كانت ليلة هادئة.. يعمها الهدوء في كل مكان.. كان القمر هلالاً.. وكانت السماء صافية.. كانت النجوم تتلألأ ببريقها اللامع.. نعم هكذا كانت ليلة الإثنين الخامس من جماد الثاني في عام 1426ه.. طلع الفجر ثم بزغت الشمس.. لتقول للدنيا أهلاً وسهلاً.. لتقول لها تلك الكلمات بما يحمله ذلك اليوم من فرح وحزن.. بدأت الطيور بتغريدها.. وبدأت الزهور بتفتحها.. هكذا كانت بداية يوم الإثنين يوم جميل بما تحمله تلك الكلمة من معنى.. ولكن ما كان صعباً على النفس هو أن روح جدي فارقتنا فكانت أول ماهو محزن في بداية ذلك اليوم، ذهبت روحه لتقول لنا وداعاً من دون رجعة.. بدأت أتساء ل هل كان اليوم مشرقاً ومبتسماً لأن روحه الطاهرة خرجت في فجر ذلك اليوم؟! ودارت تساؤلاتي ولكن ليس من مجيب إلا الدموع فبدأت أذرفها حزناً على وفاته، بدأ قلبي يتفطر من مفارقة أبي الثاني الذي عم حنانه على جميع أفراد الأسرة، حزنت حزناً شديداً ولكن لو كان ينفع الحزن ويردك لي لحزنت طوال عمري لأسترجعك جميع من فقدتهم وكانوا من أعز الناس على قلبي فلو كان القلم يتكلم عما أكنه من حب لك وإحترام لكان صمته ضمن معجزات الدنيا لكن ليس بيدي حيلة إلا أن أرفع يدي إلى خالقي وأقول له: أرجوك ياربي.. أرجوك ارحم شيخنا رحمةً واسعة وادخله في اعلى مراتب الجنان.. ارجوك ياربي اعتق رقبته من النار وارحمه واغفر له.