تعيش كلية البنات بالبكيرية أياماً عصيبة وتقلبات مخيفة تتلاطم فيها أمواج الخلافات لتنبئ عن اتجاه خطير في صرح علمي كبير وسط تبادل للاتهامات بين مسئول التعليم وعميدة الكلية الحالية والسابقة ووسط تخوف من الطالبات على مستقبلهن الذي يكاد يصبح سراباً في ظل الفراغ الوظيفي الكبير الذي حول حارسات الأمن وموظفات التصوير إلى مشرفات على الطالبات مما أحدث ضجة وفوضى في الكلية عطل بعض المناهج. الاتهامات أخذت أيضا منحنى خطيراً بين المدير والعمادة وهو ما احدث ردود فعل كبيرة وفجوة لا تخدم التعليم أبداً. «الرياض» تلقت اتصالات من الطالبات قبل شهر رمضان فكانت رحلة البحث عن الحقيقة من داخل الكلية ومن خارجها لنضع الصورة الكاملة أمام المسئول لاتخاذ القرار الصائب الذي يخدم التعليم ويتقصى الحقائق ويحفظ للكلية مكانتها التربوية والتعليمية في محافظة البكيرية. طالبة: خروجنا من منازلنا لا فائدة منه كانت البداية اتصالاً من إحدى الطالبات التي ذكرت بأن الكلية عمت بها الفوضى وان خروجهن من منازلهن لا فائدة منه في ظل تردي الأوضاع حيث التسيب الحاصل في القاعة من الطالبات في ظل غياب الرقيب الأقوى ووجود الرقيب الأضعف داخل القاعة وهن حارسات الأمن وموظفات التصوير. طالبة أخرى: الفوضى عطلت مادتنا حيث تقول طالبة أخرى إن الفوضى أدت لتعطيل مادة مهمة حيث لم يستطع (المحاضر) من شرح مادته بسبب هذه الفوضى ولعدم مقدرة المشرفة وهي حارسة امن قد تكون لا تحمل شهادة أيضا في إيقاف هذه المهازل مما يعطل شرح المادة وسط تهديدات المحاضر الذي لا يجد أذناً صاغية. وتضيف الطالبة تقول: (الفوضى عمت قاعتنا بشكل مخيف فالطالبات غير منتظمات فلك أن تتصور أن طالبات لا يحضرن للقاعة ومع ذلك تجد أن زميلتها تقوم بالتوقيع عنها وهي في الأصل غير موجودة، ثم يزداد الأمر سوء عندما يقوم المحاضر عبر الشبكة يتحدث والقاعة في الأصل خالية). المواد لم تشرح لنا طالبة أخرى تقول: نحن على وشك الامتحانات الفترية ولم تدرس لدينا بعض المواد، بل إن بعض المواد لم تشرح لنا عدا مرة واحدة فقط، والوقت يمضي ونحن على مقربة من نهاية الفصل الأول فكيف لنا أن نتخطى هذه المرحلة. متعاقدة سعودية: الخطط تحاك ضدنا من غير السعوديات إحدى المتعاقدات على بند محو الأمية والتي لم يجدد لهن قالت: (في العام الماضي كان العمل يسير بشكل جيد، ولكن هذا الأمر لم يعجب بعض المتعاقدات الأجنبيات فكانت الخطط تحاك ضدنا وبمباركة من مدير التعليم مما عجل ببعض عقود زميلاتنا بل ألغيت بعض عقودهن فكانت هنا المشكلة التي تفاقمت بعدم التجديد لعدد 19 متعاقدة سعودية وهذا العدد كفيل بإحداث إرباك في العمل داخل الكلية). متعاقدة سعودية أخرى: كيف نعمل والتهم توجه لنا بمباركة المدير متعاقدة سعودية أخرى تقول إن مدير التعليم أفاد العميدة بان هناك شكوى ضد إحدى الزميلات وإن الشكوى موقعة من عدد من الطالبات، ولقد ثبت أن هذه التواقيع مزورة فالعميدة قامت بالتحقيق مع الطالبات عن صحة هذه الشكوى ولم يتبين لها أن احداً من الطالبات تقدمت بالشكوى بل قام عدد