«الأمن الصحي في الحج».. سلامة الحجاج أولويّة

الإستراتيجيات الصحية التي تطبقها المملكة لوقاية ضيوف الرحمن جعلها «مرجعية عالمية» في طب الحشود

يشكل جانب الأمن الصحي في الحج أولوية قصوى لدى الأجهزة المختصة في المملكة بهدف توفير بيئة مواتية للحجاج للانصراف في أداء الشعيرة بطمأنينة بعيدا عن أي تحديات أو مخاطر صحية قد تؤثر على أداء هذه الشعيرة العظيمة.
ويرى المتابع للسياسات الصحية التي تنتهجها المملكة أنه على الرغم من أن هذا العام هو الرابع الذي يهل فيه موسم الحج والبلاد تكافح فيروس «كورونا» المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، ولكن -ولله الحمد- مرت مواسم الحج الماضية بلا أوبئة، بفضل الله ثم بفضل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الجهات المختصة في هذا الصدد، وفي هذا العام تمت مضاعفة التحوطات الصحية ضمن الاشتراطات العامة التي تفرضها المملكة لضمان سلامة الحجاج.
تعزيز السلوك الصحي لدى ضيوف الرحمن يدعم الجهود الرسمية لضمان سلامتهم
ويمثل موسم الحج مناسبة استثنائية كبرى إذ يعد أكبر حشد بشري عرفه التاريخ، ما يحتاج إلى تعامل من نوع خاص، وإجراءات استثنائيه تضمن سلامة الملايين وقد تمرست المملكة، قيادة وحكومة وأجهزة رسمية وأهلية، في التعاطي الواعي مع الحج بتفاصيله، واكتسبت خبرات عالية في التعامل مع «الحشد الإيماني»، وتوفير أقصى متطلبات السلامة الصحية والأمنية لضيوف الرحمن.
وأصبحت المملكة مرجعية في المؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود والتجمعات البشرية الذي اختتم أعماله أمس بالرياض، إلى دعم تبادل الخبرات بين مراكز طب الحشود والمراكز العالمية للتحكم والسيطرة على الأمراض ومراكز البحوث المرتبطة، للكشف المبكر عن مسببات الأمراض الجديدة والمستجدة مع الحفاظ على الحقوق الفكرية للدول من الاكتشافات العلمية.
كافة الإمكانات الصحية سخرت لتوفير السلامة لضيوف الرحمن
حماية الحجاج من " كورونا"
يأتي من أهم الاشتراطات الداخلية التي تعكس حرص المملكة على سلامة ضيوف الرحمن أنها تشترط أولاً سلامة المتعاملين مع الحجاج، وخلوهم من الأمراض، ولذلك وجهت وزارة الصحة إدارات الشؤون الصحية في المناطق بربط صرف مستحقات "الصحيين" ومكافآتهم عن مشاركتهم في أعمال الحج بحصولهم على التطعيم ضد الأنفلونزا، وتأكيداً للحرص على تطبيق هذا التوجيه قام وزير الصحة خالد الفالح بأخذ جرعة التطعيم قبيل بدء موسم الحج.
وفي ذات الاتجاه، لما تم تأكيده عن علاقة الإبل ب"كورونا" في مرحلة من مراحل انتشار الفيروس تم حظر دخول الإبل للمشاعر المقدسة، حيث توصل المجلس الاستشاري في مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة، إلى وجود ارتباط وثيق بين الإبل والحالات الأولية لكورونا.
الإبل
وأوضحت د. حنان بلخي -المديرة التنفيذية لإدارة الطب الوقائي ومكافحة العدوى في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، عضو اللجنة العلمية الوطنية للأمراض المعدية بوزارة الصحة عضو الفريق الوطني لتقصي الوبائيات والأمراض المعدية- أن الإبل من أهم مصادر"كورونا"، وقد ثبت علمياً ووبائياً أن 20% من الحالات الأولية لها ارتباط مباشر بالإبل، ولذلك تعمل وزارة الصحة، مع الجهات المعنية، لمنع وجود الإبل في مناطق الحج والزيارة في مكة المكرمة والمشاعر، وحثت د. بلخي الحجاج على المحافظة على النظافة (نظافة اليدين والموقع)، والالتزام بآداب السعال والزكام.
