في ظاهرة قد تكون الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة تلقى عدد من كبار الإعلاميين والمثقفين الإماراتيين طلب استدعاء للمثول أمام النيابة العامة في دبي وتحديداً مراجعة مكتب متابعة التحقيق رقم (19) في مركز شرطة بر دبي بناء على التحقيق الذي تجريه النيابة العامة في دبي من تحويل لشكوى مقدمة من المغنية نسايم أمام نيابة العاصمة أبو ظبي بحق هؤلاء بتهمة نشر آراء شخصية تتضمن تجريحاً وسباً لها بناء على ظهورها في فيديو كليب وهي تغني وترقص في إحدى أغنياتها من خلال تحقيق صحفي نشر في شهر ديسمبر الماضي في المجلة الصادرة عن مؤسسة البيان الصحفية. فقد تلقت المجموعة الإعلامية العربية في دبي رسالة موقعة من مدير مركز شرطة بر دبي جاء فيها: «بناء على التحقيقات التي تجريها النيابة العامة بخصوص الشكوى المقدمة من المدعوة «هدى حمدان عبدالله» الملقبة ب «نسايم» حول نشر آراء شخصية فيها تجريح للمطربة في العدد رقم 1235 من مجلة ... لذا يرجى إخطار رئيس التحرير ومحرر المقال بضرورة مراجعتنا أثناء ساعات الدوام الرسمي، مع تزويدنا بعناوين الأشخاص التالية أسماؤهم: عمر غباش وأحمد الجسمي وإبراهيم جمعة ومرحي الحليان وعارف الشيخ الذين تم أخذ آرائهم في مجلتكم في العدد المذكور وذلك لتكملة الإجراءات». هذا وكانت مجلة الأسرة العصرية وقبل إغلاقها مؤخراً في ظروف ليس لها بالموضوع مدار البحث صلة قد نشرت في عددها الصادر في شهر ديسمبر الماضي تحقيقاً حول الفيديو كليب الذي صورته نسايم تناولت فيه آراء عدد من المثقفين والفنانين هم عمر غباش رئيس جمعية المسرحيين الإماراتيين والممثل أحمد الجسمي والملحن الإماراتي المعروف إبراهيم والكاتب والناقد والممثل المسرحي مرعي الحليان الذين عبروا من خلالها عن استنكارهم لانحدار المستوى الفني لهذا العمل وحتى الأخلاقي لما تضمنه من مشاهد إثارة مفتعلة بل غريبة كل الغرابة عن تقاليد الفن العربي عموماً والإماراتي على وجه الخصوص مطالبين في هذا التحقيق وقف بث الأغنية وهذا ما حدث فعلاً إذ سرعان ما قامت قناة نجوم التي يملكها المخرج سهيل العبدول بإيقاف عرض الأغنية مباشرة وبشكل قاطع في حين أكد نائب المدير العام لشبكة قنوات نجوم عبدالعزيز الجاسم أن الأغنية أوقفت كذلك بناء على طلب الجمهور المتابع للقناة مشيراً إلى أن أغنية نسايم لم تلق إٍقبالاً من متابعي القناة! كما أن إدارة المحطة لم تستطع القيام بعملية مونتاج للأغنية كي تصبح صالحة للعرض وذلك لصعوبة الأمر على حد قوله!!. وقد جاء في التحقيق الصحفي الذي تسبب بهذه القضية تعبير أولئك المثقفين الإماراتيين عن استيائهم من الصورة التي نقلتها نسايم في أغنيتها عن فتاة الإمارات لأن «الإماراتيات لا يفعلن هذا ولا يتعرين بهذه الطريقة أمام الشاشة وأمام الناس» كما ذكروا. وأكدوا في التحقيق المنشور في المجلة طالبوا بضرورة التزام المغنية سواء كانت إماراتية أو خليجية أو عربية بقيم المجتمع وعاداته وتقاليده دون الشذوذ عنها لأن الفنانة لبنة من لبنات المجتمع وأحد البناة الحقيقيين فيه، كما أن المجتمع الإماراتي مجتمع محافظ بشكل من الأشكال إلى درجة أنه لا يقبل أبداً بتعري المرأة. وفي رد فعل سريع أبدى رئيس جمعية الصحافيين الإماراتيين ورئيس هيئة الدفاع عن الصحفيين محمد يوسف بحسب ما نشرته صحيفة الإمارات اليوم دهشته واستغرابه ملقياً باللوم والعتب على النيابة العامة والشرطة مطالباً بتغيير أسلوب استدعاء الصحافيين من النيابة والشرطة واصفاً مراجعة الغرفة (19) بأنه «إجراء غير حضاري». ومتسائلاً متى سيرتقي نظامها؟! قائلاً «لو أن النيابة كلفت نفسها قليلاً وبحثت الشكوى وموضوعها لرفضتها حيث لا وجه لقبولها»، وأضاف قائلاً «الغريب في الأمر أن التحقيق المنشور في المجلة يواجه الكليبات الخليعة في الفضائيات الهابطة التي يقود القائد العام لشرطة دبي الفريق ضاحي خلفان حملة لمواجهتها حالياً!!».