توقع محللون نفطيون عالميون أن تعاود أسعار النفط الصعود لتلامس مستويات 150 دولارا للبرميل لخام برنت القياسي خلال العام المقبل 2015م، متكئين في تحليلاتهم على عدد من العوامل الاساسية التي ستوثر في مساقات الطلب على النفط الخام وكذلك في مسارات الامدادات ومستوى الاستهلاك العالمي وانعكاسات ذلك على أسعار الوقود الاحفوري. ونقلت نشرة " اوت صايدر" المتخصصة عن محللين قولهم بأن ما يمر به العالم حاليا من تهاوٍ في أسعار النفط ماهو الا حالة موقتة جاءت نتيجة الى بعض العوامل الوقتية التي سوف تضمحل، ومن هذه العوامل إغراق الاسواق النفطية بالانتاج الامريكي من النفط الصخري، والذي يشكل فقاعة ما تلبث أن تتلاشي. وأوردت النشرة تقريرا مفصلا يبين أن الانتاج الامريكي بدأ في مرحلة الاضمحلال نتيجة الى نضوب معظم المكامن الغنية بالنفط الصخري وتردد جل الشركات النفطية الامريكية في الاستثمار في المكامن الاقل إنتاجية ما يرفع التكاليف ويجعل هذه المصادر غير مربحة إلا عند صعود النفط الى مستويات تفوق 150 دولارا للبرميل. ومن العوامل التي ستساهم في ارتفاع النفط الى مستوى 150 دولارا تقهقر إنتاج النفط في روسيا بسبب العقوبات الاقتصادية التي تفرض عليها وكذلك امتصاص الفائض في السوق السوداء للنفط القادم من الشرق الاوسط بعد تجفيف بعض المنابع عند القضاء على منافذ التصدير غير القانوني التي تقوم به الجماعات الارهابية في العراق وسورية وليبيا. من جانبه توقع عبدالله البدري الامين العام لمنظمة البلدن المصدرة للبترول أوبك أن يرتفع الطلب العالمي على النفط بمقدار 20 مليون برميل يوميا خلال العقدين القادمين، ما يتطلب زيادة الاستثمار في استكشاف وإنتاج النفط وفتح منافذ جديدة لتعزيز إمدادات الطاقة، وقال في كلمة له في منتدى دول العشرين أمس ان منظمة الاوبك تستمر في ضخ الاستثمارات للمحافظة على طاقتها الانتاجية وإضافة المزيد من الانتاج لمواجهة الطلب العالمي على النفط في المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة للشعوب.