علمت «الرياض» أن الانقلابيين الحوثيين اختطفوا أكثر من 25 صحفياً وكاتباً، في حملة منظمة تقوم بها المليشيات لاعتقال الصحافيين الناشطين في تغطية أخبار انتصارات الجيش اليمني الشرعي والمقاومة الشعبية في عدد من المناطق، في الوقت الذي لا يزال فيه مصيرهم في معتقلات الانقلاب مجهولاً. وقال مختار الرحبي السكرتير الصحفي لمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية ل«الرياض» أن الميليشيات الحوثية تحتجز صحفيين وكتاباً داخل المعتقلات والسجون الخاضعة لسيطرتها، ويتعرضون داخلها إلى التعذيب، إضافة إلى المطاردة المستمرة لمن لم يتم اعتقاله حتى الآن، وأوضح، أن الحكومة الشرعية نددت باعتقال الصحفيين والإعلاميين، ودعت كل المنظمات الدولية للتنديد بهذه الأعمال، وطالبت المليشيات الانقلابية بإطلاق سراح المختطفين، لكنها واصلت نهج القمع والاعتقال بحق كثير منهم. ووصف الرحبي الوضع الإعلامي داخل اليمن بالكارثي تحت وطأة المليشيات الانقلابية التي شرعت في إغلاق أكثر من 40 موقعاً إلكترونياً كان يستخدمها الكثير من الإعلاميين والصحفيين، وواصلت مطاردتهم حتى على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، في محاولة لقمع كل من ينشط في فضح انتهاكاتهم وجرائمهم، وأضاف :"تم ارتكاب جرائم بحق الإعلاميين اليمنيين في ظل صمت من قبل أغلب المنظمات التي تدعو إلى حقوق الصحافة والإعلام ولم نرَ أي منظمة تندد بما يواجهه هؤلاء الصحفيون". وقال السكرتير الصحفي لمكتب رئاسة الجمهورية اليمنية :"كل ما حققت المقاومة الشعبية انتصارات ونشط الناشطين في مواقع التواصل الاجتماع كل ما زادت عمليات القمع ضد الصحفيين، وهذه دلالة على هشاشة المليشيات الحوثية وضعفها، والتي لم أرها من قبل بهذا الانكسار النفسي والمعنويات المنهارة". وفي ذات السياق، قال الصحافي اليمني أنيس منصور في حديث ل«الرياض» أن الحوثيين لا يؤمنون بالحريات وقد تجردوا من كل القيم الإنسانية والحقوقية، وأفاد أن هناك صحفيين استخدموا كدروع بشرية والكثير منهم معتقل حالياً، ومنهم من تعرض للتشريد، حيث أن أكثر من 147 صحفياً يمنياً شردوا منذ شهر مارس حتى الآن، وجزء منهم انتقل إلى الخارج والجزء الآخر قرر أن يتوارى عن الأنظار في المناطق النائية داخل البلاد، مبيناً أنه ممن تعرضوا للاعتداءات الحوثية، حيث أقدموا على تفجير منزله بسبب نشاطه الإعلامي وخطف ثلاثة من أقاربه من بينهم شقيقه. ولفت منصور إلى أن ما يسمى ب "اللجنة الثورية" التابعة للحوثيين أصدرت قوائم مطلوبين تضم أكثر من 50 صحفياً بسبب نشاطاتهم المناهضة للانتهاكات المليشيات ومشاركتهم في فضحها عبر الصحف والقنوات الإخبارية العربية، مضيفاً أن أكثر من 38 موقعاً إخبارياً يمنياً تعرضت للحجب في الدخل اليمني، وأن هناك عددا من الصحف اليومية والأسبوعية، -أهلية وسياسية وحزبية- توقف توقفاً كاملاً منذ 25 مارس، ولم يطبع أو يوزع سوا صحيفتين، الأولى تتبع للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، والثانية تعتبر الجناح الإعلامي للمليشيات الحوثية، وذلك بالتزامن مع إيقاف ست قنوات تلفزيونية يمنية وتحول بعضها إلى بث مواد أرشيفية، وأخرى انتقلت إلى البث من خارج البلاد. وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين قد أدانت مؤخراً الانتهاكات بحق الصحفيين وقالت أنه منذ اجتياح الميليشيات لصنعاء جرى إغلاق ونهب ومصادرة مقرات وأدوات العديد من المؤسسات الإعلامية التلفزيونية والإذاعية والصحفية، وتعرض الصحفيون للتهديد والخطف والضرب، كما تم حجب معظم المواقع الالكترونية ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل استولت المليشيات على مؤسسات الإعلام المملوكة للدولة وتم طرد المسؤولين عنها، وتم فرض قيادات حزبية على هذه المؤسسات ومن خارج الوسط الصحفي. ونادت النقابة جميع النقابات الصحفية في البلدان العربية واتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحافيين وكل المنظمات المعنية بالدفاع عن الحريات الوقوف الحازم مع الصحفيين اليمنيين في مواجهة الحالة التي وصفتها "بالأكثر خطورة على حياة الصحفيين والحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير في اليمن".