يشهد قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ثورة نوعية في السنوات الأخيرة. وهذه الثورة والتطور في تنامٍ مستمر. فهذه سرعات المعالجات، أحجام الذاكرات، أقراص التخزين، وسائط نقل البيانات في تطور مذهل وتقدم باسعار رمزية باتت في متناول الجميع. كذلك وسائل التواصل شهدت قفزة هائلة. وفي مجال الهواتف المتحركة هنالك المكالمات الصوتية، الرسائل النصية والرسائل المتعددة الوسائط، الألعاب، النغمات، خدمات الانترنت، والجيل الثالث المنتظر الذي سيتيح مجال التواصل بالصوت والصورة بسرعات عالية وبتكاليف معقولة. أما مجال الاتصالات اللاسلكية فقد نال نصيبة أيضا مع ظهور تقنيات ال (Wi-Max) وال (Wi-Fi) وغيرها من التقنيات اللاسلكية والتي تتيح التواصل اللاسلكي بسرعات عالية ومن مسافات بعيدة. «أرسلها لي بلوتوث، «وش موجود عندك من المقاطع؟ «شفت المقطع هذا !!!». أهذا ماجنته علينا التقنية الحديثة؟ تعود بي الذاكرة خمس سنوات إلى الوراء لاستعراض بحث قمت به حول تقنية ال «بلوتوث» Blue Tooth، والتي أخذت هالة إعلامية كبيرة في مجتمعاتنا نتيجة الاستخدام السلبي لهذه التقنية. الهدف الأساسي لهذه التقنية هو إيجاد آلية لربط الأجهزة المختلفة هوائيا: (كمبيوتر، طابعة، هاتف، كاميرا، تلفزيون، ثلاجة، .. الخ) هوائيا ودون الحاجة للأسلاك العادية. ولك أن تتخيل البساطة في الربط والاستخدامات المتعددة التي من الممكن الحصول عليها من خلال هذه التقنية دون الحاجة للربط السلكي، مثل تحميل صور من الكاميرا إلى جهاز لجهازالكمبيوتر والتحكم بأي جهاز عن بعد. للأ سف فإن تقنية ال «بلوتوث» هي احدى إحدى التقنيات التي اسيء استخدامها وأصبحت في الغالب تستخدم لتبادل المقاطع والصور المخلة بالآداب. كما أنها أصبحت للأسف وسيلة للتعارف غير المشروع. وقس على ذلك غرف الحوارات في الانترنت ، والاختراق والتجسس وماخفي كان أعظم. إن التقنية سلاح ذو حدين. والمشكلة في مجتمعاتنا تكمن أن فئة الشباب هي المتلقي لكل ما أستجد من تقنيات في مجالي الأتصالات وتقنية المعلومات. في المقابل قد لاتتلقى هذه الفئة أي توجيه أو إرشاد حول كيفية الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات. كما يبدو أنه لايوجد جهات مسؤولة تتبنى نشر الوعي التقني والتي أجدها مسؤولية مشتركة بين فئات المجتمع المختلفة كال البيت، والمدرسة، ووسائل الإعلام، والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية بهذا المجال. كما أن إيجاد البدائل المناسبة لاستخدام هذه التقنيات (مثل مقاطع هادفة) أمر مهم. دعوة أوجهها لوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وكذلك هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لتدشين حملات إعلامية للتوعية بكل ما أستجد ومايستجد من هذه التقنيات، والتحذير من مغبة الاستخدامات السيئة لها. ودعوة أخرى لشركات التقنية والاتصالات للمشاركة في هذه الحملات، وأن يصاحب حملاتها الدعائية جانباً توعوياً. ولنا في هيئة سوق المال خير مثال وذلك من خلال حملاتها التوعوية للاستثمارالتي دشنتها مؤخرا. والشكر موصول أيضا إلى وزارة الماء والكهرباء على حملاتها للترشيد في استخدام هذان العنصرين الحيويين. هذا على سبيل المثال لا الحصر، وكلي ثقة في أن تجد هذه الدعوة صدى كبير لدى الجهات المعنية. * مدير أنظمة دعم المشتركين في شركة موبايلي