ديوان الشاعر الصقّار "بدر الحويفي" الجزء الثاني، صدر في عام 1423ه، وقد قام بجمعه وإعداده ابنه محمد بدر الحويفي الذي كتب مقدّمة الديوان ومنها قوله: (الشاعر المتمكن قادر على معالجة المشاكل الاجتماعية والعكس صحيح، فالشعر سلاح ذو حدين. والشاعر هو الإنسان الذي يثأر لنفسه من بعض الضغوط النفسية في قصيدة يعبر فيها عن معاناته التي ربما يلجأ لها المتلقي في بعض الأحيان ويأتي ببعض الأبيات كأدلة أو يستشهد بها أو يتمثل بها في بعض المواقف. وقد يقوم بغنائها للتخفيف عن معاناته وكأن الشاعر يشاركه في معاناته وأحاسيسه) انتهى. واشتمل الديوان على العديد من القصائد المتنوعة التي تتميز بالجزالة وقوة السبك والحبك ومنها هذه القصيدة الاجتماعية التي تُخاطب العقل: يالله يا جالي صدى كل كربه ياللي عن الطلاب ما صك بابه تفرج لمن ذاق بالعمر طربه شيبه تكامل قبل يكمل شبابه أمضى حياته بين سفره وغربه ولا ساعده حظ الشقا بانقلابه وأقرب قريب ليا شكى مانظر به خلان وقت اليوم كلٍ هبابه ما كل طيرٍ يعجب اللي صقر به ولا كل رجالٍ يثمن جوابه ولا كل من يبني جدار استتر به ولا كل جارٍ تستريح بجنابه ولا كل من يملك رصيد افتخر به مالٍ بدون حقوق واضح عيابه إلا الذي بالواجبات اشتهر به يحوز تقدير الشرف باكتسابه وطاع الذي فعل المكارم أمر به يرجي رضا الخالق ويخشى عذابه غلاف الإصدار وهذه القصيدة قالها الحويفي يتحسّر فيها على فقد أحد طيوره الغالية حيث أنشد قائلاً: يا علي طيري ضاع بأدنى طميّه أقفى وأنا مع ساقته ناشف الريق أقفى يجاذب خارمٍ شقلبيّه لا صاعها تعطي عن الطير تدنيق وعوّدت أصفّق يا علي في يديّه في ساعةٍ صارت علي السّعه ضيق مدري يمومه يا علي بأي نيّه أتلا الخبر به يوم تلّ المسابيق بيني وبينه تزمي الجرهديّه بأرضٍ وعر منها تهاب السواويق ما فيه درب إلا لراع المطيّه وتسددت قدمي جميع الطواريق وعوّدت بحلٍ يا علي بالقضيّه وعلّقت دسّه يا علي بالمعاليق من عقب ماني كل يوم بشغيّه اليوم ابقضب دافيات المشاريق