وسائل التوعية
ولوزارة الصحة وسائل متعددة للتوعية ب"كورونا" وكيفية الوقاية منه، وأخذ التحوطات، وتشمل هذه الوسائل التوعوية التي تزود بها المستشفيات، وحملات الحج، ومنافذ الدخول: مطويات ولوحات إرشادية (بوسترات)، ورسوماً توضيحية (انفوجراف)، وفيديوهات، وتشير "الصحة" أن العوامل المحتملة لانتقال "كورونا" هي: الانتقال المباشر من خلال الرذاذ المتطاير من المريض أثناء الكحة أو العطاس، والانتقال غير المباشر من خلال لمس الأسطح والأدوات الملوثة بالفيروس، ومن ثم لمس الفم أو الأنف أو العين، والمخالطة المباشرة للمصابين، وإمكانية انتقاله عبر الإبل المصابة عن طريق الخفافيش............
وفضلاً عن الضوابط والإجراءات التي تطبق لتفادي الوباءات، وإلزام الحجاج بالوقاية، هناك اشتراطات صحية عامة وفي مقدمتها الإرشادات التي تقوم اللجنة العلمية بالإدارة العامة للتغذية في وزارة الصحة بإعدادها ليطبقها الحجاج ويلتزموا بها حتى يتم الحج بعيداً عن أي مضاعفات صحية.
الأجهزة الصحية تمرست في التعاطي مع التحديات الصحية في الحج
معايير اختيار المطاعم
ووضعت اللجنة العلمية بالإدارة العامة للتغذية في وزارة الصحة معايير لكيفية اختيار الحاج المطاعم المناسبة خلال رحلته، ومن ذلك أخذ النظافة في الحسبان بالنظر إلى المكان قبل الجلوس وطلب الوجبة والنظافة تشمل: نظافة المكان، الأدوات المستخدمة، نظافة العاملين بالمكان ومن المهم أيضاً الحرص على طلب وجبة مطهية إلى درجة النضج وخاصة اللحوم والبيض لأن الوجبات غير كاملة النضج من أكثر أنواع الطعام سبباً في وقوع حوادث التسمم الغذائي ولا ينصح بتناول البيض النيء والذي قد يوجد بشكل غير واضح في المأكولات التي يدخل في تركيبها البيض أو السلطات والمعيار الرابع هو التأكد من درجة تبريد الأطعمة، والحرص على أن تقدم الأطعمة المطبوخة ساخنة وتنصح اللجنة العلمية الحاج بتجنب تناول الأطعمة غير المعرفة له والتي قد تؤثر على جهازه الهضمي.
مضاعفات السكري
ومن متطلبات مريض السكري في الحج أن يحمل معه دائماً قوالب من السكر أو حلوى عند قيامه بالطواف والسعي ورمي الجمرات حتى يستطيع تناولها إذا شعر بأعراض انخفاض السكر في دمه وبهذا يتفادى حدوث الدوخة أو الغيبوبة، إلى جانب الحرص على تناول الدواء والغذاء في الوقت المحدد دون إهمال أياً منهما حتى لا يكون هناك مضاعفات تعيق الحاج من أداء مناسك الحج، والإكثار من شرب والسوائل، والراحة والاسترخاء أطول وقت ممكن ومحاولة عدم الاجهاد، وفي حالة تناول الأدوية يجب أخذ كمية كافية وحفظه بطريقة صحيحة مع الحرص على تناوله في مواعيده المحددة، وإضافة للنصائح والإرشادات التي أعدتها اللجنة العلمية، يشير د. بادي العنزي -استشاري الغدد الصماء وسكري الاطفال-، إلى ضرورة تسجيل نوع الأنسولين المستخدم ومقدار الجرعة، ليسهل على مرافقي الحاج التعامل معه في حال الطوارئ، كما ينصح د. العنزي الحاج صاحب السكري بمعرفه اقرب صيدلية ومستشفى لمقر سكنه للوصول إليه في أسرع وقت في حال الضرورة، ويؤكد أهمية وضع بطاقة تعريفية عن حالته والأدوية التي يستخدمها.
