اعتبر مطور عقاري بارز أن اعلان شركة سابك الأخير الخاص بخفض أسعار حديد التسليح بقيمة تصل إلى 10% عن الاسعار المعلنة سابقاً، يعكس حالة من الركود العام في قطاع الانشاءات والبناء؛ خاصة في قطاعات البناء السكني. وقال ردن بن صعفق الدويش رئيس شركة الحاكمية للتطوير العقاري؛ أن التراجع العام في مبيعات مواد البناء وصل في بعض مكوناته إلى حوالي 65%، يمكن أن يكون من أفضل فرص التوسع في برامج الشراكة مع القطاع الخاص التي تعتمد في الاساس على المستهلكين المستحقين في برنامج الدعم السكني الحكومي، وبالتالي يمكن للقطاع الحكومي تأسيس مشروعات سكنية بتكلفة اقل، ويمكن للمطور العقاري أن يضمن بيع منتجاته من وقت مبكر، دون انتظار للتسويق، أو مصاعب التمويل الحالية. وشدد الدويش على أن مشروع المنطقة الشرقية الذي تشارك فيه شركة الحاكمية ضمن مجموعة المطورين فيه، تجربة مميزة في خلق برامج شراكة، نافعة، وتعزيز تنافسية سوق التطوير. في المقابل يواجه قطاع التسويق العقاري في المملكة، الكثير من المعوقات والإشكاليات التي تحد من انطلاقته ومواكبته للحركة العقارية النشطة التي استمدت قوتها من مشروعات وزارة الإسكان. ويؤكد عقاريون ومختصون حاجة السوق العقاري في السعودية إلى برامج تسويق متطورة وحديثة، تستطيع أن تسوق المنتجات العقارية بجميع أشكالها، سواء التابعة لوزارة الإسكان، أو التي ينجزها القطاع الخاص، متفقين على أن هناك قصورا واضحا في برامج التسويق العقاري المعمول بها في المملكة، مطالبين بتفعيل التسويق عبر وسائل الاتصال الحديثة، حتى يصل إلى أكبر شريحة من المواطنين المستهدفين. ويعد التسويق العقاري أحد الفروع التطبيقية لعلم التسويق، كما أنه من العلوم الأساسية في علوم الإدارة. ويسهم التسويق العقاري في نجاح أعمال الشركات العقارية، وترويج منتجاتها. ويؤمن التسويق العقاريون بأن التسويق العقاري الناجح يؤدي إلى إنتاج أفضل، بالإضافة إلى إرضاء الزبائن (العملاء)، فضلاً عن أنه يؤدي إلى تحقيق أعلى الأرباح للشركات العقارية. الإعلان العقاري وقد يختلط الأمر على بعض الناس، فلا يفرقون بين مفهوم "التسويق العقاري"، و"الإعلان العقاري"، و"الترويج العقاري". ويوصف "التسويق العقاري الفعال" بأنه "إنتاج ما يمكن بيعه من العقارات"، وليس "بيع ما يمكن إنتاجه من العقارات"، وتتجه الشركات التي تبيع ما يمكنها إنتاجه نحو المنتج العقاري، إذ إن المنتج العقاري يأخذ موقع الصدارة بالنسبة لها، ثم تفكر في الزبائن بعد ذلك، كما أنها تنظر إلى التسويق على أنه مجرد عملية إقناع الزبائن بالشراء. وتلعب المنافسة بين الشركات العقارية دوراً في إحداث المتغيرات الرئيسية في السوق العقاري المحلي، والإقليمي، والعالمي، والتي تؤثر على الاستراتيجيات الإدارية، والتسويقية، والمالية، والإنتاجية لكل شركة عقارية، وتتولد من هذه المنافسة الكثير من الافكار الجديدة والابتكارات التي تعزز مجال التسويق العقاري. مواكبة النهضة ويطالب العقاري حاتم الزهراني بتحديث اسلوب التسويق العقاري، على أن يتواكب مع النهضة العقارية التي بدأت مؤشراتها تظهر للعيان بحسب قوله. ويضيف: "لا يمكن الاعتماد على الوسائل القديمة في التسويق العقاري، بجلوس العقاري داخل مكتبه، ويمسك بسماعة الهاتف، ويتصل بزملاء له هنا وهناك، ليعرض عليهم منتجه العقاري، لعل وعسى يجد من يقبل عليه ويرغبه، أو أن يكتفي بتعليق لافتة على هذا المنتج، مكتوبا عليها كلمة "للبيع" أو "الإيجار"، فمثل هذا الأسلوب لم يعد مجدياً في المشاريع العقارية الكبيرة والضخمة، مثل التي تشرف عليها وزارة الإسكان الآن". نشر الاعلانات وأضاف "لم يعد أسلوب التسويق العقاري يعتمد على نشر الإعلانات في الصحف والمجلات، أو توزيع المنشورات، والتحدث مع عملاء عن طريق الهاتف، إذ ينبغي ألا نغفل نهضة الانترنت التي تشهدها المنطقة العربية، ومن هنا أدعو أن تعتمد جميع برامج التسويق العقاري على نهضة الانترنت، بنشر برامج التسويق العقاري عبر الشبكة العنكبوتية، التي يراها غالبية الناس ويستخدمونها في يومهم. خاصة إذا عرفنا أن وسيلة الاعلانات في الصحف أو التحدث مع البعض لاقناعهم بالمنتج العقاري، يظل محدوداً للغاية، ولا يصل إلى غالبية الناس المستهدفين". المقومات الأساسية ويصف العقاري طارق الغامدي "التسويق العقاري" بأنه أحد أهم المقومات الأساسية، التي تساعد على نجاح المشاريع العقارية الجديدة، ويؤكد أن تنافسا كبيراً بين شركات التسويق العقاري السعودية والأجنبية بدأ يطفو على السطح، ويسعى كل فريق منهم إلى ابتكار أساليب تسويقية جديدة، تتماشى وطبيعة كل مشروع عقاري، في مسعى للاستحواذ على سوق المبيعات، عبر لفت نظر عملاء السوق، وإقناعهم بأسلوب منطقي، مستخدمة أذرعاً تسويقية جديدة، تحقق لها الأهداف العامة التي سعت إليها. ويضيف أن "الاعتماد على المكاتب العقارية، لتنفيذ برامج التسويق العقاري، بات أمراً مستحيلاً"، مشيراً إلى أن "هذه المكاتب لا تواكب التطور الحاصل في القطاع العقاري، ولا تزال تعمل بطريق تقليدية قديمة، لا تغني ولا تسمن من جوع، إذ مازالت تعتمد على الطرق التقليدية القديمة، في تسوق المنتجات العقارية، وغالباً ما تعتمد هذه الطرق على العلاقات الشخصية، واللباقة في ترويج المنتج العقاري، وهذا وحده لا يكفي في هذه الأيام".