قالت تركيا أمس إن التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة سيشن قريبا من القواعد الجوية التركية "معركة شاملة" ضد متشددي تنظيم داعش في شمال سورية. وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن مقاتلات وطائرات أميركية بدون طيار ستصل قريبا إلى قواعد جوية تركية وإن معركة شاملة ضد تنظيم داعش ستنطلق قريبا. كانت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي قد وافقت رسميا نهاية الشهر الماضي على استخدام الطائرات الأميركية وطائرات التحالف لقواعدها الجوية في قتال التنظيم في تحول سياسي كبير بعد سنوات من الممانعة للقيام بدور قيادي ضد المقاتلين المتطرفين في شمال سورية الذين ينشطون على حدودها. وقال تشاووش أوغلو لهيئة الاذاعة والتلفزيون التركية "في إطار اتفاقنا مع الولاياتالمتحدة حققنا تقدما فيما يتعلق بفتح قواعدنا لاسيما انجرليك." وأضاف خلال زيارة إلى ماليزيا "تصل طائرات أميركية وطائرات أميركية بدون طيار وسنشن قريبا سويا معركة شاملة ضد داعش." وتعكف تركياوالولاياتالمتحدة على وضع خطط لتوفير غطاء جوي لمجموعة من المقاتلين السوريين الذين دربتهم الولاياتالمتحدة حتى يتم بشكل مشترك طرد مقاتلي داعش من شريط حدودي في شمال سورية يمتد نحو 80 كيلومترا على حدود تركيا. ويقول دبلوماسيون مطلعون على الخطط إن اغلاق الحدود امام التنظيم والتي يتدفق عبرها المقاتلون والامدادات قد يغير دفة الحرب. وأضافوا أن مسلحي المعارضة الذين دربتهم الولاياتالمتحدة وعددهم يقل عن 60 فردا سيكونون مسلحين تسليحا جيدا وسيكون بوسعهم طلب الدعم الجوي حين يحتاجونه. لكن تبقى تحديات كبيرة. وقالت واشنطن يوم الثلاثاء إن هناك مؤشرات على أن مقاتلين من المعارضة دربهم الجيش الاميركي اعتقلوا على ايدي مقاتلي جبهة النصرة جناح القاعدة في سورية وهو ما أبرز هشاشة وضع المجموعة التي نشرت في مسرح المعارك خلال الاسابيع القليلة الماضية. ولا تثق تركيا في وحدات حماية الشعب الكردية السورية -التي ثبت أنها حليف مفيد للولايات المتحدة في قتال تنظيم داعش- والتي تسيطر على أراض قريبة من حدود تركيا، ولا تريد انقرة للقوات الكردية ان تتقدم أبعد من نهر الفرات وهو الحد الشرقي "لمنطقة آمنة" مقترحة. * قوات التحالف شنت تركيا عددا من الغارات الجوية ضد مقاتلي داعش في شمال سورية منذ نحو أسبوعين بعد مقتل أحد جنودها بنيران عبر الحدود. كما نفذت أيضا هجمات شبه متزامنة على معسكرات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. واتهم معارضون الرئيس التركي رجب طيب اردوغان باستغلال الحرب ضد داعش كستار لوأد المكاسب التي حققها الاكراد وأشاروا الى ان الغارات التي استهدفت حزب العمال الكردستاني كانت أشد بكثير من التي استهدفت المتطرفين. ونفى مسؤولون أتراك أن تكون الحملة ضد داعش هي مجرد غطاء وقالوا إن الهجوم هو عملية مشتركة مع التحالف، ولن يبدأ بهمة إلى أن تكون واشنطن وحلفاؤها مستعدون. وقال تشاووش أوغلو "هناك دول أخرى داخل التحالف.. مهتمة بالمشاركة مثل بريطانيا وفرنسا". وأضاف "داعش تشكل أكبر خطر على تركيا لأنها على الجانب الآخر من الحدود مباشرة وأيضا بسبب تدفق المقاتلين الأجانب. يجب القضاء عليها". وسيطر تنظيم داعش على مساحات كبيرة من سورية والعراق. وقال اردوغان إن "المنطقة الآمنة" التي ستتشكل بطرد داعش ستسمح لنحو 1.7 مليون لاجيء في تركيا بالبدء في العودة الى بلادهم. وتقول الولاياتالمتحدة إن هذا ليس الهدف الرئيسي بينما حذرت الأممالمتحدة من تسميتها "المنطقة الآمنة" إلا إذا أمكن ضمان سلامة المدنيين.