د. توفيق خوجة
د. زياد ميمش
ومن النصائح التي تقدمها وزارة الصحة لمريض الكلى مراجعة الطبيب المعالج قبل الذهاب الى الحج واتباع ارشاداته بدقة، وفي حالة الغسيل الكلوي يجب حجز مكان في مستشفى قريب لعمل الغسيل الكلوي حسب ارشادات الطبيب، والالتزام بالنظام الغذائي (المحدد من قبل أخصائي التغذية العلاجية)، والاعتدال في تناول السوائل حسب الحالة، وتجنب الاطعمة العالية في محتواها من الملح، وتناول الأدوية في مواعيدها بانتظام، وأيضاً تجنب التعرض لأشعة الشمس وحمل شمسية للوقاية مع الحرص على أخذ قسط كاف من الراحة.
مرضى الفشل الكلوي
من جهته قال د. خالد السعران -الاستشاري في طب الأطفال وأمراض الكلى، رئيس قسم كلى الأطفال بمدينه الملك سعود الطبية، والأستاذ المشارك غير المتفرغ بكليه طب جامعه الفيصل-: مرضى الفشل الكلوي الحاد لا يسمح لهم بأداء الحج لعدم استقرار حالتهم الطبية، كذلك مرضى الفشل الكلوي المزمن غير المستقرة حالتهم الطبية (ويدخل في ذلك المصابون بأمراض القلب والسكري والكبد) لحين استقرار حالتهم الطبية، ومرضى زراعة الكلى لا يسمح لهم بالحج الا بعد انقضاء سنة على الأقل من عملية الزراعة.
ويضيف: بالنسبة للمرضى الذين يعتمدون على الغسيل الدموي عليهم التنسيق مع وحدات الكلى بالمشاعر المقدسة لحجز مواعيد الغسيل أو يطلبوا من مركزهم الحالي التنسيق لهم، أما بالنسبة لمرضى الغسيل البريتوني فعليهم أخذ المحاليل التي تكفيهم فتره الحج والتنسيق مع الحملة حول تخصيص مكان لتغيير المحاليل.
ومن الإرشادات التي ينصح بها مرضى ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب باتباعها في الحج: تناول الأغذية القليلة المحتوى من الأملاح والدهون، والابتعاد عن تناول المعلبات والأطعمة المحفوظة، والامتناع عن التدخين، وعدم التعرض للإجهاد البدني الذي ربما يسبب بعض المشاكل القلبية، والالتزام بتناول الأدوية في أوقاتها المقررة مع تجنب الزحام في أوقات الذروة، وتجنب شرب الشاي والقهوة بأنواعها، وعدم التعرض للشمس وحمل الشمسية للوقاية واخذ قسط كاف من الراحة والنوم.
