تجددت التظاهرات الشعبية في منطقة البقاع في شرقي لبنان احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات وتردي الوضع الاقتصادي، فيما تتخوف بعض الأوساط السياسية من أن تتحول إلى شرارة أمنية شبيهة بما حدث في تظاهرة الصيادين في صيدا في العام 1975، والتي تسببت في اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، خصوصاً وأن بعض الجهات السياسية تعمل إلى تحويل هذه التظاهرات إلى ما يشبه «انتفاضة» ضد الحكومة اللبنانية وتوجهاتها السياسية، وبما يخدم أغراضاً خارجية. واللافت أن هذه التظاهرات بدأت في مدينة بعلبك معقل نفوذ «حزب الله»، حيث أشعل المتظاهرون الإطارات المطاطية وقطعوا الطرقات، كما تم إحراق سيارتين على غرار ما حصل في فرنسا، احتجاجاً على عدم تلبية الحكومة مطالبهم بتخفيض سعر صفيحة المازوت خلال فصل الشتاء. وكاد الأمر أن يتطور إلى أعمال شغب أوسع عندما حصل تدافع بالأيدي بين بعض المحتجين وعناصر الجيش اللبناني لو لم يتم تدارك الأمر، ولوحظ وجود عناصر ومؤيدين «لحزب الله» في جميع نقاط الاحتجاج. وانتقلت التظاهرات أمس إلى زحلة، بدعم من «التيار الوطني الحر» الذي يرأسه العماد ميشال عون، و«الكتلة الشعبية» برئاسة النائب ايلي سكاف، لكن هذه التظاهرة انحصرت أمام سراي زحلة، حيث ردد المتظاهرون هتافات ضد «الحكومة البعيدة عن مشاكل شعبها» ولف الكثير منهم أنفسهم بالحرامات الصوفية تعبيراً عن المعاناة على أبواب فصل الشتاء. وتحدث في هذا الاعتصام كل من النواب سكاف وسليم عون وحسن يعقوب وعاصم عراجي. في هذا الوقت تواصلت عملية قطع الطرقات واحراق الإطارات على طريق عام بعلبك - زحلة، وتجمع عشرات من الشباب والنساء وهم يرددون الهتافات المطالبة بتحسين الوضع المعيشي وتخفيض سعر المازوت، فيما انتظر عناصر الجيش المعززون بالآليات على الطرق الرئيسية، وتولت عناصر قوى الأمن الداخلي بمؤارزة سيارات الإطفاء التابعة للدفاع المدني العمل على إعادة فتح الطرق وتحويل السيارات العابرة إلى طرق آمنة إلى حيث انتهاء التحرك.