علمت «الحياة» أن لجنة جائزة البوكر العالمية للرواية العربية انقسمت إلى فريقين، وتحول النقاش في الساعات الأخيرة إلى معركة حادة، كل فريق يريد لمرشحه الفوز منفرداً. فالفريق الذي يقوده رئيس اللجنة فاضل عزاوي والشاعر أمجد ناصر والايطالية إيزابيلا كاميرا دافليتو طالبوا باستبعاد رواية «طوق الحمام» لرجاء عالم، كونها في رأيهم رواية نخبوية يشوبها الغموض، مشيرين إلى أن اللجنة «وجدت صعوبة في فهمها، فضلاً عن القارئ العادي». وأيدوا انفراد رواية «القوس والفراشة» لمحمد الأشعري بالجائزة «لتناسبها مع قدرات جميع شرائح القراء من أمة الضاد، وبالتالي فالقارئ العربي سيقرأها ويفهمها، وسيدافع عنها، على العكس من رواية «طوق الحمام» التي لن يدافع عنها سوى النخبة وهم قلة في المجتمع العربي». أما الفريق الآخر في اللجنة فيتزعمه الناقد سعيد يقطين، والبحرينية منيرة الفاضل، إذ رأيا جدارة «طوق الحمام» بالمركز الأول، «فالرواية غنية بمقومات الإبداع من بنية فنية، وعوالم أرحب قلّما تتوافر عليها معظم الأعمال الروائية العربية الشهيرة». وفي لحظة مفصلية تحدث يقطين بنبرة حادة قائلاً: «لا احد منكم غاص نقداً وقراءة في أعمال رجاء عالم الروائية كما أنا فعلت، لذا خروج عالم بهذه الطريقة «حشومة على اللجنة»، (أي عيب على اللجنة بالعامية المغربية. فبدأ يقطين بمساندة من منيرة الفاضل جولة من حشد الأصوات لمصلحة «طوق الحمام»، وبذل من الجهد والوقت الكثير ليشرح لكل عضو على حدة، من هي الروائية رجاء عالم؟ وماذا تكتب؟ وبعد رحلة من الذهاب والإياب استطاع يقطين إقناع العزاوي وناصر عدا المترجمة الإيطالية إيزابيلا، التي تشبثت برأيها أن «طوق الحمام»: «طلاسم تحتاج إلى تفكيك، واحتاجت لمهلة لإعادة قراءة الرواية مرة ثانية». وبعد قراءة متأنية وافقت على رأي يقطين والفاضل بأحقية رجاء عالم بالجائزة. لكن الأمر لم ينته عند ذلك الحد، وفي تطور مفاجئ عادت اللجنة واتفقت على منح جائزة «بوكر»، وللمرة الأولى، مناصفة بين رجاء عالم، ومحمد الأشعري، «بحيث يتقاسمان الخمسين ألف دولار، فضلاً عن حصولهما على عقود لنشر روايتهما باللغة الإنكليزية ولغات أخرى».