لأول مرة أشاهد برنامج (وجه لوجه) الذي تبثه قناة NEW T.V الفضائية اللبنانية وتقدمه المذيعة رانيا، وكان اللقاء مختلفاً في كل شيء ومكمن اختلافه وغرابته بضيفة البرنامج الدكتورة منى غريب.. وهذا البرنامج يقوم بعرض إحدى الشخصيات العالمية على الشاشة لعدة دقائق وأثناء عرض الشخصية المختارة تكون الدكتورة منى متابعة بدقة والقلم بيدها وتدون ملاحظاتها التي رصدتها من خلال حديثه وحركات يديه العفوية وملامح وجهه. وبعد ذلك وعلى ذمتها تبدأ الدكتورة تحلل الشخصية كيف ما تشاء، بمعنى أن أذنه تدل على أنه شخص كذا، وأنفه أيضاً تدل أنه كذا، وعينه كذا، إلى أن تصل بخرافاتها نهاية المرحلة التفصيلية عن هذا الشخص. الأهم في هذا الحديث أن الشخصية التي وقع عليها الاختيار هذه المرة يعد أشهر شخصية عالمية على الإطلاق وملأ اسمه العالم ووسائل الإعلام المختلفة طوال الفترة الماضية. طبعاً هو المحقق الألماني السيد ميليس مبعوث الأممالمتحدة للتحقق في قضية اغتيال السيد رفيق الحريري -رحمه الله- فتعالوا أعزائي لنقرأ سوياً ما دونته ملاحظات الدكتورة منى غريب حول هذه الشخصية العالمية. وأتى تفصيل الدكتورة للسيد ميليس ونحن اخترنا ما تيسر منه على النحو التالي: 1- الجفن يدل على أنه يسأل كثيراً ولا يأخذ الأمور بمسلماتها. 2- الوجه يدل على أنه كتوم وصبور ويصل الهدف ويعرف أن كلمته مسموعة. 3- العين تدل على أنه رجل صادق جداً ومخلص في عمله. 4- الأنف يدل على أنه هادي قليل الكلام. 5- الخط على الجانب الأيسر من وجهه يدل على أن لديه مشكلات أسريه وكلامه غير مسموع أسرياً أو ربما نشأ في أسرة فيها مشكلات. ثم سألتها المذيعة عن خبر نشر مفاده أن السيد ميليس يتلقى التوجيه والمعلومات من إسرائيل، هنا قالت الدكتورة بعجالة أبداً لم أشاهد في ملامح وجهه ما يدل على أنه يأخذ التوجيه من إسرائيل، واندفعت الدكتورة أشبه ما تكون بالمحامية عن السيد ميليس لتصفه بالشخص العادل الذي لا يمكن أن يظلم أحداً لذا لا يستمع ولا يقبل إلا الشيء الصحيح. وبعد أن انتهت من تحليلها للسيد ميليس، عرضت مقدمة البرنامج على الشاشة شخصية أخرى وهو السيد سليمان فرنجيه وزير الداخلية اللبناني الأسبق، وكان وزيراً للداخلية في الوقت الذي تم فيه تفجير موكب الرئيس الراحل الحريري. وحللت شخصيته على أن رأسه من الخلف فيه دفشة قدام يعني لديه كمية مخ كبيرة وحركة يديه وشفته السفلى تدل على أنه رجل كريم كثير السخاء وأنفه وعينه تدلان على أن صبره قليل ولا يحتمل وهو دقيق بالمواعيد وملامح وجهه تدل على أنه عايش على نظام اعتقاد منذ الطفولة. ووصفت له علاجاً سوف يشفيه من هذا الاعتقاد. والعلاج أن ينظر الوزير سليمان فرنجيه بعيونه نظرة حادة إلى تسعة اتجاهات ويشترط أن يكون رأسه ثابتاً ولا يحركه حتى ينتهي ويضع يداً على جبهته ويداً على مؤخرة الرأس ومع كل نظرة من النظرات التسع تقول لابد أن يستنشق الهواء وينفخه، وأكدت الدكتورة أن هذا العلاج بكل تأكيد سيساعد الوزير على إزالة رواسب الماضي والاعتقادات التي نمت معه منذ طفولته واختزنها عقله الباطني، وأن السيد فرنجيه بعدها سوف يشفى تماماً وينطلق من جديد إلى حياة الاعتقاد التي كان يعيشها قبل أن يأخذ وصفة العلاج التي شخصتها لمعاليه. وفي الختام إلى متى وقنواتنا العربية دون المستوى الذي يتطلع إليه الشارع العربي وذلك بتقديم البرامج المتميزة لإثرائنا بالمعلومات المفيدة والرقي بالمشاهدين عن مثل هذه البرامج الهابطة التي تستخف بعقول الناس إلى حد لا يصدق ولا يطاق.