كثير منا يسمع قد يكون يومياً (يا أخي هذه وجهة نظري يا أخي تقبل رأيي).. دعونا نبحر قليلاً في هذا المعنى والمقصود: أولا ماهي وجهه النظر كتعريف والرأي، لأن أغلب مشاكل الحوار بيننا هي أننا نتناقش ونتداحر على موضوع لم نتفق على معنى له. أي موضوع يبدأ يجب أن يكون للعنوان الرئيسي معنى وتعريفا محددا ويتم تداول الحوار على أساسه كي تكون أرضا وأساسا تنطلق منها للحوار.. ننتقل الآن لمعنى وجهة نظر ورأيي ورأيك .. يجب أن نتفق أن هنالك مسلمات لا تقبل وجهات النظر بمعنى الثابت الديني لا يقبل وجهة نظرك ولا رأيك طبعاً لا أدعو للتبعية وتغييب عقلك ولكن حذارِ من الاندراج والانصياع لداسي السم في العسل من باب اقتناص المختلفات والمتشابهات لزجك في فوضوية الفكر وتقليل ثقتك في دينك.. كل منا يذهب للطبيب ولو قال له إنه يوجد لديك المرض الفلاني أو العلة الفلانية لا تجرؤ على أن تعانده أو تقلل من فهمه يجب أيضا كذلك احترام وتقدير الراسخين في العلم - سيقول البعض إن العلم الشرعي ملامس للحياة وليس كالطب - الثقه بالعلماء وما يقولون لا يتعارض مع انك مستقل ولَك عقل ولست من ذوي (القطيع).. لكن لو تركت الأمور كلها للحكم حسب ما أظن وما تظن ولو كنت صوابا ستكون الأحكام من خلالك وما تملك من سقف علم وهذا غير صحيح.. سيدخل الهوى في الموضوع.. إطار الشرع والنظام الوضعي أتى لينظم الأحكام مع ترك مساحه للاجتهاد والحكم بحسب المعطيات. لذا يحق لك إبداء الرأي ووجهة النظر مهما كنت على خطأ أو لا تملك الأهلية ولا المقومات إلا في حالات منها: *إذا كنت صاحب قرار. *إذا كنت ممن يعول على علمهم، ولَك محبون وأتباع. *إذا كانت وجهة نظرك أو رأيك يندرج عليه محرم. *محاولة ارتكابك عملاً أو فعلاً - أنت حر في ذلك - لكن لا تجتهد في تشريع وسبغ ما تفعله بصبغة شرعية وأنها هي الصحيح، توجد لدي أمثله كثيرة لكن أعتذر عن سردها لأسباب معينة. في أميركا وهي في جانب بسيط يفترض أن تكون قدوة للأسف لأننا أولى بالحكمة منهم لكن الحمد لله على كل حال (النقد للتغيير، للتغيير ولا شيء غير التغيير أما النقد للنقد فهو أقرب ما يكون للعبث).