أكدت مستشارة التدريب والتطوير والمدربة المعتمدة دولياً بحائل آلاء بنت شعيب الغيثي بأن التدريب والتأهيل اكتسب أهميته البالغة باعتباره العامل الأكثر حيوية وفاعلية في تنمية رأس المال البشري وضمان توافر الموارد البشرية المؤهلة للقيام بجميع الأعمال والمهام على اختلاف مجالاتها وتخصصاتها في الهيئات العامة والشركات الخاصة على حد سواء، وقالت في حديث ل"الرياض": "ازدادت أهمية التدريب والتطوير بسبب التحول من الاقتصاد القائم على الإنتاج إلى الاقتصاد القائم على المعرفة"، مشيرة إلى أن مسألة التدريب والتأهيل لسوق العمل والإنتاج تحظى بأهمية كبرى لدى سيدات وفتيات المجتمع بشكل عام، وأوضحت: "إننا نعيش زمناً اقتصادياً متطوراً يواكب التطورات العالمية المتلاحقة والمتسارعة خاصة في المجالات الاقتصادية"، وقالت إن التدريب بحد ذاته يهدف إلى الوصول بالمتدرب إلى أقصى درجات الكفاءة حتى يتمكن من اقتحام سوق العمل، كما أنه يهدف إلى اتاحة الفرصة لاكتساب عادات اقتصادية مهارية تزيد من رفع الكفاءة والإنتاج. وقالت الغيثي لاشك أن هناك العديد من التأثيرات الإيجابية للتدريب في تحسين مستوى المتدرب ليصل إلى تحقيق أعلى المستويات الاقتصادية. التحول إلى اقتصاديات المعرفة عجل من تزايد الاهتمام بالمجال "الرياض" التقت بمستشارة التدريب والتطوير والمدرب الدولي المعتمد من أكاديميات التدريب والتطوير الدولية في الحوار التالي للتعرف على مدى أهمية التدريب لسوق العمل والانتاج الاقتصادي للأفراد والمجتمعات بشكل عام. تدريب وتحفيز * بداية أصبح التدريب جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد والمجتمع، وخاصة مع وجود المراكز والمعاهد والأكاديميات التي هيأت الجو والمكان المناسبين للمقبلين على التدريب والبرامج التطويرية، فماذا يعني لك التدريب بصفتك مدربة حاصلة على العديد من الدورات والبرامج المختلفة؟ وهل هو تحصيل حاصل لكي يترقى المتدرب في وظيفته؟ - لا طبعاً ليس هذا الهدف بل الهدف المهم والأساسي أصبح جزءاً أساسياً من حياتي وحياة الكثير، فالتدريب أضاف لي الكثير من المهارات اللازمة في مجال عملي وفي حياتي الخاصة والعامة وأنا أعتبر التدريب (أفضل مجالات الاستثمار في حياة الإنسان) وهي فرصة ذهبية لا تقدر بثمن تتاح للأفراد حيث إن التدريب عموماً ينهض بالعنصر البشري سواء كان عاملاً أو غير عامل حتى الأم ربة المنزل بحاجة إلى التدريب والتحفيز في أمور حياتها وأسرتها، التدريب من خلال نظرتي هو تنمية وسلوك ومعرفة وتثقيف وتجديد وتطوير وتنظيم وارتقاء. * هناك من يعرض عن التدريب والالتحاق بالبرامج التطويرية لأنها لا تقدم شيئاً لمستواه المعرفي والاقتصادي وأن ما يدور في قاعات التدريب إنما هو نوع من المثالية المصطنعة التي يعجز عن تطبيقها حتى المدرب نفسه، فما هو المدى في توعية وتثقيف الأفراد بأن التدريب هو جزء من الحياة التي لابد منه؟ - اعتباري التدريب من أفضل المجالات ويزود الفرد بالخبرات والاتجاهات والمهارات السليمة إذا كان موافقاً لشروط وحقق الهدف المرغوب، والذين يعرضون عن التدريب، وعدم التفاعل مع البرامج التدريبية والأعراض عنها لأنه لا توجد برامج تتواكب معهم أو حتى تلامس حاجتهم أو تكون مكرره فلا بد من وجود تنوع وتميز في طرح البرامج التدريبية حتى لا يسبب عزوف الكثير عن التدريب، بل وأرى الكثير يحضرون البرامج التدريبية بفاعلية ولكن بعد انتهاء البرنامج لم يطبقوا ما تم عرضة لهم فالإنسان لا بد أن يكون تطبيقه فعلي عملي ونحن وصلنا الفكرة والحل لهم ولكن عدم تطبيقهم سبب عدم شعورهم بالفائدة. * خدمة المجتمع على تنوع أطيافه هو جزء من مسؤولية المدرب أمام وطنه، فماذا قدمت آلاء الغيثي كمدربة متميزة لمجتمعها من برامج وحقائب تدريبية؟ وهل المقابل المادي له أثر في تميزها التدريبي؟ - نحن بدأنا من فترة إعداد برامج جديدة وحقائب مميزة ترتقي بالمتدربة بل وتلامس حاجاتها وأيضاً ميولها وفق منهجية علمية وإعداد دراسات واستبيانات لمعرفة ميول المهتمين بشأن التدريب وغير المهتمين حتى يتم استقطابهم وإعادة النظر في صياغة الدورات من جديد بحيث تكون لها اكثر فاعلية وايجابية، وليس تميزياً بسبب المقابل المادي بل إن 80 % من برامجي التدريبة دون مقابل، الهدف أن نترك بصمة وأن نزرع الأمل والخير في نفوس المتدربين. * المدرب دائماً ما يكون منظماً في حياته وشؤونه الخاصة، ولابد له من خطط مستقبلية قد رسم أهدافها، فما هي البرامج التدريبية القادمة في خطة المدربة آلاء الغيثي؟ - طبعاً لدى أفكار وخطط عديدة وأولها ان نبدأ وقفة إنصاف مع الأخوات اللواتي بحاجة إلى المساندة والمساعدة وأن نزرع منهن روح النجاح والإصرار والعزيمة كل من عانت الفقد او الحاجة أو العجز أو التهميش واليأس في حياتها سواء كانت أم أو عاملة أو طالبة أو متخرجة فلابد أن نشارك الجميع وأن نكون نحن من يقدم لها سبل الوصول لحياة أفضل ونجاح مثمر بإذن الله تعالى، كما أننا بدأنا بإعداد خطط وبرامج لأكاديميات داخل المملكة وخارجها والبعض منها ترجم بالغة الانجليزية، وسوف نقدم بإذن الله تعالى برامج تدريبة مميزة داخل المنطقة على مستوى يرتقي بالمدربة بالإضافة سوف تكون لي مشاركة في (مشروع تأهيل المنفصلات) والذي يقدمه مركز بيت الخبرة في مدينة الرياض بإشراف الدكتور خالد الحليبي ونشكر لهم ثقتهم الغالية بنا وإتاحة الفرصة لنا واختيارنا مع هذه الكوكبة نسال الله التوفيق والعون.. * تختلف اهتمامات الناس باختلاف توجهاتهم وطموحاتهم، فما هو برأيك أكثر البرامج فعالية وذات إقبال في الوقت الحالي؟ - أرى البرامج التي لها فاعلية أكثر هي التي تهتم بالمجال الاجتماعي من دورات تطويرية ذاتية تلامس حاجات المجتمع وتحفزه وتزرع روح النجاح والثقة في نفسة وأيضا البرامج المهنية التي يكون لها مردود مالي على المتدربة مثل التصاميم والأزياء الأعمال اليدوية الأشغال الفنية الخياطة، وقد شدني بعض المتدربات عندما انتهيت من برنامج مهارات البحث عن وظيفة كانوا يقولون أصبح لدينا أمل كبير بعد البرنامج بل ونحن مستعدوات أتم الاستعداد أن نتقدم ونبحث عن وظيفة رغم أننا فقدنا الأمل فالتدريب كافٍ بأن يزرع من المتدربة روح الامل وعدم اليأس. *تعرفنا من خلال سيرتك الذاتية أنك متخصصة في الدراسات الإسلامية في مرحلة البكالوريوس، كيف توجهت آلاء الغيثي للتدريب وتقديم البرامج التدريبية؟ - نعم، الرسول صلى الله عليه وسلم قال (كلن ميسر لما خلق له) وهو أعظم مدرب على وجه الأرض وأنا من هذا المنظور يسرت بل ووجدت من كتاب الله عز وجل وسنته تدريبا علميا شاملا وطبقته في برامجي التدريبية وجعلته جزءً أساسياً لانطلاقة أي برنامج تدريبي وعظة وعبرة ووقفات تستحق التأمل في نفس كل متدربة، بل وجعلت من تخصصي في مجال الدراسات الاسلامية دورات علمية فالمجال الديني وهذا ماتم تطبيقه استناداً على كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله علية وسلم، وحضوري سابقاً للبرامج التدريبية كان هو المحفز وقراءتي للكتب باستمرار واطلاعي لمن سبقوني في مجال التدريب وخبراتي السابقة وجدت نفسي في مجال التدريب والتنمية البشرية. * هل ترك المجال للناس باختيار نوعية البرامج المقدمة لهم هو الأصل في رصد الاحتياج التدريبي؟ أم أن اقتراح البرامج المقدمة للناس هي مسؤولية المدرب؟ - طبعاً الكل المدرب الناجح والمحترف هو الذي يستطيع أن يصل إلى رغبة وميول المهتم وغير المهتم بالتدريب ويستطيع أن يصل إلى عقل المدرب ويستقطبه وذلك من خلال اختيار الدورات التي لها أكثر فاعلية وتوجه في حياة المدرب وغير المهتم من خلال طرح البرنامج يستطيع استقطابه، وأيضاً شيء مهم أن نخيرهم حسب ميولهم واحتياجاتهم من خلال طرح استبيان حتى نستطيع إرضاء الجميع. الدورات التدريبية لا تهدف إلى الارتقاء الوظيفي فقط