د. محمد كردي
د. بادي العنزي
مرضى القلب
وعن الإرشادات الخاصة بمرضى القلب أوضح د. محمد كردي -استشاري اول أمراض القلب والقسطرة القلبية، رئيس وحدة القلب والقسطرة للكبار بمستشفي الحبيب التخصصي- 9 نصائح مهمة مشيراً إلى أن اداء فريضة الحج يتطلب جهداً غير معتاد من تعرض لدرجات حرارة عالية والمشي لفترات قد تكون اكثر مما تعود عليه الحاج، اضافة الى الزحام الشديد ما يؤدي إلى نقص في الأوكسجين في المناطق المزدحمة، كما أن الحاج يتعرض إلى تغير كامل في نمط الحياة من تغير في ساعات النوم والراحة والاكل، ولذلك فمريض القلب يجب ان يدرك أن الوقاية خير من العلاج، وعليه استشارة الطبيب قبل العزم على مشروع الحج حتى يتم تقييم حالته ومعرفة ان حالته القلبية مستقرة ويستطيع الحج، ويفضل ترتيب الحج مع حملات تكون مجهزة بالعيادة لمتابعة حالته خلال فترة الحج
الطوارئ
وينصح الحاج بأن يكون معه تقرير طبي عن حالته، وزيارة طبيب الحملة عند الوصول لمعرفة حالته ومتابعتها، وأخذ علاجات كافية ووضعها في حافظات مبردة حتى لا تتلف، وتجنب الجفاف باستخدام كميات كبيرة من الماء (إلا في حالة فشل عضلة القلب)، وعدم المشي لوقت طويل وفي ساعات الذروة حيث قد يعرض نفسه للجفاف وارتفاع في الضغط واحتمال هبوط في الدورة الدموية لو تطورت الحالة ولم تعالج مبكرا، وتجنب الزحام قدر المستطاع، وعلى الحاج المريض بالقلب عدم أداء المناسك وحيداً بدون وجود شخص يعرف أوضاعه الصحية، وإذا كان الحاج من المرضى الذين يعانون آلاماً في الصدر ولكن حالته مستقرة وسمح له الطبيب بالحج، فيجب عليه حمل علاج توسيع الشرايين والأسبرين في جيبه، حتى يستخدمه اذا احتاجه، وفي حالة حدوث تغير في حالة المريض (ظهور أعراض مثل آلام الصدر أو كتمة او انتفاخ في القدمين او تسارع في ضربات القلب ودوخة) يجب مراجعة الطبيب في الحملة مباشرة وعدم التعرض لأي اجهاد.
إرشادات للحوامل وكبار السن
ومن الفئات التي تحتاج إلى تعامل خاص في التغذية خلال الحج كبار السن والنساء الحوامل، فهاتان الفئتان لديهما اوضاع خاصة وإرشادات لابد من اتباعها حرصاً على السلامة فالحاج المسن عليه الاهتمام بالغذاء أثناء الحج وتجنب الأطعمة الغنية بالأملاح والدهون خاصة الدهون الحيوانية والأغذية الغنية بالكوليسترول مثل المقليات وصفار البيض، ومن النصائح الغذائية المهمة الأكل ببطء والمضغ جيداً وعدم ملء المعدة، والإقلال من المخللات والتوابل والمنبهات مثل الشاي والقهوة، والإقلاع عن التدخين وتجنب الإجهاد والتعب.
ومن الإرشادات التي يرى الأطباء أن تتبعها المرأة الحامل الحرص على التغذية المتوازنة المحتوية على جميع العناصر الغذائية وعدم اهمال أي وجبة، والإكثار من شرب الماء والعصيرات الطبيعية المعلبة لتجنب الإمساك والجفاف وتجنب المنبهات كالقهوة والشاي، وأيضاً تجنب الأطعمة الدسمة والمخللات والبهارات والحوامض تجنبا للحموضة، والاكثار من الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية تجنبا للإمساك، وتناول فقط الأدوية الموصوفة من الطبيب المعالج بانتظام، وتجنب الازدحام وأشعة الشمس والاجهاد واخذ قسط كاف من النوم.
متى ينصح بتأجيل أداء الحج
يقول د. زياد ميمش -استشاري الأمراض المعدية-، إنه نظراً لحساسية أوضاع كبار السن وذوي الامراض المزمنة فيفضل أن يؤجلوا الحج إذا أمكن لأدائه في ظروف أفضل، ومن قرر منهم الحج وشرع فيه ينصح بلبس الكمامات في الأماكن المزدحمة وتغييرها بصفة دورية (كل ثماني ساعات) أو إذا تبللت الكمامة.
وأكد على عدم مخالطة من يشكو من أعراض نزلة تنفسية، ومن يصاب بأعراض نزلة تنفسية عليه تغطية الفم والانف عند العطاس، واستخدام مطهرات بصفة دائمة لتطهير الأيدي والتخلص من المناديل في حاويات النفايات، أخذ تطعيم الانفلونزا الموسمية قبل الحج بأسبوعين، والتأكد من أخذ تطعيم الحمى الشوكية إذا مضى 3 إلى 5 سنوات من آخر جرعة، ومن النصائح التي يؤكد عليها ميمش لكبار السن ولمرضى الأمراض المعدية ولغيرهم من عامة الحجاج عدم الاكل من باعة الطرق، واستخدام الشمسيات في الأماكن المكشوفة وشرب كميات كبيرة من السوائل.
