من المفارقات التي شهدتها الانتخابات البرلمانية المصرية والتي بدأت امس الأربعاء مرحلتها الاولى في 8 محافظات اكتشاف بعض المرشحين عدم وجود اسمائهم في الدوائر المرشحين بها وكان من هؤلاء الدكتور ايمن نور رئيس حزب الغد ومرشح الحزب في باب الشعرية الذي فوجئ لدى وصوله الى الدائرة الانتخابية التابع لها بعدم وجود اسمه في كشوف الناخبين وهو الأمر الذي أثار غضب نور ومؤيديه وانصرف غاضبا معتبرا ان ذلك اتهام صريح في نزاهة الانتخابات. في الوقت نفسه أكد المرشد العام للاخوان المسلمين مهدي عاكف عقب ادلائه بصوته ان لدينا العديد من التقارير التي تشير إلى استخدام العديد من الأساليب لتزوير إرادة الناخبين حيث قام احد مرشحي الحزب الوطني الحاكم على حد قوله بحشد الألوف من الأصوات وقام بتقييدهم في كشوف الناخبين وقدموا لهم رشى انتخابية وصلت في بعض المناطق إلى مبلغ 500 جنيه للصوت الواحد». واتهم المرشد الحكومة بعدم احترام قانون الانتخابات حيث قامت باستغلال المصالح الحكومية في الترويج لمرشحي الوطني، كما اتهم الصحافة والإعلام الحكومي بتضليل الشعب وقال: إن الدعاوى التي روجوا لها في الفترة الأخيرة بأن شعار «الإسلام هو الحل» الذي تتبناه الجماعة يتعارض مع قانون الانتخابات، مشيرًا إلى أن القضاء الإداري أخرس هذه الأصوات وقضى بدستورية الشعار. وأضاف أننا تعاملنا مع هذا الحزب بأسلوب حضاري وإحساس بالمسؤولية تجاه الوطن حيث إننا لم نقدم سوى نحو 125 مرشحًا حتى لا ندخل في صدام مع هذا النظام إلا أنهم أبوا إلا أن يتم تزوير إرادة هذه الأمة. وفي رده على سؤال حول أولويات الإخوان في حالة وصولهم للبرلمان، قال اننا وضعنا الحريات على رأس أولويات الجماعة، مشيرًا إلى أن غياب الحرية هو السبب الحقيقي وراء التخلف الذي تعيشه مصر في كل المجالات اما الامين العام للحزب الوطني الحاكم صفوت الشريف امين عام الحزب فقال ان الحزب لم يتلق ما يدعو للقلق في سير العملية الانتخابية وان الحزب يتطلع لمنافسة شريفة مع الأحزاب السياسية الأخرى بما يخدم المسيرة الديمقراطية ويحقق اكبر قدر من المشاركة فهناك وعي وحراك وحرص على الصوت الانتخابي واحترام الناخب. وتوقع الشريف ان تجري اعادة بين المرشحين في عدد كبير من الدوائر بسبب الأعداد الكبيرة من المرشحين الذين تقدموا للانتخابات في ظاهرة تدل على المناخ الديمقراطي الذي يسود مصر. وطالب الشريف المواطنين بعدم التقصير في العملية الانتخابية من اجل الوصول الى برلمان قوي يعبر بنا للمستقبل ويساهم في تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس حسني مبارك الذي حاز على ثقة المواطنين ويتبنى اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية. وأكد أمين عام الحزب الوطني ان العملية الانتخابية تتم في هدوء وشفافية وتحت اشراف قضائي كامل وانه لم يتم رصد اية سلبيات سواء من الحزب الوطني او من الأحزاب الأخرى. وأشار الشريف الى انه تم بذل جهد كبير حتى مساء امس في تنقية الكشوف الانتخابية من قبل وزارة الداخلية التي يقتصر دورها كجهاز أمني على حفظ النظام دون التدخل في العملية الانتخابية التي تجرى تحت اشراف قضائي كامل في صناديق اقتراع شفافة واستخدام للحبر الفسفوري مما يؤكد الإيمان بتحقيق انتخابات حرة شفافة يثق المواطن فيها. واوضح صفوت الشريف ان الحزب الوطني يتقدم ببرنامج انتخابي نابع من واقع ومشاكل المواطن المصري في الريف والحضر ويجد فيه كل مواطن آماله وطموحاته ويؤكد على استقرار مصر ولا يسمح بالتفرقة بين مسلم ومسيحي لاننا شعب مترابط الى يوم الدين. ويتنافس في هذه المرحلة 1500 مرشح يخوضون هذه المرحلة من الانتخابات على 164 مقعدًا في مجلس الشعب القادم.