أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن صدمتها الشديدة بسبب مأساة العثور على جثث لاجئين في شاحنة مهربين بالنمسا. وقالت ميركل أمس الخميس على هامش مؤتمر بحث أزمة زيادة تدفق اللاجئين من دول غرب البلقان في فيينا: "نشعر جميعاً بالصدمة من هذا الخبر المروع" وأضافت "إنهم كانوا أشخاصًا في الطريق للبحث عن الأمن والحماية، واضطروا لمواجهة هذا الموت المأساوي". وأشارت إلى أن هذا الحادث يعد إنذاراً لأوروبا لحثها على المضي قدما في فكرة التضامن والتوصل إلى حلول لمشاكل اللجوء. وأكدت المستشارة الألمانية أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بالعمل على إحداث السلام في الدول التي تعاني من حرب. وشددت على ضرورة مساعدة الأشخاص الذين تتعرض حياتهم للتهديد ويواجهون حالة ميؤوس منها. وقالت: "إن أوروبا بصفتها قارة غنية فهي قادرة -وفقا لقناعتي الراسخة- على التصدي لذلك". يذكر أن الشرطة النمساوية أعلنت في وقت سابق من يوم أمس العثور على 20 إلى 50 جثة للاجئين على متن سيارة مهربي بشر على إحدى الطرق السريعة. من جهته دعا رئيس الحزب الاشتراكي في ألمانيا زيجمار جابرييل إلى مواجهة التحريض اليميني ضد اللاجئين والأجانب بصورة حاسمة. وقال جابرييل أمس الخميس خلال زيارة قام بها إلى مركز استقبال المتقدمين بطلبات اللجوء في مدينة إنجلهايم بولاية راينلاند بفالتس غرب البلاد: "علينا ألا نسمح بتمرير التحريض ضد الأجانب بيننا". وقال جابرييل أن على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك ازالة جميع المنشورات العنصرية فورا وبصورة دائمة، ولكن كل مواطن مدعو أيضا إلى مواجهة التصريحات المعادية للأجانب في دائرته التي تحيط به. ووصف رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي تزايد عدد الاعتداءات التي تقع على مقار اللاجئين الأجانب بأنه "إرهاب يميني"، مؤكدا في الوقت ذاته على أن هذه السلوكيات لا تنتمي إلى ألمانيا. وأشار جابرييل إلى أن المجتمع على استعداد تام لمعاونة اللاجئين، مبيناً أن هذا وضع يختلف عن فترة التسعينيات من القرن الماضي، مؤكدا بالقول: "لقد صارت ألمانيا دولة تشارك الآخرين مشاعرهم". وذكر زعيم الاشتراكيين أنه بالنظر إلى التزايد السريع في أعداد اللاجئين فإنه لا بد من التحسب لزيادة الصراع، مبينا بالقول: "على الرغم من ذلك فإنني على قناعة بأن بلادنا ستتجاوز الأمر". وقالت مالو دراير رئيسة وزراء الولاية والتي تنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي أيضا ورافقت جابرييل خلال زيارته، إن تزايد المهاجرين لا يشكل ازمة مطلقاً لالمانيا. إلى ذلك ذكر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير أن عدد اللاجئين على طريق البلقان ازداد بنسبة أكثر من 600 بالمئة مقارنة بالعام الماضي. وفي المقابل أوضح أن الزيادة في أعداد اللاجئين الذين جاءوا عبر البحر المتوسط، تراوحت بين 5 و10 بالمئة فقط، وقال: "يعد ذلك امرا غير متوقع". ووفقا للشرطة الاتحادية، يأتي حاليا 750 إلى 800 لاجئ يومياً عبر الطريق البري من اليونان عبر مقدونيا وصربيا وصولاً إلى المجر. وأضافت الشرطة أن هؤلاء اللاجئين ينحدرون بصفة خاصة من أفغانستان وسورية والعراق.