يحرص أهالي مدينة جبة منذ عشرات السنين على عقد الملتقيات الشعبية الحوارية بصفة دورية والتي تجمع كبار السن والشيوخ من ذوي التجربة والخبرة في شؤون الحياة والشباب حديثي التجربة، وذلك من أجل نقل تجربة الكبار للصغار لغرس المفاهيم والقيم النبيلة في نفوسهم وتعريفهم بالخصال الحميدة التي كان عليها الآباء والأجداد والتي تم توثيقها على مدى العقود الماضية عبر قصص تحكي سيرة الكرم والطيب والإيثار وكيف توارثت الأجيال هذه السمات التي استأثر بها العرب وأورثوها لأجيالهم جيلاً بعد جيل. وكانت «الخزامى» قد حضرت إحدى تلك الملتقيات بدعوة من المضيف الأستاذ حسين الراشد لترصد مدى إقبال الشباب على حضور هذه الملتقيات بكثافة عالية، للاستماع إلى القصص والقصائد التي قيلت في مناسبات عدة كان لها الأثر البالغ في وجدانهم والتي تروي مدى ما كان عليه ابن الصحراء من صفات يتوجب على الشباب الاقتداء بها كالحمية على الجار وفك كربة المكروب وحفظ الوعد وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف ونصرة العاني في أوقات الشدائد والمحن مستشهدين بما قيل في هذه الخصال من قصائد، لا تزال إحدى مصادر الحكم التي يستلهم منها الأبناء تجربة الآباء.