كشف تقرير حديث وعلى عكس الاعتقاد السائد من أن مشغّلي شبكات الاتصالات حول العالم "يكافحون" لتحقيق النمو في نموذج أعمال يتركز على بيع البيانات بدلا من الاتصالات الصوتية، فإن عددا كبيرا منهم يُحقق نجاحات ونموا في الأعمال.. مضيفا أن العوامل التي تقود المشغّل إلى تحقيق النجاح في عصر البيانات باتت واضحة وتتركز في سياسة تأخذ بالاعتبار عاملين، الأول هو تلبية متطلبات الانتقال إلى نموذج أعمال يستند إلى بيع البيانات بدلا من بيع دقائق الاتصالات الصوتية والثاني تثبيت موقع المشغّل بين المنافسين باعتباره رائدا في خدمات البيانات على تنوّعها، جاء ذلك في تقرير اريكسون السنوي "قواعد النمو" Growth Codes الذي يحلّل سياسات المشغّلين حول العالم في عصر البيانات ومعايير نجاحهم. وتعليقا على نتائج التقرير، قالت رئيسة شركة اريكسون في منطقة الشرق الأوسط وشرق أفريقيا رافية إبراهيم: "عوامل النجاح التي تقود مشّغلا في أوروبا أو أميركا وسائر بلدان العالم إلى النجاح، هي ذاتها التي تُمكن المشغّل العربي من تحقيق الازدهار والنمو.. لقد رأينا كيف حقّق مشغّلو الاتصالات النقالة حول العالم الانتقال المدروس من نموذج الأعمال القديم إلى النموذج الجديد القائم على بيع مُنتج جديد له خصائصه المختلفة وأساليب بيعه الجديدة وميزاته الفريدة". ويذكر التقرير أن جميع المشغّلين يعتمدون تقريبا سياسات تشغيلية وإدارية متشابهة حين يتعلّق الأمر ببيع خدمات البيانات، لكن المشغّلين الذين حقّقوا الانجازات الكُبرى في مرحلة البيانات قد قاموا بتنفيذ خُطط محددة جعلتهم في موقع قيادي سمح لهم بتحقيق نجاح اكبر أمام منافسيهم وانعكس إيجابا على أعمالهم، واحدة من هذه الخُطط التي اعتمدها المشغّلون، كانت تتعلّق بنوعية الخدمات. ويضيف التقرير، ان المشغّلين الأكثر نجاحا يضعون نوعية الخدمات كركيزة أولى وأساسية في استراتيجية تحقيق النمو التي تأخذ بالاعتبار أيضا أداء الشبكة. وحول دور أداء الشبكة ونوعية الخدمات في نجاح أعمال المشغّل، تقول رافية إبراهيم ان المُنتج النهائي بالنسبة لعملاء المشغّل يتمثل في الاتصالات البيانية ذات النوعية الجيدة. واشارت الى انه عندما يشار الى كلمة "نوعية"، فهذا يعني القدرة على الاتصال بالشبكة بالسرعة المُتوقعة ومن دون انقطاع، سواء كان ذلك بهدف القيام باتصال صوتي أو "اتصال بياني" Data، مضيفة أن الشبكة القوية وأداءها المتفوّق هو الخطوة الأولى نحو تحقيق النمو، والشبكة القوية التي تلبّي احتياجات المُستخدمين تأتي في الأهمية قبل تصميم باقات المنتجات التي تستهدف تحقيق الاستحسان والرضا لدى المشتركين. وأفادت انه بالامكان التأكيد على أن نوعية الخدمة هي معيار النجاح في عالم الاتصالات البيانية. ويؤكد تقرير "قواعد النمو" أن المشغّل الذي يُحقق الهدف الأول المُتمثّل بالشبكة المُتطوّرة تكنولوجيا والتي تتمتع بأداء مميّز، يستطيع الانتقال إلى التركيز على الهدف الثاني والذي يتمثّل بمعرفة ما يريده المشتركون بدقّة. ويركز التقرير على ضرورة إقامة توازن دقيق بين الهدفين، أي الشبكة من جهة وما يريده المشتركون من جهة اخرى. كما يذكر التقرير أن الأداء القويّ للشبكة ومعرفة ما يريده المشترك بدقة، يقودان تلقائيا إلى الحديث عن الأسعار التي يجب أن تتناسب مع توقعات المشترك.. ويضيف أن الفاتورة النهائية التي سيدفعها المشترك، يجب أن تُعبّر عن الشبكة ونوعية الخدمات التي تحصل عليها قاعدة المشتركين. وتختم رافية إبراهيم فتقول: "لطالما كانت نوعية المُنتج النهائي هي معيار النجاح لدى مشغّلي الاتصالات النقالة، لكن المُنتج بحد ذاته تغيّر، مشيرة الى انه "في الماضي" كان الاتصال الهاتفي ونوعية الصوت خلال المكالمة والقُدرة على الاتصال في أي مكان وزمان هو معيار النوعية والنجاح، أما اليوم فأُضيف إلى الاتصال الصوتي نوعية الاتصال "البياني" Data كمعيار للنجاح في مرحلة الداتا". وتابعت: أن النجاحات التي يُحقّقها المشغّلون حول العالم في مجال الاتصالات البيانية ترسم خارطة طريق واضحة للمشغّلين الذين يسعون للنمو والازدهار، سواء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا او في أي منطقة أخرى من العالم. وبينت ان المرحلة الراهنة تشهد قصص النجاحات التي يُحققها المشغّلون في البلدان العربية، خصوصا من بادروا إلى ترقية شبكاتهم إلى الجيلين الثالث والرابع، وانطلقوا في مساعي تسويق منتجات جديدة مُبتكرة خلال الأعوام الماضية".