لم يكن «أبوبر» ينوي أن تكون «الفانتازي لاند» محطة ثاني أيام العيد، أولاً لأنه يبدأ «صيام الست» (الست من شوال وليس الست كاترينا) في اليوم الثاني لكيلا تهاجمه نهاية العطلة وبداية الدوام، وثانياً لأن بعض مرتادي المتنزه «لك عليهم» (كما يرى هو) وأنهم يخربون الصيام. ولأن نوايا «أبي بر» تتهدم أمام قرارات «كاترينا»، فلقد انطلقت سيارة العائلة من حي الملك فيصل الى شارع خالد بن الوليد ثم طريق الملك عبدالله ثم الدائري الشرقي شمالاً الى مخرج الثمامة، ثم شرقاً باتجاه شاليهات «الفانتازي لاند»، ولم يكن الوقت حينها يصل الى الساعة الواحدة ظهراً. الشارع الرئيسي لطريق الثمامة والذي يتسع لأربع سيارات، كان شبه مقفل بسبب الازدحام. السيارات بالكاد تتحرك، و«أبو بر» يطالع ساعته كلما تحركت سيارة أو توقفت أخرى، مما جعل كاترينا تصرخ: - ذبحتنا أنت وساعتك. أنت رايح تمشّينا وإلا تحكّم مباراة؟! - أنت ما تشوفين الزحمة؟! قسماً بالله ما نوصل إلا الفجر. والمشكلة أنه ما فيه مجال ترجع. - انا عندي فكرة. (أفكار كاترينا لا تفوتكم). طبعاً كل الشاليهات والمتنزهات على يمين الخط. ولأن الفانتازي لاند بعيد جداً من نقطتنا اللي حنا فيها. خلونا نبدأ من الآن نسأل كل شاليه أو متنزه عن إمكانية الدخول. في حوالي الساعة العاشرة مساءً، سيارة «أبي بر» على أحد طعوس طريق الدمام. الأولاد يتقاذفون بالرمال وهم يحدقون في الأنوار البعيدة جداً لمتنزهات الثمامة وألعابها النارية. كاترينا تمسك الدلة وتصب لزوجها فنجاناً من القهوة ليرطب حبات التمر التي التهمها للتو. [email protected]