كبير منهن بكتابة طلب لعميدة الكلية يفدنها بأن هذه المتعاقدة تقوم بعملها على أكمل وجه وأنها ذات خلق قويم وأنها متمكنة من مادتها وان لديهن الرغبة في استمرارها، وهذه الوثيقة موجودة وأزودكم بصورة منها). وتضيف المتعاقدة أنها وزميلتها وجدتا محاربة من مدير التعليم حتى تم إلغاء عقوديهما بحجة أن الكلية لا تحتاجهما وهما اللتان عُينتا من قبل الوزارة وسُلمتا المواد ومكتملة أنصبتهما ولكن ما حدث لا نعرفه أبدا). عضو التدريس: الكلية تعج بالفوضى العارمة احد أعضاء هيئة التدريس عبر الشبكة في الكلية قال ل «الرياض»: الكلية فوضى في فوضى ولك أن تتخيل أنني لم استطع أن اشرح مادتي حتى اليوم من الحالة الفوضوية داخل القاعة حيث لا رقيب ورادع ولا مسئولية ولا إحساس من الطالبات أو حتى من العميدة التي لم تكلف نفسها بالرد علينا لتسمع شكوانا نحن في الشبكة. وأضاف يقول: لقد تكلمنا مع الطالبات بالتي هي أحسن ولكن لا حياة لمن تنادي وحينها قلت لهن الكلية عليها السلام في ظل هذه الفوضى غير المسبوقة في كليتكم. العميدة الحالية: عانيت كثيراً في هذه الكلية (الرياض) وجهت التهم لعميدة الكلية الحالية (م. ر) والتي قالت: حقيقة استغرب كلام هذا المحاضر فهو يستطيع ضبط الطالبات من خلال الشبكة ولكن لم يكن مؤهلاً لذلك، وعموماً إذا كان هناك من فوضى فالسبب مدير التعليم الذي كتبنا له عدة مرات عن وجود نقص كبير في الموظفات ولكن طلبنا لم يكن مجاباً بل تفرغ لمحاربتي منذ وصولي للكلية ووقف في طريقي ولم استطع حقيقة العمل بالشكل الصحيح أضف إلى ذلك أننا أيضا كتبنا لمكتب الوكيل وللوكالة المساعدة ولكن لم يصلنا شيء حتى الآن. وأضافت العميدة (م. ر) تقول: أما بالنسبة لتنحيتي من منصبي فهذا اسمعه منذ تولي منصبي في الكلية ولم يكن مستغرباً هذا منه. وعن حقيقة دخول حارسات الأمن قالت العميدة: لم يدخل عدا حارسة امن واحدة فقط مرة أو مرتين وكانت هذه الحارسة قوية الشخصية وتستطيع ضبط الطالبات وكنا بحاجة لها ثم ما الذي يمنع دخولهن؟ بل حتى النظام يسمح لي لأني كثفت حقيقة الجهود من اجل سد النقص. العميدة السابقة: مدير التعليم هددني العميدة السابقة (م. ع) والتي تعمل حاليا رئيسة قسم قالت: الكلية لم تكن تعجبني عندما حضرت فتخيل أن الكلية لا يوجد فيها إلا أربع معيدات سعوديات ولم تتح لهن فرصة إكمال الدراسات العليا وكانت المحاربة واضحة لنا نحن السعوديات فتخيل أنني لما حضرت كعميدة للكلية قال لي مدير التعليم بالبكيرية: (ماذا تريدين من العمادة فلو كُلفت زوجتي عميدة لأشرت عليها بأن تجلس في البيت وترعى أطفالها أفضل من أن تكون عميدة لأن هذا العمل يحتاج لجهد كبير وأنت لاتستطيعينه). وأضافت العميدة (م. ع) أن إحدى المتعاقدات من جنسية عربية كانت تلح علي بالتنازل عن العمادة ولكني رفضت، وبسبب ذلك وجدت المحاربة التي بالفعل أشغلتني عن عملي وعطلت الكثير من مصالح الكلية فمدير التعليم عطل تكليفي بان أكون عميدة لمدة أربعة أشهر حتى ذهب ولي أمري إلى وكيل كليات البنات وشرح له عدم تسلمي عملي فقال له: (غريب لم ينفذ القرار إلا الآن) ولكن بعد 19 يوماً نفذ القرار ولدي أوراق تثبت ذلك فكيف بالله يمكن أن نعمل في هذه الأجواء غير الصحية أبداً. وتقول (م. ع) عندما وجدت النقص في قسم الاقتصاد تعاقدت مع اثنتين سعوديات حصلن على أفضلية المتقدمات وتقديرهن (ممتاز) ورفعت أوراقهن للوكالة وتمت الموافقة عليهن فجن جنونه لماذا تم التعاقد معهن؟ فبعد أن باشرن واستلمن أعمالهن سعى في إلغاء عقدهن حتى تم له ما أراد. ووجهنا للعميدة السابقة عدة أسئلة كانت على النحو التالي: ولكن الفوضى حصلت في عهدك وعهد العميدة الحالية؟ قالت: لم تكن فوضى بل كان النقص رهيباً في التوظيف بفعل فاعل فتخيل قبل حضوري كان عدد الموظفات 38 موظفة منهن 15 معلمة منتدبة و23 معلمة على بند محو الأمية فلما حضرت سحب المعلمات المنتدبات فلم يبق إلا واحدة، والتي على بند محو الأمية تعاقد مع 19 بعضهن حصلت لهن ظروف ولم يحضر بديلة لهن فلما حضرت العميدة الحالية قل العدد بكثير بل لم يجدد لهن. وتضيف تقول: عندما حضرت حاولت الاصلاح فقمت بإلغاء عقد متعاقدة غير سعودية لأنها تحمل بكالوريوس فقط حيث أن لدينا في هذا البلد من تحمل بكالوريوس وبكثرة. ما سبب وجود هذه المشاكل داخل الكلية تجيب العميدة السابقة (م. ع) وتقول: مدير التعليم في البكيرية هو السبب فتخيل أنه كان يرسل شكاوي غير صحيحة ولدي إثبات أنها كذلك كان يرسلها ل «الرياض» ضد بعض المتعاقدات على بند محو الأمية والتي تم التعاقد معهن وهذه الشكاوي اتضح أنها مزورة والادعاء الذي تحمله باطلة وغير صحيحة، هو كان يريد المشاكل لنا حتى يحرجنا في عملنا فلقد قال لي: (إن أنت قبلت العمادة سوف اسحب الباصات واسحب الموظفات واعمل واعمل) أليست هذه حرباً واضحة علينا. ولماذا هذه التصرفات من مدير التعليم؟.. مدير التعليم لم يكن يريدني عميدة فهو كان يريد العميدة السابقة غير السعودية والتي اكتشفت أنها طبيبة بيطرية ورقيت على درجة أستاذ تخصص نبات فما هي العلاقة بين الطب البيطري والنبات، أضف على ذلك أن الوكيلة وهي غير سعودية أيضا تحمل دكتوراه في التمريض. وهل لا زالتا في الكلية؟ لا.. الممرضة ألغيت أنا عقدها.. والبيطرية نقلت من كليتنا. وهل استطعت التطوير في الكلية؟ حاولت أن أطور وان احضر سعوديات للعمل طبعا يحملن مؤهلات تؤهلهن ليكتسبن الخبرة ثم يتم تعيينهن رسميا لكن بهذا الوضع لن يكون هناك تطور مع العلم أن فرصة الماجستير لم تتح لهن. لكن هناك احتجاجات من بعض الطالبات بعدم تدريس بعض المواد؟ بعض المواد سلمت لغير المتخصصات فيها والسبب عدم التعاقد مع سعوديات يحملن التخصص المناسب لهذه المواد برغم أن المتقدمات كُثر وللمعلومية من تم التعاقد معهن عن طريقنا لهذه المواد ألغيت من قبل المدير بحجة عدم الحاجة. هل من كلمة أخيرة؟ الحقيقة أن السعودة محاربة في الكلية من مدير التعليم فهو يحارب المرأة السعودية ويريد يثبت أنها غير كفء في العمل. معلمة سابقة بالكلية: طُلب مني عدم التوقيع وترك الكلية حالاً وتحدثت ل «الرياض» إحدى المعلمات المنتدبات للكلية حيث قالت: إن مدير التعليم كان يهدد العميدة السابقة بسحبنا من الكلية وكذلك سحب الباصات وبالفعل لم يطل بقاؤنا في الكلية، فقد تم نقلنا بسرعة من الكلية برغم حاجة الكلية لنا واكتسابنا الخبرة الكافية التي من الممكن أن تفيد العميدة المستجدة في العمل وذلك حسب وجهة نظري حتى لا نقوم بمساعدتها بعملها من خلال خبرتنا وتقليل عدد الموظفات حتى تضغط هي بالعمل لإجبارها على ترك العمل.. والشاهد على ذلك أن العميدة غير السعودية السابقة قالت لنا (إن المدير طلب مني عدم السماح لكن بالتوقيع على سجل الحضور وان تتركن الكلية حالا) وبالفعل خرجنا من الكلية في نفس اليوم. ولي أمر متعاقدة: شقيقتي وظفت من قبل الوكالة والمدير أخرجها من الكلية بالقوة أحد أولياء أمور المتعاقدات على بند محو الأمية قال ل «الرياض»: علمنا بحاجة الكلية لمتعاقدات على بند محو الأمية فتقدمنا لمدير إدارة تعليم البنات بالبكيرية من اجل التعاقد مع شقيقتي على البند ولكن كانت المفاجأة الكبيرة هو رد المدير بأنه لن يوظفها وانه يحب أن يتعاقد مع غير السعوديات لأنهن الأفضل من وجهة نظره وأن السعوديات لا يصلحن للتدريس في الكلية والكلية تحت تصرفي وأوظف فيها من أريد ولن يستطيع أحد أن يتدخل في خصوصياتي. ويضيف المواطن (ف) إنه بعد توظيفهن عن طريق الوكالة ومباشرتهن عملهن واستلامهن الجداول والتدريس لمدة ثلاثة أسابيع علِم المدير بذلك فهددهن وطلب منهن الخروج من الكلية بالسلم أو سيقوم بتصرف آخر وقام بإبعادهن عن الكلية ولم يصرف لها حتى مرتب المدة التي قضتها وزميلتها خلال هذه الفترة. ويقول المواطن (ف): وفي هذا العام كانت الكلية بحاجة إلى معيدة ولأن شقيقتي إحدى خريجات الكلية وبتقدير امتياز تقدمنا بطلب من اجل التعاقد معها ولكنه رفض رفضا قاطعا برغم انه أكد وجود وظيفة ولكنه يريد أن يوظف عليها من يريد ثم قام بالتلفظ علي بألفاظ لا تليق بمشرف على تعليم بناتنا وفلذات أكبادنا بل تجاوز الأمر ذلك وأغلق الخط الهاتفي بيني وبينه في اتصال من قبلي حدث من اجل الاستفسار عن رفضه رفع الطلب. مواطن: يجب تشكيل لجنة تحقيق للوقوف على أعمال تعليم البنات بالبكيرية أحد المواطنين قال أيضا ل «الرياض»: الوضع في تعليم البكيرية للبنات لا بد أن يحقق فيه وان يفتح الحوار مع جميع الأطراف من داخل الكلية من هيئة أعضاء تدريس ومن طالبات ومن أولياء أمور ومن معلمات في مدارس تابعة لتعليم البنات بالبكيرية ليخرج الجميع بنتيجة تنقذ التعليم الذي أصبحت الفجوة فيه كبيرة بين مديرها وبين المدارس ومنسوبيها. مدير التعليم يرفض الرد رسمياً مدير تعليم البنات بالبكيرية لم يرد على الاتهامات رسميا حيث تم استعراض حديث الطالبات والعميدة ووعد بالرد غير انه لم يرد وانتظرناه لمدة تفوق نصف شهر ولكنه أثناء مقابلتنا له في مكتبه تحدث بحديث جانبي قال فيه إن عميدة الكلية غير مؤهلة للقيادة وأنها سوف تبعد عن العمادة بعد رمضان وأنها سبب المشاكل التي تحدثت عنها بعض الطالبات، فهي لم تسير الوضع في الكلية بالطريقة الصحيحة لذلك سوف تكون هناك بديلة لها في القريب العاجل.