على الرغم من الصوت القوي الذي تصدره الكرة السعودية في كل مرة تلعب أنديتها بطولة كأس آسيا إلا أن آذان الاتحاد الآسيوي صماء لا تسمع صوت الاحتجاج، ولا تقرأ خطاب الاعتراض، فمنذ اعوام وعبث اتحاد القارة ينهش جسد الأندية السعودية في مشاركاتها الخارجية من سوء تحكيم ومراقبين وعبث فاضح يقتل كل طموح تحمله أندية الوطن معها خارجياً، فلا يكاد يغيب مشهد حارس سيدني وهو يلتقط قدما عبدالله الزوري بدلاً من الكرة داخل منطقة الجزاء إذ ضج الملعب كاملاً وظلت صافرة الياباني نيشيمورا وحدها صامتة بين قرابة 100 ألف صوت بالملعب، ليلة ذلك النهائي الآسيوي رسم اتحاد القارة صورته في أذهان الرياضيين السعوديين بأنه الاتحاد الأكثر سوءاً وعبثاً حين يحال تحكيم نهائي مهم إلى حكم ذي إمكانات متواضعة وعلى مشارف الاعتزال. كانت هذه واحدة من أشياء عديدة تتعرض بها الأندية السعودية للظلم والمعاناة في كل جولة آسيوية لكن الأمر الدائم والمتكرر كان سوء استقبال الأندية السعودية في إيران، فكلما وضع ناد سعودي رحاله في مطارات ايران بدأت حملة المضايقات من سوء استقبال الفريق وتأخيرهم بالمطار من دون وجه حق مروراً بإسكانهم فنادق غير مجهزة بشكل يليق نهاية بالهتافات العنصرية التي تتصدر مدرجات الكرة الإيرانية فكانت تسمع من الجميع إلا اتحاد القارة لا يسمع شيئاً يستحق فرض العقوبة عليه. ازدادت معاناة الأندية السعودية مع تجاهل اتحاد القارة لما تتعرض له من مضايقات على الأصعدة كافة ولعل آخرها كان ما حدث للهلال في لقاء لخويا الأخير حين تجاهل حكم المباراة ركلة جزاء واضحة وألغى الحكم المساعد هدفاً صحيحاً للمدافع البرازيلي ديغاو لتفجر هذه المباراة غضب الشارع الرياضي في السعودية وعلى وجه الخصوص الجماهير الهلالية ومنسوبي النادي اللذين اتهموا اتحاد القارة بالوقوف ضد ناديهم في مشواره الآسيوي. د. حميد الشيباني وفي غمار غضب الهلاليين حطت لجنة الانضباط باتحاد القارة أمتعتها في السعودية لإقامة ورش عمل بالتعاون مع اتحاد الكرة جاء على هامشها أولاً تصريح سكرتير اللجنة جيمس كيتشنغ الذي برر ساحة تجاهل احتجاجات الأندية السعودية بأنه ربما يكون مراقب المباراة ذاتها لا يفهم ما تحمله اللافتات المسيئة بحق الأندية السعودية، وهذه واحدة من مصائب اتحاد القارة فكيف لمراقب مباراة لا يفهم شيئاً في الملعب؟ فكان ولا بد أن يكون مراقب المباراة ملماً بكل تفاصيل البلد التي تلعب فيها المباراة حتى لو تطلب الأمر الاستعانة بمترجم خاص، أعقبها بيوم نشر مصادر صحافية عن ما دار في اجتماع الرئيس العام لرعاية الشباب ونائب رئيس لجنة الانضباط الآسيوي حميد الشيباني الذي قال نقلاً عن هذه المصادر: "المشكلة في التقارير التي تصل من الاتحاد السعودي وممثلة المرافق للنادي عند خوضه لمباراة خارج الوطن وإدارات الأندية أيضاً وكثير منها غير واضح وغير مدعم بالأدلة". وقبل التعقيب على حديث الشيباني عن ضعف ممثل اتحاد الكرة تجدر الإشارة إلى أن الهلال وعبر رئيسه السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد سبق لتدوين كل ما تعرض له الهلال من مضايقات في إيران ورفعت لاتحاد القارة دون أي نتيجة تذكر . وعوداً على حديث الشيباني عن ضعف الممثل لاتحاد الكرة والذي يرافق بعثة أي نادٍ سعودي للخارج فهذه مصيبة إن كان الخلل فعلاً مصدره جهل هؤلاء الممثلين بلوائح اتحاد القارة أو عدم فهمهم لكيفية تقديم احتجاج متكامل فإن ذلك يعني أن كل ما حدث للأندية السعودية من مضايقات وإساءات يتحمله المراقبون لاتحاد الكرة الذي بات اليوم محاصراً بتهمة جديدة في ضعف ممثلوه مع البعثات السعودية خارجياً وعليه أن يرد بشكل واضح على اتهامات الشيباني وتبرئة ساحته أمام الشارع السعودي، فإن صمت اتحاد الكرة يعني إقراره لحديث نائب رئيس لجنة الانضباط في تحميل ممثليه مسؤولية ضعف صوت الأندية السعودية التي تشارك خارجياً، خصوصاً أن الأندية قد دفعت ثمناً في فرض عقوبات عليها والتغافل عن عقوبة أندية أخرى سواء كانت إيرانية أو غيرها، صمت اتحاد الكرة على حديث الشيباني سيكون نقطة سلبية تحسب عليه في وقت لابد أن تكون هناك ردة فعل مدعمة بإثباتات على احتجاجات قدمها اتحاد الكرة لنصرة أنديته في المشاركات الآسيوية، سيكون الأمر صعباً تقبله إن كان الظلم الذي تواجه أنديتنا السعودية في مبارياتها الخارجية يتحمله بالمقام الأول ضعف دور ممثلي اتحاد الكرة فحينئذ لا يمكننا ملامة الاتحاد الآسيوي على ما فيه من سوء تعامل وعبث واضح، فطالما جاء الخلل من اتحادنا المحلي فإنه علينا إصلاح الخلل أولاً من اتحاد الكرة ثم البحث عن إصلاحه في الاتحاد الآسيوي بعد ذلك. أخيراً.. كثيراً دفعت الأندية السعودية ثمن المجاملة في الاتحاد الآسيوي من سوء تحكيم كصافرة نيشيمورا التي حرمت الهلال لقباً آسيوياً مستحقاً أو من سوء ضيافة، كما يحدث على الدوام في إيران للأندية السعودية وقد حان الوقت أن ينتهي كل ذلك أمام أنديتنا السعودية ولعل الأمر يبدأ أولاً من تبرئة اتحاد الكرة نفسه من هذه التهم.