"الرياض" في سوق الإبل بالجنادرية أحد أكبر وأشهر الأسواق بالمملكة عن انخفاض عمليات البيع والشراء بنسبة وصلت إلى 70% مع تراجع الأسعار إلى ما يقارب الخمسين في المئة وانخفاض أعداد الحضور بشكل لافت، وتعيش أسواق الإبل خلال الفترة الحالية أسوأ أيامها جراء تحذيرات وزارتي الصحة والزراعة الأسبوعين الماضيين من مخالطة الإبل بعدما كشفت تقارير رسمية بأن الإبل تعتبر من الحيوانات الناقلة لفيروس كورونا إلى الإنسان. ووفقا لمتعاملين وباعة في السوق فإن أسعار الحاشي المعدة للذبح والتي يقبل عليها المستهلكون كل عام في مثل هذه الفترة قبل إجازة عيد الأضحى شهدت تراجعا كبيرا بأسعارها، حيث تراجعت أسعارها الأيام الماضية من ستة آلاف إلى ألفي ريال وسط مخاوف المواطنين من مخالطة وشراء الإبل بعد التحذيرات الرسمية الأخيرة. وقال المتعاملون إن استمرار هذه الظروف التي تخيم على السوق ستصيبه بأزمة كبيرة إذا ما استمرت الأوضاع الحالية، وهو الأمر الذي يتخوف منه الكثير من ملاك الإبل خصوصا في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف خاصة الشعير إلى مستويات 40 ريالاً والبرسيم إلى مستويات 24 ريالاً، وهي تكاليف باهضة بحد وصفهم ستكبد ملاك الإبل المزيد من الخسائر مع استمرار حالة الركود في عمليات البيع والشراء. وتوقعوا بهذا الخصوص أن تشهد الأسعار مزيدا من التراجعات الفترة المقبلة وخاصة مع تجدد التحذيرات الرسمية وموافقة مفتي عام المملكة على استبدال أضحية الإبل بالأبقار والأغنام كهدي خلال موسم الحج للعام الجاري. وقطعت الأيام الماضية وزارة الزراعة الشك باليقين عندما أكدت أن فيروس كورونا موجود في الإبل وتصاب به، ولا مجال للتشكيك في ذلك، وأكدت متابعتها الوضع الوبائي لكورونا في المملكة ودول الجوار منذ بداية ظهوره في أواخر العام 2012م وحتى الآن، وعملها حالياً على إصدار تشريعات كفيلة بحظر تجمعات الإبل. واستندت وزارة الزراعة إلى دراسات أجرتها وجدت أن من 85 إلى 87% من الإبل سواء المحلية أو المستوردة أصيبت بالفيروس في فترة من فترات حياتها، وأن 3 إلى 3,5% من الإبل الموجودة بالمملكة هي مفرزة للفيروس.