حج بلا آلام مفاصل
وليكون الحج سهلاً وبلا آلام في العظام يقول د. عثمان القصبي -أخصائي أول علاج طبيعي للعظام والعضلات والمفاصل- إن الحاج يبذل جهداً بدنياً غير عادي ما يضع ضغطاً مضاعفاً على المفاصل والعضلات ويتسبب في زيادة ألم المفاصل أو ظهورها ويمكن التخفيف من ألم المفاصل من خلال احتياطات يتبعها الحاج تساعده على أداء المناسك بشكل أفضل ومن ذلك أداء تمارين الاستطالة لحماية العضلات من الشد العضلي الناتج عن الجهد العضلي العالي، والاستعداد قبل الحج بتقوية العضلات حول المفاصل، وخاصة مفاصل الأطراف السفلية، واستخدام كمادات الثلج أو مراهم أو بخاخات التبريد عند الشعور بألم أو بعد أداء المناسك المجهدة للمفاصل، وكذلك استخدام الأدوات المساعدة للحركة لحماية المفاصل المصابة، مثل استخدام العصا أو الكرسي المتحرك وإذا كان المفصل قد تعرض لإصابة سابقة ينصح باستخدام الأربطة حول المفصل لحمايتها، والحرص على شرب الماء والتغذية المناسبة، ومن الضرورات لبس الحذاء المناسب لتخفيف الضغط على المفاصل، وللرجال أثناء الإحرام اختيار النعل الطبي الذي يحافظ على تقوسات القدم وفي نهاية اليوم وبعد أداء المناسك يمكن رفع الأقدام أعلى من مستوى القلب وتحريك مفصل الكاحل بشكل دائري، وذلك للتقليل من التورم الذي قد يحصل في الأقدام نتيجة تجمع السوائل، ولتنشيط الدوره الدموية يمكن استخدام الأدوية والمراهم المسكنة عند الحاجة.
ضيوف الرحمن يحضون بكل وسائل السلامة
تعميم دولي
وأكدت وزارة الصحة ممثلة في الوكالة للصحة العامة من خلال الاشتراطات التي توجهها للدول ليلتزم كل الحجاج بهذه الاشتراطات وركزت الاشتراطات الصحية لهذا العام على الحمى الصفراء، والحمى المخية الشوكية، وشلل الأطفال، والتطعيم ضد فيروس الأنفلونزا الموسمية وفيما يخص إجراءات الإيبولا فقد قررت الصحة استمرار منع تأشيرات دخول القادمين من دول غينيا وسيراليون للمملكة نظراً لأن منظمة الصحة العالمية ما تزال تؤكد استمرار تفشي وباء الحمى النزفية الايبولا في الدولتين وتتابع الوزارة تتابع التطورات الوبائية للأمراض أولاً بأول ولديها لجنة وطنية علمية تراقب تطورات الأمراض على المستوى الدولي والوطني ويتم إبلاغ كافة الجهات بأي تعديل يطرأ على الاشتراطات.
متطلبات الدول الموبوءة
وبناء ذلك يطلب من القادمين من الدول الموبوءة بالأمراض المحددة في الاشتراطات تقديم شهادة تطعيم صالحة تفيد التطعيم قبل الوصول للمملكة (حسب كل مرض)، كما يفرض على الطائرات والسفن ووسائط النقل المختلفة القادمة من البلدان المعلنة أنها موبوءة بهذا المرض إبراز شهادة صالحة تفيد بإبادة الحشرات (البعوض) من على متنها.
وإمعاناً في الحرص على الوقاية من الحمى المخية الشوكية، فإن القادمين من "دول الحزام الإفريقي" يتم تطعيمهم في منافذ الدخول إضافة إلى تطعيم الذين حصلوا عليه في بلدانهم وكذلك القادمين من الدول التي ينتشر فيها شلل الأطفال.
