اعتبر الناقد المغربي د. سعيد يقطين أن الاهتمام بالآخر تحول في الفترة الأخيرة إلى قضية ملحة حيث يعدها ذات طبيعة إشكالية ومعقدة، والسبب في ذلك عند يقطين يعود إلى الرغبة أولا في التعرف على الآخر.. كيف يفكر بالذات؟ معتبراً أن التجاذبات في الوقت الحالي بين الذات والآخر صارت تتخذ أبعاداً متعددة عكس ما كانت عليه في فترات سابقة، علاوة على ان التعامل مع الذات او البحث في الآخر هو ايضا جزء من البحث في الذات ومن هذا يكتسي الموضوع أهميته الخاصة، ويؤكد الناقد المغربي د. سعيد يقطين بأنه لا يمكننا أن نلقي باللائمة على الآخر ونطالبه أن يتفهمنا وأن يحسن التصرف معنا ما لم نعمل نحن على تحسين صورتنا مع ذواتنا قائلا: "إن فهم الآخر والتعرف عليه بالشكل المناسب لا يمكن أن يتم بصورة دقيقة ما لم يتم تفهم الذات والتعرف عليها فهو يراها المشكلة المحورية التي تتعلق بعلاقتنا مع الآخر أضف عليها رؤيتنا لذواتنا" وعن اهتمام العرب الملاحظ في تحسين صورتهم لدى الآخر قال: "إن العرب والمسلمين منذ حرب الخليج الثانية أصبحوا مستهدفين، واستهداف المسلمين جاء مرتبطا بالتطرف الديني وبالتالي وقع عند الآخر سوء فهم حول العلاقة بين التطرف والإسلام ويضيف لهذا العرب والمسلمون كل ما وقعت حادثة راحوا يدينونها ويشجبونها وهم بذلك لا يدافعون عن المتطرفين، ولكن الآخر بدلاً من أن ينظر إلى هذه الظواهر على اعتبارها غريبة على الذات العربية اعتبرها وليدة هذه الذات العربية"، وهو السبب كما يذكر د. يقطين الذي جعل العرب والمسلمين يدعون للتسامح وحوار الحضارات بدلاً عن صراع الحضارات ويقول: "إن أصدق تعبير عن هذه الصورة هو ما تمثله إسرائيل في الخطابات الغربية فهي تحاول أن تستعمل ما نسميه اللغة القطنية، ولكن اللغة القطنية التي تخفي الحسك الذي نتبينه بسرعة وسهولة".