يا هل الفاطر اللي فوقها من كل دشنٍ جديدٍ غالي سلموا لي عليه إن كان جيتوا صاحبي يا هل المامونه عاش من ناشني من عشرته هملول صيفٍ حقوقٍ يالي ربعت منه وديان الظماير واستتمت وهي مصيونه انشدوا نور عيني عن حواله واشرحوا له سراير حالي هو منون علي بحاجتي ولا درا فاكتبوا مضمونه كان هو مقبل لي لو نحيت بعيد ما نيب عنه سالي وان نساني وصد وسج مع غيري قويت العزا من دونه والله اللي اعبد ما شيف دينٍ صدق ما يجرح الرجالي غير حست صديقٍ داخليه والمخاليق ما يوحونه كل من لايصانع بالجميل لو كان أصيلٍ عالي مثل من لا يبر بوالديه ويخلف السنه المسنونه يا وجودي على ما فاتني هيهات يوم الشراب ازلالي يوم عيني على طرد المها وملاقفه بالهوى مفتونه خانت الوقت كدر ما صفا من لذته جمل الله حالي صابرٍ صبر مضهود الجمل والنفس في وليته مرهونه هب يا حظي اللي بعد الغالي وحط البغيض قبالي والنصيب الردي ما يدرك لطنطانة الدانه المصيونه كل ما جيت ابا انها القلب عن ما فات عيني قليلة والي تعترضها صواديف الزمان وتبتليها وهي مجنونه عدل والله يحب العدل واللي ما يحبه ضميره خالي مثل من لا يعرف البا من الطا والعرب خطهم يقرونه عين شيهانةٍ تطلب علفها وكرها في رفيع الجالي ما بذرت الجميل الا وانا يوم ابذره خابرٍ ماعونه الشاعر: هو سليمان بن ناصر بن شريم من بني زيد شاعر مجيد أجاد فن المحاورة والنظم على البحور الطويلة توفي رحمه الله عام 1363ه. دراسة النص: يتميز هذا النص بأنه من الألحان المطولة التي تعتمد على تكرار تفعيلة البحر الذي بني عليه النص ويسمونه لحن موسر او طرق معوسر لا يتمكن منه جيداً سوى من يتمتع بطول النفس وقوة الصوت التي تساعده على إكمال الشطر دون توقف، وهذا الأسلوب مشهور في قبائل منطقة مكة وغرب نجد وخاصة في الملعبة الشعرية المعروفة بالمحاورة أو المراد ويستخدمها الشعراء من باب استعراض المقدرة الشعرية وتعجيز الخصم عن المجاراة ولجمال اللحن الذي ينتج عن مد الصوت به، وقد تأثر به بعض شعراء حاضرة نجد كابن دويرج وابن شريم وكذلك لويحان بعد مخالطتهم لشعراء منطقة مكة بعد منتصف القرن الرابع عشر الهجري لذلك لا نجد في شعر أهل نجد لهذه الألحان المعوسرة أي بعد تاريخي يتجاوز القرن الرابع عشر الهجري، وفي هذا النص الذي بين يدينا نجد أن الشاعر نظم النص على: فاعلن فاعلاتن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن فاعل فالشاعر يخاطب ركباً من راكبين ورديف يمتطون ناقة فاطر أي كبيرة سن وهي دائماً ما تفضل ركوباً في السفر الذي لا يحتاج سرعة الجري كالغزو أو البريد وإنما في السفر المعتاد لأنها تتميز بالهدوء وقوة التحمل والدربة على المسافات الطويلة، ثم يصف الشاعر بعض أدوات الزينة من المفارش التي توضع على ظهر الراحلة وأنها جديدة وثمينة دلالة على أهمية من يمتطيها، ليطلب منهم إبلاغ السلام للحبيبة (صاحبي) عندما تمكنهم الظروف من مقابلتها، ثم يعود مستذكراً ما كان بينه وبين تلك الحبيبة ذات لقاء واصفاً أثره على نفسه بانسكاب لمطر السريع من سحابة صيفية وكيف انه جلب السرور والسعادة لنفسه ومنحة الأمل في إدراك ما يصبو إليه ثم يطلب منهم سؤال الحبيبة مطمئناً عن أحوالها وأن يوضحوا لها معاناة الشاعر وما في نفسه من مشاعر تجاهها طالباً الإجابة حول توضيح موقفها بخصوص تحقيق رغبته فيها، وليتأكد من صدق ذلك يطلب منهم توثيق ذلك كتابة فإن كان وجد القبول منها فلن ينساها وإن بعدت به الديار وإن كانت لا تريده ووجدت غيره فإنه سيتحلى بالصبر ويرضى بما قسم له مقسماً بأن ليس هناك أشد ألماً وجرحاً للمشاعر من تجاوز صديق في حق صديقه ليكتم ذلك في صدره ولا يجعل الآخرين يشعرون به، ليؤكد أن من لا يقابل الفعل الجميل بمثله وإن كان ذا حسب ونسب فانه كالابن العاق لوالديه المخالف للسنة، ثم يتوجد على ذلك الزمان الماضي حينما كانت الظروف مساعدة له في مغامراته العاطفية، فقد تبدل الصفاء بالكدر وهاهو اليوم يصبر كما يصبر الجمل على الحمل الثقيل فقد خانه الحظ بفراق من أحب ومقابلة من لا يحب ويلوم حظه السيئ الذي لا يميز بين الدانة الثمينة وغيرها، وكثيراً ما كان يحاول نسيان الماضي بذكرياته ولكن مع كل محاولة تنهمر عيناه بالدموع، فقد تكالبت عليه الظروف بما يشعره بالظلم ولا يريد سوى العدل الذي لا ينكره إلا جاهل لا يميز بين الطاء والباء بينما الآخرون يستطيعون معرفة ذلك، ليختم قصيدته بأنه عندما اختار تلك الحبيبة التي يشبه عيونها بعيون الشيهانة أنثى الصقر التي لا تستقر إلا في الأماكن المرتفعة فانه يدرك جيداً بأنه قد فعل الجميل فيمن يقدر هذا الفعل وسيثمر فيه. مخطوط قصيدة ابن شريم سعد الحافي