تعزيز السلوك الصحي في الحج
ترتكز طرق الوقاية من فيروس»كورونا» والحد من انتشاره، وفق إرشادات وزارة الصحة بصورة خاصة على تعزيز السلوك الصحي، مثل: المداومة على غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون أو المواد المطهرة الأخرى التي تستخدم لغسل اليدين، خصوصاً بعد السعال أو العطاس، واستخدام دورات المياه، وقبل التعامل مع الأطعمة وإعدادها، وعند التعامل مع المصابين أو الأغراض الشخصية لهم، وكذلك تجنب ملامسة العينين والأنف والفم باليد، فاليد يمكن أن تنقل الفيروس بعد ملامستها الأسطح الملوثة بالفيروس، وتجنب الاحتكاك بالمصابين، واستخدم المنديل عند السعال أو العطس وتغطية الفم والأنف به، والتخلص منه في سلة النفايات ثم غسل اليدين جيدًا وإذا لم يتوافر المنديل، فيفضل السعال أو العطس على أعلى الذراع وليس على اليدين، ولبس الكمامات الواقية في حالة الإصابة بأي مرض أو عند زيارة الحالات المصابة، والحفاظ على النظافة العامة، والتزام العادات الصحية مثل غسل الفواكه والخضار جيداً قبل تناولها والتوازن الغذائي والنشاط البدني وأخذ قسط كافٍ من النوم، فذلك يساعد على تعزيز مناعة الجسم.
«سوار المعصم» يحفظ التاريخ الصحي للحاج
وعن الدور الذي تقوم به بعثات الحج الطبية في الحفاظ على صحة حجاج بيت الله الحرام قال د. توفيق خوجة المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون أن هناك تعاونا وتنسيقا كاملا مع وزارة الصحة بالمملكة والبعثات الطبية الخليجية حيث اهتم بهذا الموضوع وزراء الصحة بدول مجلس التعاون وذلك منذ مؤتمرهم السادس عام 1979م الذي تم بموجبه اعتماد نموذج البطاقة الصحية للحجيج وتعميمها على الدول الأعضاء وإيجاد حيز فيها خاص بتسجيل التطعيمات التي تقررها الصحة السعودية ووضع شعار المكتب التنفيذي عليها، كما أكد المؤتمر على أهمية أن تقوم كل دولة بتقديم إحصائية وبائية عن حجاجها كل عام على أن تقوم المملكة بإعداد إحصائيات نهائية تمد بها الدول لتستفيد منها، كما وافق الوزراء على دليل العمل الذي اقترحته اللجنة الفنية والخاص بالإسهال وضربات الشمس والأمراض السارية التي تكشفها الفئات الطبية، وأوصى الوزراء بأهمية تكثيف حملات التوعوية الصحية للحجاج قبل سفرهم من بلادهم ودراسة إمكانية توحيد برامج التثقيف الصحي للحجاج في جميع الدول الأعضاء علاوة على العديد من الاجتماعات والنشاطات المكثفة التي قام بها المكتب التنفيذي والدول الأعضاء خلال مواسم الحج الماضية، كما أكدت لجنة الحج الخليجية على الاهتمام بصحة البيئة بالنسبة للحجاج وذلك من خلال التفتيش المستمر على أماكن السكن، وإلزام المطوفين بذلك مع مراعاة الشروط الصحية في أماكن إعداد الطعام والشراب ودورات المياه، وتوفير أجهزة التكييف المناسبة، وتأمين الاتصالات بين الحجاج وبعثاتهم حتى تستطيع البعثة الطبية القيام بواجبها بسرعة وإرسال سيارات الإسعاف لنقل المرضى عند الضرورة، كما اقترحت اللجنة في اجتماعها الأخير "أسورة المعصم" البلاستيكية التي يسهل وضعها في معصم الحاج وتضم بعض المعلومات الهامة عنه وعن صحته كما اقترحت إدماج أنشطة البعثات الطبية بالمشاعر في المرافق الصحية السعودية على أن يعمل أعضاء البعثات مع زملائهم العاملين بهذه المرافق كفريق عمل متكامل خاصة بعد التغطية الشاملة للمشاعر بالمستشفيات والمراكز الصحية السعودية.