في كل مكان يوجد الشخص الحسود الذي يستاء لدى رؤيته لشقة صديقه ذات الطابع الحديث او سيارة جيرانه الجديدة . وقلة فحسب هم المستعدون للاعتراف بالمشاعر التي يسببها الحسد حيث يصبح البعض غاضبا والبعض الآخر حزينا وغالبا ما تتضرر الصداقات جراء ذلك غير أن تعلم التكيف مع الحسد والغيرة يمكن أن يساعد في جعل الحياة أسهل لمعظمنا. ويقول رولف هاوبل أستاذ الطب النفسي في فرانكفورت الذي أجرى دراسة بشأن تلك الصفة المذمومة إن «الحسد يتضمن رد فعلنا لحقيقة أن شيئا نرغبه ونريده بشدة في حيازة شخص آخر» ويشدد أيضا على أن الاشياء المادية ليس وحدها موضع الحسد. وتتفق هليغا كوينغ الطبيبة النفسية الالمانية في أن «الحسد يجسد شعور المرء بالنقص .. بدلا من التركيز على النفس فإن الانسان ينظر إلى الآخرين». وتعتقد كوينغ أن حالات الحسد الشديدة دائما ما تحدث لدى الاشخاص الذين ليس لديهم ثقة في أنفسهم والذين لم يتعلموا أن يعيشوا طبقا لاحتياجاتهم الخاصة. وللحسد عدة أوجه أكثرها وضوحا الرغبة في الحصول على شيء لدى الآخرين ومحاولة انتزاعه منهم وإفساد سعادتهم بامتلاكه غير أن آخرين قد يكتفون بالركون لمشاعر الاكتئاب أو التسليم بالأمر. ويجد هاوبل أن صورة الحسد التي تتسم بالغضب والحقد كثيرا ما توجد بين الرجال بينما رد الفعل المتمثل في الاستسلام الذي يشوبه الكآبة يوجد بين النساء. ويشير أيضا إلى أن الحسود يميل لاخفاء مشاعره ولا يهتم المجتمع بالاعتراف بمشاعر الحسد بوجه عام. وهذا الامر تحديدا يجعل الخطوة الاولى في التعامل مع الحسد صعبة للغاية حيث ان الاعتراف بتلك المشاعر يأتي في المرتبة الاولى. ويقول هاوبل إن السيارة الجديدة يمكن أن يحتاج شراؤها للعمل ساعات عمل إضافية ويتعين أن يأخذ الحسود ذلك بعين الاعتبار. والشيء المهم في التغلب على الحسد وما يترتب عليه من مشاعر هو معرفة العوامل التي تقف وراءه حقا. وتوصي الطبيبة النفسية ريجينا تامكوس في برلين الحسود بأن يقف مع نفسه «لحظة هدوء ليسأل نفسه: كيف أفكر بهذه الطريقة الجنونية؟».وتقول تامكوس إن من بين وسائل التخفيف من وطأة مشاعر الحسد لدى الانسان الاعراب عنها في غلاف من الاعجاب. فمثلا كلمة«إنني أحسدك على نجاحك» أفضل كثيرا من «إنني أحسدك».ورد فعل الشخص الذي يحسده آخرون يمكن أيضا أن يكون مهما ويشمل ذلك شرحه لكيفية تحقيقه النجاح أو تكاليف ذلك.