أدى تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية والذي لازمها لأكثر من عامين وأفقدها حوالي 60% من قيمتها إلى هبوط الاحتياطيات العالمية المؤكدة من النفط الخام للعام الحالي 2015 بمقدار 100 مليون برميل لتصل إلى 1.7 ترليون برميل، بحسب تقديرات "بريتش بتروليوم" التي صدرت حديثا، مشيرة الى أن تقهقر مشاريع الاستكشاف والحفر في المياه العميقة والمكامن غير التقليدية أفضت إلى هذا التراجع في الاحتياطيات العالمية من الوقود الأحفوري. وأعزى مختصون هذا التراجع أيضا إلى خروج عدد من الشركات النفطية اليافعة التي دخلت في استثمارات نفطية حديثا، إبان ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية كانت تحوم حول 130 دولارا للبرميل لعدد من السنوات الماضية، وظهور مؤشرات على أن هذه الأسعار ربما تزيد في المستقبل لتجعل من بعض المكامن النفطية التي تتمركز في مناطق نائية إما في أعالي البحار أو في مواقع ذات طبيعية جغرافية صعبة قابلة للاستثمار والربحية. وشكل إغراق السوق النفطية بإمدادات خارجة عن إرادة المنتجين الرئيسيين للخام حالة من عدم التوازن بين العرض والطلب، ما أدى الى تهاوي الأسعار الى مستويات أضرت بعائدات النفط للدول النفطية التي تعتمد بصورة رئيسة على هذه العائدات لدعم تنميتها وتعزيز صناعاتها النفطية، كما أن هبوط الأسعار الى مستوويات تقترب من مستوى ال40 دولارا للبرميل، يهدد بتوقف إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة الأميركية التي تعتبر الخاسر الأكبر جراء تراجع الأسعار، رغم أنها في السابق كانت تحاول بكل ما تستطيع كبح أسعار النفط لتبقي مخزوناتها النفطية تتراكم من البترول الخام حفاظا على استقرار الإمدادات وضمان عدم حصول شح يعرقل من أدائها الصناعي.